أغتصاب النساء بين الحروب وعفونة الشرف الذكوري
مقالات مختارة | منى حسين
الخميس ١٤ مارس ٢٠١٩
منى حسين
دائما وابدا تدفع النساء ضرائب الصرعات والحروب بقيمة اعلى من الجميع ... في الصراعات والحروب تكون نسبة الظرائب على النساء خيالية وغير واقعية فكل ما يترتب من مشاكل لا انسانية وانتهاكات وحشية تكون وقودها النساء..
أغتصاب النساء دائما ما يرافق الحروب بوحشيتها وقذراة القائمين عليها وفي كل أوقاتها.. دائما يكون أغتصاب النساء أحد فروع الحروب والصراعات وأحد أركانها الحتمية وعبر كل تاريخ الحروب والصرعات.. فما بالك بحروب دول وجماعات أفكارها وبرامجها تشرع للحرب والقتال باسم الجهاد وتشرع لسبي النساء وامتلاكهن و"التمتع بهن" باسم الغنائم..وباسم النكاح الأغتصاب هو مأساة النساء التي تولد مع كل أوقات حروب وصراعات الطبقات الحاكمة.. ويكون الناتج أطفال بلا هوية ولاعناوين ولا حتى اسماء يولدوامن عمق التجريم بحياة مختونة بالذل والعار للشرف الذكوري العفن.. الاعتداء الجنسي والاغتصاب والعنف والاضطهاد يغازل النساء غزل دامي يغرز قوانينه في قلب الانسانية.. ويغور بمخالبه العفنة ليقف على حافة الاذلال والتركيع والاستعباد..
في مؤتمر عقد في بغداد يوم الجمعة 12 / 8 / 2016 بعنوان مواجهة داعش، ومعالجة الاثار المترتبة على احتلال داعش للمدن العراقية بعد تحريرها.. اشار نوفل العاكول محافظ الموصل الى أن "أكثر من ثلاثة آلاف طفل في الموصل ولدوا نتيجة الأغتصاب "جهاد النكاح" في محافظة نينوى.. وعلى فرضية أن كل أمرأة مغتصبة بعنوان جهاد النكاح ولدت طفلا واحدا خلال العامين السابقين"، وفق تصريحه الذي سمى هؤلاء الأطفال بمجهولي النسب كون المغتصبين أما قتلوا في الحرب أو هربوا الى البلدان التي جائوا منها.. وهنا ثارت ثائرة احد أطرف الحرب "أئتلاف متحدون" واصدروا بيانا جاء فيه "ليس جديدا القول ان الاناء ينضح بما فيه، وليس جديدا القول ان من الخطأ انتظار موقف رجولي من أشباه الرجال، وليس جديدا ان يسقط العملاء الصغار في وحل تفاهتهم، وهذا ما فعله نوفل العاكوب محافظ الخيانة والتآمر والغدر في مدينة العز والشرف والكرامة موصل التاريخ والحضارة، هذا الدعي الصغير اساء الى نساء الموصل، وهن عنوان الشرف الذي يجهله العاكوب، وهن من ينضحن مروءة وقيمة بعيدة عن فهم من لا يستحق ان يحمل نعل ارجلهن".
اطفال ولدوا من الحرب وافرازاتها ليختموا ضحية للتقاليد والعادات الدينية والاجتماعية بمجهولي النسب.. اطفال انجبتهم الحرب لم تكن لهم علاقة لا من بعيد ولا من قريب بشيء اسمة جهاد النكاح.. ولاعلاقة لهم بشيء اسمة الحرب من اجل تخليد المذهب والدين.. حرب لتخليد آلهة تبيح الغزو وتبيح السبي والاغتصاب والاعتداء المعنوي والجسدي على النساء..
النساء وخاصة النساء اللواتي تحيط بهن اسوار الحروب وقسوتها ونتائجها.. نساء مسبيات ومغتصاب باسم الجهاد تحملن جريمة القانون الديني وتشريعاته من انسانيتهن ووجودهن..
