الأقباط متحدون - سعادة السفير!
  • ٠٧:٣٠
  • الأحد , ١٠ مارس ٢٠١٩
English version

سعادة السفير!

مقالات مختارة | بقلم : دينا عبدالكريم

٥٧: ١٠ م +02:00 EET

الأحد ١٠ مارس ٢٠١٩

دينا عبدالكريم
دينا عبدالكريم

 - كل شخص منا هو ابن بيئته.. وهو نتاج خالص لما تربى عليه وأيضاً ما جاهد وسعى واجتهد لأجله!!. فى مرحلة من حياته ينشأ الإنسان فى بيئة تشكله وتصنع منه شخصاً ما، ثم- بمعايير النضج والتعلم والخبرة- يبدأ هو فى تغيير ما استطاع من نفسه ومن سلوكه ليكتمل تكوين شخصيته، ومن ثَمَّ نقدر أن نقول إنه شخص ناضج وبالغ ويمكن الاعتماد عليه!!.

 
الحقيقة أنه لا يمكن القول إن الشخص مكتمل النمو النفسى إلا إذا مر بمرحلة من العمل على عيوبه التى أكتسبها وبدأ فى صناعة التأثير. أما أن نظل جميعاً فى هذه المرحلة الطفولية من «جَتْنا نيلة ف حظنا الهباب»!، ومن الملامة الشديدة على كل الظروف، ومن الإشارة بالفشل لكل مَن حولنا، فهى ثقافة طفولية مزعجة لا يمكن احتمالها، خاصة إذا بلغت حد الشيوع، مزعج جداً أن تجد الغالبية العظمى ممن تتعامل معهم كباراً بعقل أطفال!!، لا يستثمر أحدهم دقيقة واحدة من وقته لينضج ويفهم.. وفى نفس الوقت هو ناقم جداً على الجميع!!.
 
 
بمقياس بدائى تستطيع أن تحدد فى دوائرك الشخصيات غير مكتملة النضج.. والذين لا تأخذهم بكثير من الجدية حفاظاً على أعصابك!.
- التعاملات مع ثقافات مختلفة وخلفيات شعوب وديانات مختلفة عنك هو جزء من التعلم وجزء من التأثير، بعض الثقافات تجد أن لديها هذا الحس العام بكونهم سفراء ومسؤولى دعاية لأوطانهم.. يستغلون كل فرصة وكل مناسبة لتقديم فكرة جيدة ينسبونها إلى أوطانهم، يروجون لبلادهم وثقافتهم بحماسة وكأنهم يتقاضون أجراً عن ذلك!.
 
إنه جزء من التكوين والثقافة، ودعنى أقل هو جزء من الأصل- أن تكون سفيراً جيداً عن بيتك ومؤسستك ومكان عملك ثم وطنك يقول كثيراً مَن أنت!!!، ويعبر كثيراً عن نضجك.. ثمة شخص تعرفه.. تقول له: «إن جو مصر رائع!»، فيجاوبك: «ولكنه ملوث!!». تقول له: «الحكومة تجتهد للقضاء على البيروقراطية»، فيجاوبك: «فعلاً، لكن ما فيش فايدة!!!»، دائماً إجابته خارج السياق، ودائماً هو لا يناقش سوى المذمة!!، إنها طريقة سامة للعيش وطريقة مزعجة للتعامل، الحقيقة أنى أغار لبلادى من كل ما أرى من شعور عام بأننا الأسوأ فى كل شىء وبأننا الأقل حظاً دائماً، ومن تسويق أنفسنا بهذا القدر الكبير من المهانة إن لم يكن تعريف الخيانة أن آكل خبزى من مكان ثم أدير وجهى لمذمته!!!. إن لم يكن تعريف الخيانة أن أبقى معك وأنا أعمل ضدك.. فماذا يكون!!!. قليل من المواجهة والأسئلة المناسبة قد يوضح لى أى معسكر أخدم.. إذن ومتى ننتقد؟، ومتى نحاسب ومتى نواجه!!!. كل تلك الأمور تصبح حقاً أصيلاً للناضجين الذين يعرفون متى يكونون سفراء عن أوطانهم ومتى وكيف ينتقدون ويحاسبون ويغيرون!. الانتقاد حق أصيل للأصدقاء الذين تثق فى حبهم وإخلاصهم!!!، بينما لا يعنى سوى المذمة إن أتاك من كاره أو موتور على طول الخط..
 
مصر تحتاج إلى جمهور عريض من السفراء عنها.. الذين يقدرون- فى الوقت المناسب- على تبديل مواقعهم للانتقاد والإصلاح والعمل.
 
نقلا عن المصرى اليوم
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع