الأقباط متحدون - صنع عشًّا ليعيش مع نسخة مزيفة.. وفاة أكثر طائر وحيد في العالم
  • ١٤:٣٧
  • السبت , ٩ مارس ٢٠١٩
English version

صنع عشًّا ليعيش مع نسخة مزيفة.. وفاة أكثر طائر وحيد في العالم

منوعات | زحمة

٢٧: ١١ ص +02:00 EET

السبت ٩ مارس ٢٠١٩

وفاة الطائر الأكثر وحدة في العالم
وفاة الطائر الأكثر وحدة في العالم

عُثر على طائر الأطيش، الذي كان يعيش وحيدا في جزيرة مانا غير المأهولة تقريبا قبالة ساحل نيوزيلندا، ميتا بينما كان محاطا بنسخ متماثلة مقلدة من الطيور، التي كان يعتقد خطأ بأنها تمثل عائلته وأصدقاءه.

وبحسب صحيفة “إندبندنت” البريطانية، عاش نايجل “دون رفقة” على حافة جرف في الجزيرة بصحبة 80 من الطيور المزيفة، ووجدت جثته بجانب نسخة مقلدة من “الأطيش” كان يعتقد بأنها شريكته، وفقًا لما ذكره المراقبون الذين أوضحوا أن نايجل حاول التودد لها في عام 2013 ما دفعه إلى بناء عش من الأعشاب البحرية والطين والأغصان.

في البداية، أُغري نايجل ليعيش على الجزيرة قبل 5 سنوات من قبل مسؤولي الحياة البرية، الذين وضعوا نسخا متماثلة أسمنتية على جانب الجرف في ديسمبر عام 1997، وبثوا دعواتهم من خلال نظام الصوت لجذب هذه الطيور بهدف إنشاء مستعمرة جديدة.

كان نايجل أول طائر أطيش -أسرة من الطيور تنتمي لفصيلة البجعيات- يستقر على جزيرة مانا منذ 40 سنة، وكان يأمل المراقبون أن يتبعه المزيد من الطيور، لكن لسوء الحظ لم يحدث هذا ما جعله يحظى بلقب “الطائر الأكثر وحدة في العالم”.

وربما جاء التحول المحزن في قصته، حينما رُصد 3 طيور أطيش جديدة في الجزيرة العام الماضي عشية عيد الميلاد، بعد مرور 20 عاما على تأسيس مستعمرة أسمنتية، ليعتقد الكثيرون حينها خطأ بأن نايجل أخيرا سيكون لديه صحبة من دم ولحم.

ولسوء الحظ، نشرت مجموعة أصدقاء جزيرة مانا، عبر موقع “فيسبوك” تدوينة قالت فيها: “بعض الأخبار الحزينة من الجزيرة.. نايجل أول طائر أطيش لدينا مات فجأة. نايجل حظى بقلوب أعضاء أصدقاء جزيرة مانا وزوار الجزيرة، التي عاش فيها وحيدا. ونأمل أن يبقى الوافدون الثلاثة الجدد ويتكاثروا”.

الصحيفة ذكرت أن الجزيرة نفسها محمية علمية وتخضع لمشروع ترميم، حيث تلعب الطيور البحرية دورا حيويا في النظام البيئي، إذ توفر فضلاتها عناصر غذائية متكاملة وتخلق جحورها منازل للحياة البرية الأخرى.

ومن جانبه، قال كريسل بيل، حارس المحمية الذي يعيش على الجزيرة وعثر على جثة نايجل، لموقع “Stuff” النيوزيلاندي: “سواء كان وحيدا أم لا، هو لم يحصل على أي شيء وهذه تجربة غريبة. أعتقد بأننا جميعا متعاطفون معه لأنه مر بوضع سيئ للغاية”.

وأضاف بيل: “من المحزن بشكل لا يصدق أن نفقد نايجل في الوقت الذي انضمت فيه 3 طيور أخرى للمستعمرة. هذا يبدو تماما مثل نهاية خاطئة للقصة.. لقد مات في بداية شيء عظيم”.

وتابع: “كان من المحزن للغاية أن أراه يجلس سنة بعد أخرى إلى جانب رفقة مزيفة، ما كان يجب أن تنتهي القصة هكذا، كان من الأفضل أن يكون قادرا على العيش لسنوات أكثر ليجد شريكته ويتكاثر”.

وتكريما له، نشر أصدقاء جزيرة مانا قصيدة لتأبين نايجل جاء في جزء منها: “كنا نتمنى أن تجد الشيء الحقيقي.. لقد وصلت للتو 3 طيور مفاجأة عيد الميلاد.. لكنك رحلت فجأة.. أرقد في سلام”.

ووفقًا لـ”إندبندنت”، أرسلت جثة نايجل إلى جامعة ماسي في نيوزيلاندا لتحديد سبب الوفاة، ومن غير المعروف حتى الآن أين ستُوضع جثته، لكن أحد معجبيه اقترح حرق جثته ووضع رماده داخل جرة أسمنتية تصنع على شكله.