الأقباط متحدون | مرجعية مصرية لا دينية ولا علمانية
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠١:٤٢ | الجمعة ٣٠ سبتمبر ٢٠١١ | ١٩ توت ١٧٢٨ ش | العدد ٢٥٣٢ السنة السابعة
الأرشيف
شريط الأخبار

مرجعية مصرية لا دينية ولا علمانية

الجمعة ٣٠ سبتمبر ٢٠١١ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

 بقلم: شريف منصور

من المحير ان نري ونسمع تناقضات مستمرة عن موضوع الدولة الدينية و الدولة العلمانية. والاختلاف بين المفسرين علي معاني لا علاقة لها في الاساس بين ما هيه مصر و بين ما يراه البعض.

من وجه نظري و التي اعتقد يشاركني فيها الأغلبية من المصريين، أن مصر وطن له طابع خاص جدا.
الشعب المصري شعب كان طيب متسامح عاطفي لا يميل للعنف. بشوش يعامل الغريب معاملة طيبة. مضياف وكريم باستثناء محافظتين. الغالبية العظمي من أهله ظلمتهم الحكومات المتعاقبة منذ ثورة العسكر و إلي يومنا هذا. فكانت النتيجة تفشي الجهل و تفشي المرض و تفشي إمراض اجتماعية أخري مزمنة كناتج مباشر لسوء إدارة الأمور في مصر.
مؤسسات مصر الحالية بنيت علي أسس غير منظورة عن طريق ممارسات عنصرية بغيضة. و بالتالي نجد السمة الحالية تعم الشعب بأكمله ولا تخص الحاكم فقط. فكل ماهو غير أخلاقي أصبح موجود وبكثرة و أصبح غير ملحوظ لعين الشعب بسبب الاعتياد عليه.

وفي هذا اليم المستمر من مياه فكرية ملوثة نجد أن أصحاب الرأي يتفوهون بالعنصرية عن جهل دون أن يدروا او يشعروا .
استوقفتني اقوال الاستاذ محمد شعبان "أستاذ بجامعة الأزهر":
في برنامج مصر الجديدة للأستاذ معتز الدمرداش و بحضور أستاذنا الدكتور سيد ألقمني. قال السيد محمد شعبان
"نحن لا نريد دولة دينية ولكن الخلاف حول مفهوم الدولة المدنية."
ما معني نحن لا نريد دولة دينية . أي أن الدولة لا تتبع عقيدة دينية ولا يكون شعارها ديني بل دستورها و قوانينها قوانين تمثل التكافل و التوافق التام في جميع الحقوق و الواجبات لكل مواطن بغض النظر عن عقيدته. و تكون نابعه من عادات و تقاليد هذا الشعب.
علي سبيل المثال و ليس الحصر. هل بيوت الدعارة شيء يقبله المجتمع المصري ؟ دينيا قد تكون مقبولة و لا يوجد ما يحرمها ولكن الشعب المصري يرذلها ولا يقبلها في حين أنه إلي وقت قريب كانت بيوت الدعارة مرخصة في بعض الدول العربية الإسلامية. فهل لان الدين يسمح بها نقبلها في مجتمعنا المصري ؟ الإجابة بالنفي. فأذن هذا موضوع لا نستطيع أن نقول أن نشرع القوانين المستمدة من عقيدة لأنها تبيح الدعارة وهي مسموح بها طالما شرعت. زواج المتعة هل هو مقبول في مصر اجتماعيا ؟ الإجابة بالنفي. و غيرة من الأمور التي تقع بين المقبول و المشرع.

وقال الأستاذ محمد شعبان" الدولة المدنية عند العلمانيين تساوي الدولة العلمانية وما لها من مفاهيم مشينة لا تلقى ترحاب لدى العوام"
و هنا نعود الي نفس المنطق السابق هل الدولة المدنية بمفهومها في أي مكان في العالم توافق الهوية المصرية ؟ الإجابة بالنفي الدولة المدنية بمرجعية مصرية ستختلف تماما عن الدولة المدنية بمرجعيه أي دول مدنية في العالم لا تتفق حضارتها وهويتها مع الهوية المصرية. بدليل أن هناك مئات الألوف من المصريين المهاجرين او المغتربين يعيشون في جميع دول العالم. هل لان الدولة علمانية تغيرت ثقافتهم و مقاهيهم المصرية ؟ الإجابة بالنفي . بدليل أن المصري سواء كان مسيحي أو مسلم هو مصري في كل شيء في بلاد المهجر. و أن دخل المصري المسلم كنيسة مصرية في المهجر سيجد نفسه في مصر بكل تقاليدها المحافظة. المصري سواء مسلم او مسيحي مرجعيته المصرية المستمدة من عادات و تقاليد مصر لا يختلف كثيرا ولم يختلفوا كثيرا الا منذ أن أراد أصحاب المرجعية الدينية الي التميز باللباس و أللحي و النقاب . ان كان هذا نابع من إيمان الفرد بعقيدته فهذا شيء لا جدال عليه. ولكن أن أراد البعض أن يفرض علي غير المسلمين الملبس فهذا يعني ان الموضوع هو موضوع مظهري لا يمت بصلة لعلاقة الفرد بالله بل هو مظهرية فقط. لان المسيحي يخاف الله من داخلة حتى ولو مشي في بلد كلها عراة . لو كانت التغطية و النقاب و أللحي تفرض الفضيلة فلماذا في ارض النقاب و أللحي نري الحدود تقام كل جمعة علي زناة و لصوص و غيرهم ؟ أن لم تنبع الفضيلة من داخل الإنسان فلا يوجد شيء ممكن أن يمنعه عن ارتكابها.
وقال الأستاذ محمد شعبان "لا نريد دولة عسكرية."
و الدولة العسكرية بكل مساوئها التي جعلت الأستاذ محمد شعبان يرفضها هي نفس مقومات الدولة الدينية فلا خلاف بينهما كلاهما يستخدم السلاح لتنفيذ ما يراه الحاكم .
وقال الأستاذ محمد شعبان "نريد دولة مدنية بمرجعية إسلامية في الحلال والحرام بحيث لا نترك لأهوائنا فيما حرم الله."