ضحايا السبي والأغتصاب يختمن بختم يرافقهن طيلة حياتهن بعذاب وألم لا ينتهي.. نساء تم اجبارهن على ممارسة الجنس أغتصبن باسم الدين وماتحمله حروبه من عفونة واستهتار.. وفي النهاية لم يجدن أمامهن سوى من يتقيأ تخلف وحقد وكراهية.. لن يجدن غير بنية وقوانين تزف لهن الانكسار وتمنحهن الذل والتدمير لحياتهن أو موتهن.. فالماساة هنا دخلت في حيز الشرف الذكوري المحصور بين افخاذ النساء.. فشرف المجتمعات الدينية بين افخاذ النساء وقد انتهكت حرب داعش كل افخاذ الشرف الدينية كل التصريحات وكل الحلول تاتي وتنبع من نبرة الشرف ... هناك مشكلة حقيقية امامنا هناك اطفال يحتاجوا منا ان نحتوي وجودهم ونمنحهم الحياة هناك اطفال ابناء الحرب القذرة التي امتدت على طول الاعضاء الجنسية لدى داعش او مليشيات الحكومة او جهاتها الامنية او عصاباتها القذرة يتم الاعتداء والاغتصاب على النساء كل لحظة وكل دقيقة وتاتي الحلول من نفس البوق ونفس الحفرة كل ما يهم الان هو موضوع الشرف الذي اودعتة الايان افخاذ المراة شرف أنتهتكه الدواعش الخارجين من نفس المستنقع والناهلين من نفس المنبع الأسن..
هناك اكثر بكثير من 3000 طفل يحتاجوا الحياة يحتاجون الى اسماء ورعاية صحية.. يحتاجون العيش بكرامة.. لم تكن غلطتهم حرب الاعضاء الجنسية لدى داعش او غيرها من جهات ثقافة سبي النساء وأغتصابهن..
نحن أمام مشكلة حقيقية فهناك نساء مغتصبات يحتجن الى علاج يعيد لهن أنسانيتهن وهناك اطفال يحتاجون منا ان نحتوي وجودهم ونمنحهم الحياة.. الحرب العالمية الثانية خلفت مئات الألاف من النساء المغتصابات ومئات الألاف من الأطفال اللذين ولدوا من تلك الجريمة.. وتحت ضغط القوى الأنسانية في العالم لم يكن أمام سلاطين الحرب سوى الأعتراف بهؤلاء الأطفال وتوفير حياة ملائمة لهم ولأمهاتهم المغتصبات.. علينا أن نسارع في ايجاد الحلول ونبعث الحياة لأكثر من ثلاثة آلاف طفل بعيدا عن مقتنيات الذكورية من الشرف والعفة ومابين افخاذ النساء..
هناك اكثر من الم واكبر من انين واقسى من جرح يترعرع بشريان الخوف والقلق واليأس والاحباط.. هناك قصة اغتصاب لكل رحم ولكل طفل او جنين.. هناك لوعة وصرخة تطلب العدل لهؤلاء النساء والاطفال.. هل صدأت الانسانية ومات حسها.. هل نبقى اسرى لـ "شرف" العصابات الهمجية وشرف جوعها الجنسي.. هل سنبقى عبيدا لهذه الحرب العاهرة ومنتجيها المحترفون العاهرون.. وهل سنستمر وقودا لتلك اللعبة باسم الدين والمذهب والقومية..؟
وهل سنبقى نستشيط غيضا وتحمر عيوننا على شرف خبئه العاهرون بين افخاذ النساء..؟
يجب أن تتوقف ثقافة السبي الاغتصاب وأمتلاك المرأة تحت المسميات الدينية.. يجب أن نحرر النساء من ثقافة الشرف الذكوري وطيات العهر الديني باسم العفة..
نقلا عن الحوار المتمدن