فضائح اﻻخوان .. عبد الحكيم عابدين ..راسبوتين جماعة الإخوان..
سامح جميل
الثلاثاء ١٢ مارس ٢٠١٩
سامح جميل
عبد الحكيم عابدين (1914- 1976م) شاعر وسياسي إسلامي مصري، شغل منصب الأمين العام لجماعة الإخوان المسلمين، ومستشار رابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة.
درس في كلية الآداب بجامعة القاهرة، وحصل على ليسانس اللغة العربية وآدابها عام 1937م كما حصل علي ليسانس الحقوق عام 1954.عمل بإدارة جامعة القاهرة بعد تخرجه عام 1934، (أمينا لمكتبة الجامعة). اختاره الحاج أمين الحسيني مفتي فلسطين ليكون مستشارا للهيئة العربية العليا في بيروت تحت رياسته. عمل مستشاراً لـرابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة.
تعرف علي جماعة الإخوان المسلمين وهو طالب وقد قام برحلات دعوية متعددة إلى سوريا ولبنان والسعودية والأردن وفلسطين والعراق واليمن.كان عضواً بمكتب الإرشاد بجماعة الإخوان المسلمين حيث شغل منصب الأمين العام لجماعة الإخوان المسلمين حتي قرار الحل في 1948.اعتقل مع الإخوان في عهد الملك فاروق حين حُلت الجماعة في 8 ديسمبر 1948 وخرج من السجن بعد أن ألغت حكومة حزب الوفد الأحكام العرفية سنة 1950، وسقط قرار الحل.وبعد خروجه من المعتقل غادر القاهرة لأداء فريضة الحج، ثم لحق بالأستاذ المرشد "حسن الهضيبي" في سورية ورافقه في رحلته إلى لبنان والأردن، ولم يعد بعدها إلى مصر مع المرشد، فنجا من المذبحة التي أعدتها الحكومة و التي عصفت بجماعة الإخوان فأعدمت عددًا من رجالها، من بينهم القاضي "عبد القادر عودة"، والشيخ "محمد فرغلي"، وسجنت غيرهم من شباب الإخوان وشيوخها.وفي تلك الأثناء كان عابدين ومن بقي من إخوانه في الخارج مثل د. سعيد رمضان والأستاذ كامل الشريف وغيرهم من الإخوان المصريين يبذلون جهودهم مع إخوانهم في سورية ولبنان والأردن والعراق والسودان والمغرب لنصرة إخوانهم بمصر واستمرار نشاط الدعوة في الأقطار العربية والإسلامية والأوروبية، ولقد بقي عابدين يتنقل من بلد إلى بلد وبخاصة سورية ولبنان والسعودية والأردن والعراق وغيرها، ويبذل قصارى جهده لنصرة قضية الجماعة وإعزاز كلمتها وجمع الاعضاء لها في كل بلد يحل فيه.وظل "عبد الحكيم" ينتقل من بلد إلى بلد حتى اختاره الحاج "أمين الحسيني" مفتي فلسطين؛ ليكون مستشارًا للهيئة العربية العليا في بيروت التي يرأسها، ثم اختارته رابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة ليكون مستشارًا لها.نجا من الاعتقالات الواسعة التي شهدتها الجماعة بعد حادثة المنشية عام 1954 حيث خرج من مصر للحج قبل الحادث وبقى عبد الحكيم عابدين يتنقل من بلد عربي إلى آخر.عاد إلي مصر في عام 1975 وعمل مع المرشد الثالث عمر التلمساني وتوفي في 1976..
وكان "عبد الحكيم عابدين" شاعرًا موهوبًا، ولو تفرغ للأدب لكان له شأن، وقد أخرج في شبابه ديوانه (بواكير)، استقبلته الأوساط الأدبية استقبالاً جيدًا ملأه بالقصائد التي تحمل المعاني الإسلامية وتفيض بالمشاعر النبيلة، وجعل من شعره وسيلةً للدعوة ونشر أفكارها، ومن أشهر ما نظمه نشيد الكتائب، كتبه حين رأى شبابَ الإخوان يتدرَّبون في كتائبهم سنة 1937م، فانفعل بهذا المشهد ، وقال:
هو الحـــق يحشُـد أجنـاده
ويعـتدّ للمـوقـف الفـاصـل
فصفــوا الكتـائب أسـاده
ودكُّـوا بـه دولـة البـاطـل
نبي الهدى قـد جفـونا الكـرى
عفـنا الشهـي مـن المطعـم
نهضـنا إلى الله نجلـو السـر
ىبـروعـة قـرآنه المحكــم
ونُشهِـد مـن دَبَّ فـوق الثرى
وتحـت السمـا عـزة المسلـم
الفضيحة التي قسمت الجماعة
أول محاكمة داخلية في تاريخ الجماعة حينما حاول حسن البنا مرشد الإخوان المسلمين تبرئة زوج شقيقته عبدالحكيم عابدين من واقعة التحرش بنساء الإخوان.وحاول حسن البنا مؤسس جماعة الإخوان المسلمين أن يظهر في عرضه لمجموعة من القصاصات الصغيرة الصادرة عن مكتب إرشاد الإخوان في القرن الماضي توضح أن عبد الحكيم عابدين زوج شقيقته بريء من تهمه التحرش بنساء الإخوان براءة الذئب من دم بن يعقوب ، بل إنه يحاول إلقاء اللوم علي شخص آخر كان من المحكمين في هذه القضية وهو الدكتور إبراهيم حسن أحد قادة الإخوان الكبار في ذلك الوقت ، واتهم البنا حسن بإشعال الفتنة داخل الإخوان وعدم الرضوخ لرأي الأغلبية.والأكثر اثارة من ذلك كله يأتي في إقرار البنا لبراءة زوج شقيقته من التهم المنسوبة إليه ، وتأكيده أن المحكمين في القضية قد أثبتوا براءته من تهمة التحرش بنساء الإخوان ، في ذات الوقت الذي يقر فيه البنا بأن الدكتور ابراهيم حسن أخفي وثائق محاكمه «عابدين» ورفض تسليمها للإخوان ؟!!.واذا كانت وثائق القضية برمتها مجهولة ولا يعرف الإخوان عنها شيئاً فلا أحد يعرف كيف تيقن البنا من براءة عابدين وألقي اللوم علي الشخص الوحيد الذي يمتلك الوثائق الكاملة حول هذه الفضيحة التي هزت الإخوان وقتها وأدت لخروج العشرات من قيادات الجماعة اعتراضاً علي تبرئة البنا لساحة زوج شقيقته وسكرتير مكتب الإرشاد وقتها "عبد الحكيم عابدين" وتستره علي فساده الأخلاقي، البداية مع "عبد الحكيم عابدين" نفسه الذي كان من أوائل من بايعوا مؤسس الجماعة "حسن البنا"، واختاره البنا ليزوجه شقيقته،
وبذلك أصبح أحد أكثر الأعضاء قرباً من المرشد العام للجماعة.كان عبد الحكيم عابدين شخصاً شديد الالتزام في الظاهر لا يمكن أن تتطرق إليه أي شبهة أخلاقية، علاوة علي ذلك فهو من الرعيل الأول للجماعة ومن أوائل من بايعوا المرشد العام وهو أيضا زوج شقيقته، لذلك فما إن دعا عبدالحكيم عابدين لإنشاء نظام للتزاور بين أسر الإخوان لتعميق الترابط والحب بين الإخوان وبعضهم البعض فقد لاقي هذا المقترح ترحيباً كبيراً وأوكلت إلي عبد الحكيم عابدين مهمة تنظيم هذه الأمور والإشراف عليها ومتابعتها، فكانت هناك لقاءات أسرية وزيارات متبادلة بين الإخوان وبعضهم البعض في المنازل بدعوي تأليف القلوب. في العام 1945 بدا واضحاً للعيان أن هذا النظام حمل في طياته العديد من الفضائح الأخلاقية التي وصفها بعض الإخوان أنفسهم بأنها يشيب من هولها "شعر الوليد"، وأصبح "عابدين" معروفا بـ "راسبوتين" الجماعة، ولم يكن أمام المرشد إلا الأمر بإجراء تحقيقات مكتوبة مع عابدين بمعرفة بعض كبار أعضاء الجماعة .. تلك التحقيقات التي لا يعرف أحد أين ذهبت وثائقها والتي قال بعض الإخوان عنها في مذكراتهم أن عابدين كان يتمرغ في الأرض ويبكي وينهار وهو يواجه بالتهم البشعة الموجهة إليه، وبعد انتهاء التحقيقات التي أكد الكثير من الإخوان انها انتهت إلي إدانة واضحة لعابدين، اختار المرشد العام لم الأمر والتكتم عليه مع حل نظام الأسر وتصفيته لكن مع ذلك ظل عبد الحكيم عابدين صاحب نفوذ واسع في الجماعة حتي بعد اغتيال حسن البنا.أسفرت فضيحة عبد الحكيم عابدين عن خروج عدد كبير من الإخوان، وأحدثت شرخاً هائلاً في بنيان الجماعة وأثارت التساؤلات لدي الكثيرين عن مدي مصداقية القائمين عليها، وكان علي رأس الخارجين أحمد السكري وكيل الجماعة وبانيها الحقيقي ورفيق درب حسن البنا والممارس السياسي المحترف والذي كانت فضيحة عابدين السبب الحقيقي لانشقاقه وخروجه، لكن المؤكد أن السبب الحقيقي لخروجه كان فقدان الثقة بينه وبين المرشد بسبب هذه الفضيحة.
تقرير اللجنة الخماسية في التحقيق مع عابدين
عندما اصر السكري على اتخاذ موقف محدد من فضائح عبدالحكيم عابدين قام الشيخ البنا بتشكيل لجنة مكونة من كل من احمد السكري، صالح عشماوي، وحسين بدر، الدكتور ابراهيم حسن، ومحمود لبيب، حسين عبدالرازق، امين اسماعيل للتحقيق فيما نسب الى عبدالحكيم عابدين وقدمت اللجنة تقريرا بتاريخ 1946/1/9 ونصه كالاتي:فضيلة الاستاذ المرشد العام: السلام عليكم ورحمة الله وبعد - هذه اللجنة التي كلفت بالنظر في مسألة الاستاذ عابدين وحضرات حسن سليمان، فهمي السيد، محمد عمار، زكي هلال، لم توفق في ايجاد التفاهم بين الطرفين - كذا لا تستطيع تحديد المسؤولية بصفة قاطعة بالنسبة لافشاء هذه الفتنة.. وكان لابد لها في مهمتها ان تستوضح الطرفين فجمعت لهذا الغرض البيانات والاستدلالات في المحاضر المرفقة ملخصة بعض الوقائع او كثير منها ولم تشأ ان تخرج عن مهمتها الى التحقيق الشامل ولكنها خرجت من هذه البيانات برأي قاطع - رأت ان تنصح بعدم اجراء تحقيق اخر وتكوين لجنة تحكيم او غير ذلك ورأت حسما للموضوع ان يكتفى بما توفر للجنة اساسا لتكوين فكرة صحيحة نبرزها فيما يأتي:1 - موقف هؤلاء الاخوة الاربعة يكون سليما من كل وجه.2 - اقتنعت اللجنة اقتناعا كاملا بما تجمع لديها من بيانات سواء من طريق الاربعة المذكورين او من طريق غيرهم ممن تقدم اليها من الاخوان - بأن الاستاذ »عابدين« مذنب خصوصا اذا اضفنا الى ذلك اعترافه الى بعض اعضاء اللجنة - وان الذنب بالنسبة اليه - وهو من قادة الدعوة - كبير في حق الدعوة وفي حق الاشخاص الذين جرحوا في اعراضهم - ويحتم عليها واجبها نحو الدعوة توقيع اقصى العقوبة لهذا ترى اللجنة بالإجماع فصل الاستاذ عابدين من عضوية الجماعة ونشر هذا القرار والعمل على مداواة الجروح التي حدثت.
رفض البنا للتقرير وتوجيه اللجنة خطاب للبنا
رفض الشيخ البنا هذا التقرير الذي قدمته اللجنة وادعى انه سيقوم بتشكيل لجنة اخرى محايدة فما كان من اعضاء هذه اللجنة الا ان تقدموا له بمذكرة اخرى ننشرها بخط يدهم وبتوقيعاتهم ونصها كالآتي: (حضرة صاحب الفضيلة الاستاذ المرشد العام - السلام عليكم ورحمة الله وبركاته - يرى الموقعون على هذا وقد كانوا اعضاء في اللجنة المؤلفة للتوفيق بين الاستاذ عابدين والاخوان.. ما يأتي:أولا: عدم اجراء اي تحقيق اخر في الموضوع المذكور لما يجره من فضائح للعائلات وتشهير بالأعراض واساءة الى الدعوة.ثانيا: يرى الموقعون عليها درءا للفتنة وحرصا على الدعوة وسمعتها في حاضرها ومستقبلها فصل الاستاذ عابدين من جماعة الاخوان المسلمين - والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.توقيع »أمين اسماعيل، صالح عشماوي، الدكتور ابراهيم حسن، محمود لبيب، حسين عبدالرازق«.
البنا يرفض قرار ادانة عابدين ويفصل اعضاء اللجنة
وضرب حسن البنا عرض الحائط قبل ذلك وناصر عابدين بقوة وعناد لأسباب نجهلها حتى الان اللهم الا اذا كان هو نفسه راضيا عن انحرافات عبدالحكيم عابدين.. كانت قمة المأساة ان اصدر القرار رقم 5 لسنة 1947 بفصل احمد السكري واعقبه بفصل حسين عبدالرازق وغيرهم ممن خالفوه الرأي مثل الاستاذ والعالم الجليل خالد محمد خالد والشيخ محمد الغزالي والشيخ سيد سابق وغيرهم.. وقام بتعيين عبدالحكيم عابدين وكيلا للجماعة واطلق له العنان للتصرف في امور كثيرة، وكان لقرار الفصل ولتعيين عبدالحكيم عابدين وكيلا للجماعة ردود فعل قوية، فقد قام احمد السكري بنشر الكثير من المقالات في جريدة صوت الامة وجريدة مصر الفتاة وتبعه الكثيرون من اعضاء جماعة الاخوان المسلمين الذين ايدوا موقف احمد السكري وكشفوا انحرافات حسن البنا وعبدالحكيم عابدين..!!