الكنيسة بين التقليد والمعاصرة، وصراع المصالح.
هاني صبري لبيب
٢٠:
٠٧
م +02:00 EET
الجمعة ٨ مارس ٢٠١٩
هاني صبري
الكنيسة القبطية الأرثوذكسية أحد صمامات أمان المحافظة علي الإيمان المسيحي في العالم كله وتاريخها يشهد بذلك ، وهي حريصة تماماً منذ عصورها الأولي وحتي وقتنا هذا علي سلامة التعليم الصحيح حفظاً لسلامة الإيمان ليسلموه لأجيال آخري أمناء أكفاء أن يعلموا آخرين أيضاً فينتقل من جيل إليّ جيل.
والإيمان في الكنيسة هو إيمان واحد مصدره الكتاب المقدس ثم أقوال الأباء القديسين وقوانين المجامع المقدسة، وكتب الطقس الكنيسي وتسمي في مجموعها بالتقاليد الكنيسة الموافقة للكتاب المقدس.
وفي ذلك يقول بولس الرسول في الرسالة إلي أهل غلاطية " لكن أن بشرناكم نحن أو ملاك من السماء بغير ما بشرناكم فليكن أناثيما" أي محرم .
وعندما يثأر أي إشكاليات تتعلق ببعض الأمور محل اختلاف داخل الكنيسة يجب عرضها علي المجمع المقدس لانها كنيسة مجمعية يعني القرارات تتخذ فيها بعد مناقشات مطولة ودراسات عميقة ومتأنية من أعضاء المجمع المقدس، وهي كنيسة تقليدية محافظة علي الإيمان الرسولي المسلم إليها من القديسين.
الكنيسة القبطية الأرثوذكسية أقدم كياني مؤسسي علي مستوي العالم حافظت علي إيمانها وعقيدتها قرابة 2000 عام ولكن عندما يثأر خلاف داخل الكنيسة بين بعض الأشخاص لتحقيق مصالح شخصية ضيقة أو ادعاء مجد زائف مما يدعون أنهم حماة الإيمان وحراس العقيدة وغيرهم هي معارك ثنائية صفرية ومفتعلة لا فائدة منها ولا طائل من ورآها لان كنيستنا مجمعية قوية لها قواعد إيمانية وتقاليد راسخة وعلي قلب رجل واحد .
وفي تقديري أن الكنيسة تحتاج فى بعض الأمور إلى إعادة هيكلة وترتيب من الداخل في بعض النواحى الإدارية والتنظيمية حتي لا يحدث صدام لا قدر الله قد يعيقها عن أداء بعض مهامها ، وأن هناك مشكلة داخلية تعانى منها الطوائف المسيحية الثلاث لا ينكرها أحد.
حيث أنه يجب وضع ضوابط للعمل داخلها للتقييم والرقابة والمساءلة والمتابعة المستمرة حتى تتمكن من أداء مهامها بفاعلية، ووضع شروط ومعايير واضحة ومحددة لاختيار كل من يتولى مسئولية داخل العمل بها وتحديد مهام عمله، والاستعانة بمجلس مستشارين فى جميع مجالات العمل داخل الكنيسة يكون مشهودًا لهم بالخبرة والأمانة. بالإضافة إليّ التواصل مع المخدومين لمعرفة احتياجاتهم ، ومنع تدخل رجال الدين فى السياسة ، فأننا نضع كل هذه الأمور أمام المجمع المقدس لبحثها وإقرار ما يراه مناسباً لخدمة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية.
وعلي الجميع نبذ أي خلافات شخصية والبعد علي إلانا والتحزب والانشقاقات وعدم افتعال أزمات بدون جدوي وتغليب مصلحة الكنيسة علي أي اعتبارات شخصية والحرص علي سلامة ووحدة الكنيسة لكي تؤدي دورها بفعالية ككنيسة قوية وحية وموثرة لتوصيل رسالة الأخبار السارة للعالم كله ونثق أن أبواب الجحيم لن تقوي عليها والله هو ضامن وحدة وسلام كنيسته.