وماذا عن مجلس الكنائس المصرية ؟!
مدحت بشاي
٠٨:
٠٥
م +02:00 EET
السبت ٩ مارس ٢٠١٩
كتب : مدحت بشاي
Medhatbe9@gmail.com
احتفلت كنائسنا المصرية بالعيد التأسيسي السادس لمجلس كنائس مصر و تضمن برتامج الاحتفالية بروتوكوليًأ مراسم تسلم وتسليم موقع الأمين العام ، و إقامة الصلوات و القداسات بالتزامن مع بدء اسبوع الصلاة من اجل وحدة المسيحيين في شهر فبراير الماضي بحسب البرنامج المقرر..
طيب و مهم وجميل أمر التوجه بالصلوات المشتركة للإله العظيم بمناسبة بداية عام جديد لإنشاء المجلس وعمل روحي جيد للتقريب وترطيب للمشاعر و معاون ودافع مطلوب للاندماج الإنساني ..
بداية ــ وخارج سياق الحكاية ــ ياريت نبحث عن تعريف جديد لأصحاب المذاهب المختلفة غير أنهم طوائف ، فهي تفترب من وصف أصحاب الحرف والمهن تاريخياً.
للتعرف على مدى نجاح المجلس أو فشله ينبغي العودة للتعرف على أهدافه التي أعلنت عند التفكير في الإنشاء وتفعيل الفكرة ، وأظننا لن نجد أي أمارات للنجاح .. لا على المستوى الإعلامي ولا على أمر تقريب وجهات النظر والمواقف تجاه الأزمات الطائفية التي تهدد سلام وأمن الوطن والمواطن المصري ..
عندما لايكون هناك أي موقف من قبل مجلس الكنائس ــ على سبيل المثال ــ تجاه فشل مؤسسة بيت العيلة في تحقيق الهدف من وجوده على مدى سنوات طويلة ، مما استدعى البحث عن بدائل وحلول أخرى ، واستمرار وجود ذلك البيت الذي لم ينجح في مجالسة الناس مع الإكليروس بتشاور حر نبيل ... عندما يفشل المجلس في تصويب مسار ذلك البيت و استمرار إهدار الوقت والجهد والتكاليف ، وأمارات الفشل في عدم وجود معالجات حقيقية لأحوال الناس في كل المحروسة قائمة ، فالأزمات تزداد وبتوقيع كنسي في بيت العيلة للأسف مع كل حدث !!
لقد كان الهدف من انشاء مجلس كنائس مصر هو توطيد علاقات الكنائس مع بعضها البعض لأنها تحتاج ان تعمل سويًا بروح المحبة ، وأظن أن خروج تصريحات سلبية وتراشقات غير مرغوب فيها في الفترة الأخيرة ، وعلى سبيل المثال والتي ماكان لها أن تطلق لتعلن عن حالة فشل هائلة على هامش أحداث المنيا ، وأتوقف هنا عن سرد التفاصيل فهي معلومة ومنشورة على وسائط الميديا ، وكيف تم استثمارها لإعلان غياب أثر أي عمل مشترك للأسف !!
أعتقد أن لجان المجلس المتعددة كان من المفترض أن تعنى بالكثير من الأمور ومن ضمنها اللجنة الاعلامية التي تضم مجموعة من الافراد يمثلون الكنائس التي يتألف منها المجلس حتى تؤدي تلك اللجنة أنشطة إعلامية متنوعة مثل تنظيم مؤتمرات صحفية ولقاءات اعلامية مع الصحفيين حول فعاليات المجلس وإعداد وثائقيات للتعريف بفعاليات والمواقف التي ينظمها مجلس كنائس مصر في العديد من المناسبات ... و لكن للأسف و لا أمر إعلامي تمت إدارته بحرفية ، ولا الناس ولا الإبراشيات ولا أصحاب الرأي لديهم أي إشارات أو معرفة بجهودها ، وأظن وأنا كهل عمراً وأكتب على مدى أكثر من 30 سنة لم تصلني أي ورقة أو أي دعوة مشاركة في أي نشاط للمجلس ، وأدعي أنني متابع جيد للشأن القبطي وأكتب تقريبا في معظم الإصدارات المصرية دون النظر لهوية تلك الإصدارات وأمر تبعيتها لأي مذهب أو حتى لأي هوية فكرية ، أم يا ترى أن كل تلك المجالس واللجان يعتقد رموزها أنني وغيري أمثل تيار خارج السياق و بغرابة مؤسفة ؟ !!!
هناك بالفعل حالة فشل إعلامية ظاهرة من قبل من يمثلون كنائسنا في الرد على ما يثار في الشارع المسيحي بشكل خاص وفي الشارع المصري بشكل عام ، وفي توجيه الميزانيات في غير المهم ..
