الأقباط متحدون | كلمة أخيرة
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٩:٣٦ | الجمعة ٣٠ سبتمبر ٢٠١١ | ١٩ توت ١٧٢٨ ش | العدد ٢٥٣٢ السنة السابعة
الأرشيف
شريط الأخبار
طباعة الصفحة
فهرس رؤية
Email This Share to Facebook Share to Twitter Delicious
Digg MySpace Google More...

تقييم الموضوع : *****
١٧ أصوات مشاركة فى التقييم
جديد الموقع

كلمة أخيرة

الجمعة ٣٠ سبتمبر ٢٠١١ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم: د.حمدي الحناوي

 على مدى ما يقرب من عام كتبت على صفحات "الأقباط متحدون"، وسعدت بالتواصل مع القراء، واستفدت من تعليقاتهم سواء منهم من اتفق ومن اختلف مع وجهة نظرى. وأشعر الآن أنى قلت ما عندى فيما يخص وحدة الوطن بكل مواطنيه، أقباطا ومسلمين، ووصلت إلى محطة أراها محطتى الأخيرة فى هذا السياق. ويبقى فقط أن أقول كلمة توضح ما يثير مخاوفى من احتمالات أشرت لها فى مقالاتى الأخيرة.

أتحسس مؤشراتى لا كإعلامى بل كباحث، له منهج لاستخلاص الدلالات. وقد يتوقف الباحث المدقق عند حدث صغير، يراه كثيرون دون أن يمثل بالنسبة لهم شيئا ذا بال، بينما يرى فيه الباحث نقطة تحول. ومعظم النار من مستصغر الشرر، فيكفى أن يعلن أحد المتعصبين عن دولة إسلامية، ليصبح من حق آخر أن يعلن عن دولة قبطية. وهنا يفتح الباب لأحداث درامية، بعد أن كان الأمر يبدو إعلانا فرديا لا يلزم أحدا من المسلمين أو الأقباط.

لم تكتمل معلوماتنا أبدا عن أحداث العنف الدينى، ولم نعرف كم مرة كانت البداية مناقشة مستفزة أو ادعاء بالباطل من شخص أو آخر، لكننا رأينا دائما مشاهد النهايات الدامية. ويبدو أن تلك الأحداث توقفت أو هدأت، غير أن التوتر مستمر، وهناك من لا يريد تخفيفه، ويتطوع بصب الزيت على النار، فيطلق تصريحا غير مسئولة، إو يستثير حوارا عبثيا على الشبكة العنكبوتية. ويظل الباب مفتوحا لكوارث مستقبلية لا يمكن التنبؤ متى تحدث، لكنها ليست مستبعدة.

توقفى عن كتابة عمودى الأسبوعى ليس يأسا أو تعبيرا عن موقف سلبى، فلن أتوقف عن الكتابة بصور أخرى، ولن أبتعد عن ميدان الفعل. وقد شاركت فى الأحداث التى جرت منذ بداية العام. شاركت مع المواطنين الذين خرجوا لحماية الكنائس فى عيد الميلاد المجيد، وشاركت بعدها فى أحداث الثورة، وأشارك الآن فى أنشطة سياسية متعددة. وكنت وما زلت أحمل معى رؤيتى لوحدة الوطن، والمساواة التامة بين المواطنين دون تمييز من أى نوع.

أشعر أننى سأكون أكثر فعالية أو أكثر فائدة لو ركزت جهدى على مشروع وطنى للنهضة أسميه المشروع الوطنى لبناء الحلقة الناقصة فى النمو فى مصر. وقد بدأت مناقشات حول ذلك المشروع حين كنت مع المعتصمين فى ميدان التحرير فى يوليو الماضى، وكان فى ذهنى وأنا أكتب مقالاتى. وصحيح أننى لم أتحدث عنه مباشرة فى أى مقال، لكن الفكر لا يتجزأ وقد تضمنت كتاباتى إشارات كثيرة إليه.

كنت أعتبر هذا المشروع رسالة حياتى، و عكفت على تطويره وصياغته سنين عديدة، ثم كانت ثورة يناير أكبر حافز لبلورته، وسيكون محور اهتمامى من الآن. وحين بدأت أستكشف الطريق، رأيت أننى لا يحق لى أن أخصص له مساحة مخصصة أصلا لمناقشات حول قضايا الأقباط. وربما أكون قد خرجت مرارا عن ذلك التخصيص فى بعض ما سبق أن كتبت، لكننى كنت واضحا، وقلت مرارا أننى أرى الحل الجذرى لقضايا الأقباط أن يتطور المجتمع المصرى، وأن يستقر فيه العلم ويصبح مجتمعا منتجا للعلم.

أبدأ إذن رحلة جديدة، لن تغيب فيها قضايا المواطنة والمساواة التامة بين الأقباط والمسلمين. ولكن أغلب الأمر أن يتركز حديث تلك الرحلة فى قضايا التغيير والبناء. وقد تقدم بى العمر، ولا أعرف إن كنت سأرى فى حياتى شيئا من النتائج. لكننى على يقين من أنه حين يعاد بناء مصر، ويصبح المصريون أمة تطبق العلم وتنتجه، فسوف يتهاوى التعصب، وسيصبح ما يسمى الآن قضايا الأقباط مجرد ذكرى.




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :