الأقباط متحدون - صفية زغلول .. أم المصريين .. من أوائل النساء اللواتي أزلن النقاب عن وجه المرأة المصرية ( بروفيل)
  • ٠١:١٢
  • السبت , ٩ مارس ٢٠١٩
English version

صفية زغلول .. أم المصريين .. من أوائل النساء اللواتي أزلن النقاب عن وجه المرأة المصرية ( بروفيل)

رومانى صبري

بروفايل

٣٣: ٠٣ م +02:00 EET

السبت ٩ مارس ٢٠١٩

صفية زغلول
صفية زغلول
كتب – روماني صبري 
كان والدها من أوائل رؤساء وزراء مصر، منذ عرفت البلاد نظام الوزارة بداية القرن التاسع عشر ، وهو السياسي الشهير مصطفى فهمي باشا ، أحبت وتزوجت  سعد زغلول ، زعيم ثورة 1919 ، ومن أشهر ألقابها ( أم المصريين) .
 
ولدت صفية مصطفى فهمي عام 1878 من عائلة ارستقراطية تركية الأصل ، وسميت صفية زغلول ، نسبة إلى زوجها الزعيم سعد زغلول ، كذلك أطلق عليها المصريين لقب " أم المصريين" ، بسبب مشاركتها في التظاهرات النسائية أبان ثورة 1919 التي خرجت تنادي باستقلال البلاد، إضافة إلى دورها الكبير في الحياة السياسية المصرية ، وقضايا الوطن العربي والمصري على وجه الخصوص .
 
تحرير المرأة المصرية 
بعد نفي الزعيم سعد زغلول إلى جزيرة سيشل ، حاولت ملء الفراغ الذي سببه رحيله ، ونجحت بشكل كبير ، حيث عملت على تحرير المرأة المصرية من الجهل ، والعادات القديمة التي تؤمن بها النساء رغم أنها تضر بحريتهن وأنوثتهن .
خلع النقاب عن وجه المرأة المصرية 
عندما وصلت زغلول مع زوجها سعد زغلول ، إلى محافظة الإسكندرية عام 1921 ، خلعت نقابها ، ويرجع ذلك الفعل لأنها كانت تحترم الأنوثة وتقدر الثقافة الفرنسية ، إضافة إلى الحرية التي منحها إليها زوجها ، ما جعلها تظهر معه في المحافل العامة والمؤتمرات السياسية دون نقاب ، وبعد تلك الواقعة تشجعت نور الهدي سلطان الشعراوي والملقبة بهدي شعراوي ، مؤسسة 
"الاتحاد النسائي" وخلعت النقاب بناء على طلب من سعد زغلول .
 
بيت الأمة 
قام الزعيم سعد زغلول ببناء بيت الأمة على الطراز الفرنسي بتكلفة 4296 جنيها و460 مليما، عام 1901 ، ليكون مسكنه مع زوجته ، واستكمل بناءه العام التالي وانتقل إليه يوم 24 ابريل عام 1902 ، ليرفع داخله مع زوجته إعلام الهلال  مع الصليب . وجسد المنزل روح الوطنية ، وتربى داخله عدد كبير من المناضلين ، على سبيل المثال على أمين ، ومصطفى أمين شقيقه ، واعتبر المصريين  بيت الأمة  شعلة الثقافة والنضال .
خاضت زغلول معارك عدة ضد الانجليز مع زوجها ، نتج عنها عدد كبير من الشعارات والتنديدات ، وبعد نفي زوجها خارج مصر ، أصدرت بيانا قرأته على المتظاهرين الذين أحاطوا بيت الأمة ، سكرتيرتها :" إن كانت السلطة الإنجليزية الغاشمة قد اعتقلت سعد ولسان سعد فإن قرينته شريكة حياته السيدة صفية زغلول تُشهد الله والوطن على أن تضع نفسها في نفس المكان الذي وضع زوجها العظيم نفسه فيه من التضحية والجهاد من أجل الوطن، وأن السيدة صفية في هذا الموقع تعتبر نفسها أماً لكل أولئك الأبناء الذين خرجوا يواجهون الرصاص من أجل الحرية".
 
نشاطها الوطني 
لم تترك زغلول نشاطها الوطني ، رغم رحيل زوجها ، حيث ظلت عشرين عاما تقدم كل ما في وسعها لمصر ، والغريب في الأمر أن رئيس الوزراء وقتها إسماعيل باشا صدقى حذرها وطالبها أن تتوقف عن العمل السياسي ، لكنها لم تخشى تهديداته .
الوفاة 
يوم 12 يناير عام 1946 ، رحلت صفية بنت الباشا وأم المصريين عن عالمنا ، لتضيء كتب التاريخ المصري ، باعتبارها من أوائل النساء اللواتي حملن شعلة الثقافة والحرية والنضال في تاريخ مصر الحديث .