كنت أتصور وجود إصدارات رائعة وبرامج على قنواتنا المصرية الخاصة ولو حتى كانت مدفوعة الثمن لتشكيل حالة ربط وجداني وشعبي لدعم فكرة " الكل في واحد " دون تجاهل لصحيح الاختلافات العقائدية بين الكنائس و رؤية قياداتها الإدارية والمجتمعية والروحية !!!
يُقال إن المجلس يعمل على تقريب وجهات النظر بين قيادات المذاهب المسيحية فى مواجهة الأفكار المتطرفة التى تحاول إقصاء الآخر، بالإضافة إلى عمله على تخريج جيل من الخدام من الشباب الذين يستطيعون إفادة كنائسهم ومجتمعاتهم ، وعلى العكس تماما ــ للأسف ــ بات لدينا نسبة لا بأس بأعدادها شباب من الخدام شديدي التعصب ( وعلى سبيل المثال ، عندما أبديت مؤخرًا تحفظي على بعض تصريحات كاهن شهير ، وجدت شوية عيال مبرمجين بشكل كوميدي على إطلاق ردود جافة غير لائقة ، فبدلًا من الرد بشكل علمي وموضوعي على ما ذكرت من سلبيات وتفنيدها ، أخرجوني بطفولية غبية من مسيحيتي ومارسوا بغباوة قلب إدعاءات كوميدية رخيصة ضد كل من تحفظ على أداء ذلك الكاهن ) !!!!
ومما يؤكد على ما ذكرت ، هناك تصريح من أحد ممثلي تلك الكيانات يقول فيه " للأسف، هناك بعض الأشخاص داخل الكنائس يعانون من التعصب الفكرى تجاه الآخر ويرفضون قبول الكنائس الأخرى، وهذا الأمر ينطبق على الجميع، سواء كانوا كاثوليكا أو أرثوذكسا أو إنجيليين أو لاتينا. هؤلاء يرون أنهم الصواب والحق، لذا يرفضون التعامل مع الآخر ويدعون للانغلاق على الذات، وهذا أمر يرفضه المسيح، لأنه يريدنا جميعا أن نكون متحدين به... " ومعه كل الحق !!!
كمثال آخر يرى ممثل أخر لتلك الكنائس ضرورة الاعتراف بالفشل في معالجة ظاهرة مثل " إلحاد الشباب " ، قال " الإلحاد ظاهرة غير جديدة ، سواء على المجتمع المصرى أو على المسيحية ، فهى موجودة منذ عهد السيد المسيح، وتخطيها يكون عبر تخطى فكرة الإيمان العاطفى إلى مرحلة الإيمان العقلى، التى تعنى التفكير فى وجود الله بالعقل والعلم. ، وأعتقد أن سبب انتشار هذه الظاهرة حاليا فى الأوساط الشبابية هو ابتعاد القيادات الكنسية عن الفكر المعاصر واختلاف النظرة بين القيادات الكنسية والشباب، فيجب علينا قبل أن ندعو الشباب لدخول الكنيسة أن نعد راعيا بمعنى الكلمة يستطيع أن يكون قريبا من قلوبهم وعقولهم.... " رائع طبعًا ، و إذا كانت تلك التصريحات من قبل ممثلي تلك الكيانات الجامعة ، فما جدوى وجودها ؟!!.
وبعض تلك القيادات الروحية أكد في تصريح له أن القانون الموحد للأحوال الشخصية للأقباط " وهم " ، لن يتحقق، نظرًا لاختلاف القوانين الكنسية المتعلقة بالزواج والطلاق بين الطوائف، ولا أتوقع أن تتفق الكنائس عليها، فمثلا الكنيسة الكاثوليكية لا تقر بالطلاق لأى سبب، بينما تقتصر الأرثوذكسية على الطلاق لعلتى الزنا وتغيير الديانة ، وهذا مجرد مثال على اختلاف الأحكام. كما أن الخلاف حول القانون الموحد يتعلق أيضا ببعض الموروثات فى المجتمعات الشرقية التى ترفض الزواج بين مختلفى الديانة خشية حدوث فتن طائفية، وهو أمر يختلف كثيرًا عن الدول الغربية التى لا تمانع فى ذلك.
وعليه ، لم يعد لمثل تلك المجالس والكيانات من دور سوى إصدار بيانات الشجب والإدانة للأحداث الإرهابية أو تنظيم الصلوات والتسابيح المشتركة و القيام ببعض المهام البروتوكولية تجاه أجهزة الدولة ومؤسساتها في المناسبات !!