يا عزيزي مرجعية إسلامية في الحلال و الحرام هل سيأتي الله يوم القيامة و يقول لك أنت ستدخل الجنة لان الدولة لم تفرض عليك أن تكون مسلما صالحا ؟ و أن الدولة لم تجبرك علي أن تدفع الزكاة و الدولة لم تجبرك علي الصلاة و ان الدولة لم تجبرك علي غض بصرك و الدولة لم تجبرك علي عدم فعل المحرمات؟ فلذلك ستدخل الجنة ؟ أم سيحاسبك الله علي إعمالك أنت فقط ؟ فأن لم تفرض عليك الدول كل هذا و أنت من اتبعت فروض الله فهل سيقول لك الله لا يحق لك دخول الجنة و من فرضت عليه الدولة مظهرية الإسلام هو من سيدخل الجنة ؟ الله رب قلوب يا أستاذنا.


وقال الأستاذ محمد شعبان "الإسلام يسع الكل عكس بقية الأديان وعليه مرجعية الدولة لابد وأن تكون إسلامية وليست دينية."
*سيتم معاملة النصراني بعدل ، وسيتم فرض الحجاب واللحية والنقاب وفق الشرع"
أستاذنا العزيز كيف يسع الإسلام الكل ؟ وكيف لا يسع الأديان الاخري الناس ؟ أوضح لنا هذه النقطة الخطيرة التي اظن أنك ستفشل ان تجيبها بأمثلة لكي تدلل علي قولك الاجوف هذا. و الا ممكن أن تقول لي لماذا يتمني المسلمين ان يعيشوا في دول مثل انجلترا وفرنسا و أمريكا و كندا و استراليا و جنوب افريقيا و ايطاليا و سويسرا . العجيب أنكم تكرهون هذه الدول و تتمنون العيش فيها لأنها تعاملكم بآدمية لا توجد في الدول الإسلامية.

ففعلا حظيرة الاسلام السياسي تسع كل الناس و لكن هذه الحظيرة تضع المسلمين في رتبه اعلي من بقية الناس كسجن يسع الناس كلهم . منهم السجانين و منهم المسجونين منهم من له حقوق و منهم من ليس له حقوق ليس بسبب جرم ارتكبوه بل لأنهم غير مسلمين فقط لأغير.

وقال الأستاذ محمد شعبان "النصارى سيسعدون بحكم الإسلام في مصر.
و مجيء نصراني للحُكم أمر هزلي لن يحدث لن يحدث."

يا أستاذ مهمت شهبان نحن لسنا نصاري نحن مصريين أولا مسيحيين العقيدة، أي نحن لا نتبع الدين الإسلامي بل نحن مصريين أولا و أخيرا. فأن كنت تعرف أننا سنسعد بحكم الإسلام لمصر فقل لنا يا أستاذنا كيف سنسعد و نحن لم يصادفنا أي سعادة منذ حكم الإسلام مصر. وكيف تنتظر مننا أن نكون سعداء بتحقيرك لنا و نزعك حقنا في وطننا و تقول أن مجيء نصراني للحكم أمر هزلي لن يحدث لن يحدث؟ كأنك تقول أن وجودنا علي قدم المساواة كمواطنين يعد مسخه و هزل ؟

وبما انك كررتها مرتين لن يحدث لن يحدث، هذا يعني أنه لو فكر نصراني حسب تسميتك لنا أن يرشح نفسه في الانتخابات الدولة المدنية بمرجعية إسلامية لن يسمح له ، فهذا يعني أن الدولة دينية وليست دولة مدنية لان المرجعية الإسلامية نفت المرجعية المدنية التي تعطي الحق لأبناء مصر أن يكونوا متساويين.

سؤالي لك و أتمني أن تكون لديك القدرة العقلية أن تجيبني. لو منعتك عقيدة ما أن تعيش بكرامة تتمتع بكافة حقوق المواطنة علي أرض مصر بسبب انك أستاذ في الأزهر أو لأنك مسلم أو لأنك طويل أو قصير أو تلبس سروال اسود أو لأنك مولود في البيت ولم تولد في مستشفي ماذا سيكون رد فعلك ؟ أظن بنفس منطقك المعوج أنك لابد وان تكون سعيدا بهذا. لان النظام سمح لك ان تعيش في ارض وطنك ولكن مطئطيء الرأس لانك مواطن درجة اقل.
عن نفسي أؤكد لك أنني سأقف بجانبك كمصري أن تأخذ حقك كاملا. ولكن أن أردت أن تسلبني حقي في وطني ارضي و ارض أجدادي علي أن أبشرك أن هذا لن يحدث لن يحدث.
وأخيرا اختتم مقال اليوم بملخص ما قاله الدكتور سيد القمني في نفس البرنامج
"التيارات الدينية ستمزق مصر.. لا يجوز استخدام الإسلام في السياسة"
و أضم صوتي لصوته وأقول لا يجوز و لا يصح و لا يصلح استخدام الأديان في السياسة وليس الإسلام وحسب " الأديان تُصلح من نفوس ضمائر القائمين علي السياسة أن كانت نفوسهم و ضمائرهم نقية و نظيفة سيكون نتاجها سياسات نابعة من منبع إنساني متجدد يتواكب مع كل عصر وزمان.




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :