الأقباط متحدون - بوتفليقة والجزائر الي اين ؟ مستقبل المرحلة الانتقالية
  • ٢٢:٢٠
  • الثلاثاء , ١٢ مارس ٢٠١٩
English version

بوتفليقة والجزائر الي اين ؟ مستقبل المرحلة الانتقالية

٣٥: ٠٢ م +02:00 EET

الثلاثاء ١٢ مارس ٢٠١٩

 الرئيس عبد العزيز بوتفليقة
الرئيس عبد العزيز بوتفليقة
سليمان شفيق 
خرج الجزائريون مساء أمس الاثنين إلى الشارع احتفالا بإعلان الرئيس عبد العزيز بوتفليقة عدم ترشحه لعهدة خامسة وتأجيل الانتخابات الرئاسية المقررة في 18 أبريل، وعقب الإعلان عن عدم الترشح لولاية جديدة، خرج حشد من المتظاهرين إلى الشوارع يلوحون بعلم جزائري ضخم، وانضم إليهم مئات من الشباب وكبار السن. فيما أطلقت السيارات أبواقها تعبيرا عن الفرح.
 
وكان الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة الاثنين الماضي قد اعلن الانتخابات الرئاسية المقررة في 18 أبريل ، وأعلن وأكد طرح دستور جديد للاستفتاء، فيما عين نور الدين بدوي رئيسا جديدا للوزراء خلفا لأحمد أويحيى المستقيل، ورمطان لعمامرة نائبَ رئيس الوزراء. تابعو تطور الأحداث في الجزائر 
 
و يترقب الجزائريون القرارات والتدابير التي من شأنها أن تتخذ قبيل فصل المجلس الدستوري في ملف الترشحات غدا الأربعاء. وفي الأثناء يتواصل الحراك الشعبي ضد ترشح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة الذي عاد الأحد من جنيف، بعد رحلة طبية دامت أسبوعين.
 
وفي "رسالة إلى الأمة" نشرتها وكالة الأنباء الجزائرية قال بوتفليقة إنه سيعمل على تشكيل "ندوة وطنية جامعة مستقلة ستكون هيئة تتمتع بكل السلطات اللازمة لتدارس وإعداد واعتماد كل الإصلاحات التي ستشكل أسس النظام الجديد"، على أن تنهي مهمتها "قبل نهاية عام 2019"
 
وأوضح أن "الندوة الوطنية" هي التي ستتولى "تحديد موعد تاريخ إجراء الانتخاب الرئاسي الذي لن أترشح له بأي حال من الأحوال"
 
وتداولت أكد الفريق أحمد قايد صالح رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الأحد أن الجيش والشعب الجزائريين يتقاسمان "ذات القيم" وتجمعهما "النظرة المستقبلية الواحدة"، في كلمة بدت أكثر تصالحا من خطابات سابقة منذ بداية حركة احتجاج لا سابق لها ضد الرئيس عبد العزيز بوتفليقة
 
وتشهد الجزائر منذ 22 فبرايرمظاهرات كثيفة في الشوارع للتعبير عن رفض ترشح بوتفليقة لولاية خامسة في الانتخابات المقررة في 18 نيسان/أبريل، في احتجاجات لم يسبق أن واجهها الرئيس الجزائري طوال 20 عاما في الحكم
 
وأفاد قايد صالح وهو أيضا نائب وزير الدفاع في كلمة أمام طلاب الكلية العسكرية، أن "الجيش الشعبي الوطني يفتخر بأنه من صلب هذا الشعب الأبي والأصيل ويعتز بأنه يقاسمه ذات القيم وذات المبادئ
 
وأكد قايد صالح الذي يعتبر من الدائرة المقربة من الرئيس بوتفليقة "تتجمع بين الشعب وجيشه (..) كل مقومات النظرة المستقبلية الواحدة لجزائر الغد.
 
وتابع "لا شك أن الجزائر محظوظة بشعبها ولا شك أيضا أن الجيش الوطني الشعبي هو أيضا محظوظ بشعبه"
 
وكان قايد صالح اعتبر نهاية فبراير الماضي أن الدعوات إلى التظاهر من خلال وسائل التواصل الاجتماعي "دعوات مجهولة مريبة تزعم أنها مع الديمقراطية" وتهدف إلى "دفع الجزائريين نحوالمجهول" . 
 
وفي بداية ارس انتقد أطرافا لم يسمهم "يزعجهم أن يروا الجزائر آمنة ومستقرة، بل يريدون أن يعودوا بها إلى سنوات الألم وسنوات الجمر"، في إشارة إلى سنوات الحرب الأهلية الجزائرية (1992-2002).
 
وأضاف "إننا ندرك أن هذا الأمن المستتب، وهذا الاستقرار الثابت الركائز، سيزداد تجذرا وسيزداد ترسيخا"، و"سيبقى الجيش الوطني الشعبي ماسكا بزمام ومقاليد إرساء هذا المكسب الغالي الذي به استعاد وطننا هيبته"
 
وجاء في مقال في مجلة "الجيش" لشهر مارس "ما مرت به البلاد من محن وأزمات، أكد مدى تماسك الشعب مع جيشه وتلاحمهما وترابط مصيرهما وتوحد رؤيتهما للمستقبل،لأنهما ينتميان لوطن واحد لا بديل عنه، وطن تعهدت قواتنا المسلحة على حفظه والذود عنه وحمايته من كل مكروه".
 
من وزير للداخلية إلى رئيس للوزراء، بحسب الرئاسة الجزائرية فإن نور الدين بدوي سيكون رجل المطافئ الذي سيسير المرحلة الجديدة في الجزائر بعد حراك الشارع الغاضب
 
ولد بدوي في 22 ديسمبر 1959 في عين طاية بالجزائر العاصمة، وتعود أصوله إلى ولاية ورقلة في جنوب البلاد
 
تخرج من المدرسة الوطنية للإدارة، وشغل وتقلد العديد من المناصب والمهام الإدارية وتدرج في المسؤوليات من متصرف إداري إلى نائب مدير إلى مدير بالإدارة المحلية ثم إلى رئيس دائرة بعدد من دوائر البلاد
 
عمل بدوي كمدير للإدارة المحلية بأكثر من ولاية ثم تقلد منصب أمين عام لولاية وهران، قبل أن يعين لاحقا مسؤولا تنفيذيا أولا على رأس ولاية سيدي بلعباس ثم برج بوعريريج، سطيف فولاية قسنطينة التي قضى فيها سنواته الأخيرة كوال، ليتولى بعدها حقيبة وزارة التكوين والتعليم المهنيين في 11 سبتمبر/أيلول 2013
 
في 14 مايو/أيار 2015 تولى منصب وزير الداخلية والجماعات المحلية في حكومة عبد المالك سلال الرابعة فيما عين رئيسا للوزراء يوم 11 مارس 2019. 
 
ومن الجدل المحلي الي الدور الدولي حيث يلاحظ ان اول ترحيب كان من فرنسا ،حيث وجه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الثلاثاء خلال زيارة رسمية لجيبوتي تحية لقرار الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة بالعدول عن الترشح لولاية رئاسية خامسة، ودعا لفترة انتقالية "بمهلة معقولة"، ولكنه لم يحدد ما يعتبره مهلة معقولة" .
 
وقال ماكرون في مؤتمر صحفي مع نظيره الجيبوتي إسماعيل عمر غيلله "أحيي قرار الرئيس بوتفليقة الذي يفتح صفحة جديدة" في التاريخ الجزائري"
وأضاف "أحيي تعبير الشعب الجزائري ولا سيما الشباب، بكرامة عن تطلعاته ورغبته في التغيير، ومهنية قوات الأمن"
 
ورحب وزير خارجيته جان إيف لودريان بقرار بوتفليقة "واتخاذه إجراءات لتحديث النظام السياسي الجزائري"، وذلك في بيان تسلمت وكالة الأنباء الفرنسية نسخة منه الاثنين.
 
وتابع لودريان في بيانه "غداة المظاهرات الكبرى التي حصلت بهدوء واحترام في كل أنحاء الجزائر، تعرب فرنسا عن أملها في أن يتم سريعا إطلاق ديناميكية جديدة من شأنها تلبية التطلعات العميقة للشعب الجزائري"
 
وقال وزير الخارجية الفرنسي إن "فرنسا تجدد تمسكها بروابط الصداقة مع الجزائر وتتمنى لشعبها السلام والاستقرار والازدهار"
 
وتقيم فرنسا والجزائر علاقات وثيقة إنما معقدة بسبب الاستعمار الفرنسي للبلاد منذ القرن التاسع عشر وحتى العام 1962.