مظاهرات الجزائرين ضد بوتفليقة تنتقل لفرنسا والصحف تهاجمة
سليمان شفيق
الجمعة ٨ مارس ٢٠١٩
سليمان شفيق
منذ 22 فبراير، تشهد الجزائر احتجاجات رافضة لترشح بوتفليقة لولاية خامسة، في حركة غير مسبوقة من حيث حجمها وسقف مطالبها خلال العشرين سنة الماضية. ويرفض المحتجون تشبث بوتفليقة، المريض والمقعد منذ 2013، بالحكم ، وامتدت المظاهرات الي فرنسا ، من المعروف انة يقيم في فرنسا أكثر من أربعة ملايين شخص من أصل جزائري، وكان الالاف من الجزائريين المقيمين في فرنسا يتجمعون في ساحة الجمهورية بالعاصمة الفرنسية باريس ظهر اليوم الأحد، ليحتجوا على ترشح رئيس بلادهم عبد العزيز بوتفليقة لولاية خامسة. وكان عدد من الجزائريين المؤيدين لبوتفليقة قد تظاهروا أمس الاربعاء في الساحة نفسها. ومن المقرر أن تجرى الانتخابات الرئاسية الجزائرية في أبريل القادم .
واهتمت الصحافة الفرنسية بالامر خصصت الصحافة الفرنسية مساحات كبيرة من صفحاتها وكتبت جريدة "ليبراسيون" الفرنسية (اليسار) في صفحتها الأولى "الزخم الجزائري" فيما أرفقت هذا العنوان بصورة كبيرة تبين وجوه متظاهرين رافعين لافتات وأعلام جزائرية.ونددت برغبة بوتفليقة الترشج لولاية جديدة .
أما في مقال آخر، فقد أكدت "لوفيغارو" أن بوتفليقة لا يزال في المستشفى بسويسرا برفقة شقيقيه الاثنين وهما سعيد وناصر بوتفليقة.
أما صحيفة "لوباريزيان" اليومية ، خصصت هي الأخرى ثلاث صفحات كاملة حول المظاهرات الجزائرية، فيما عنونت مقالاتها "الجزائر، نهاية أسبوع حاسمة"، وشرحت الجريدة أن "الجزائريين لا يريدون بوتفليقة رئيسا جديدا لهم"، مشيرة إلى أن "المتظاهرين يريدون أن يبقوا المظاهرات سلمية رغم بعض المناوشات الصغيرة التي وقعت هنا وهناك". ولفهم كواليس النظام الجزائري، قامت "لوباريزيان" بنشر بعض الأسماء المقربة من عبد العزيز بوتفليقة وعرفت بمسيرتهم السياسية. ومن بين هذه الأسماء، شقيقه سعيد بوتفليقة والفريق أحمد قايد صالح نائب وزير الدفاع الجزائري ثم عثمان طرطاغ مسؤول المخابرات الجزائرية.
كما قامت الصحيفة بنشرآراء بعض الجزائريين الذين يعيشون في المهجر، محاولة من خلالها فهم مواقف البعض مما يجري في الجزائر من تعبئة شعبية ضد الولاية الخامسة لبوتفليقة وانعكاساتها على السياسة الفرنسية.
أما يومية "لوفيغارو" (اليمين)، فلقد عنونت الصفحة التي خصصتها للمظاهرات في الجزائر "موجة عاتية ضد النظام الجزائري"، مراسلة هذه الصحيفة روت حيثيات المظاهرات التي استقطبت عشرات الآلاف من الجزائريين في العديد من مدن البلاد. فيما استجوبت العديد من المتظاهرين، من بينهم امرأة تدعى نعيمة التي قالت "أريد فقط أن أعيش في بلد عادي دون أن أعتمد على أي شخص أو نظام. التغيير مس العديد من الدول عبر العالم، فلماذا هذا لا يمكن أن يحدث عندنا" .
وأشارت الجريدة إلى مشاركة بعض الشخصيات السياسية والحزبية في المظاهرة، مثل علي بن فليس رئيس حزب طلائع الحريات ورشيد نكاز مرشح للانتخابات المقبلة وأحمد بن بيتور رئيس الحكومة سابقا وعبد العزيز رحابي وزير الثقافة الذي استقال من منصبه خلال العهدة الأولى لعبد العزيز بوتفليقة.
امام كل تلك الاحداث وردود الافعال ، صرح رئيس الوزراء الفرنسي إدوار فيليب في مقابلة تلفزيونية أمس الأربعاء أن باريس "ليست غير مبالية" بالوضع في الجزائر، ولكنها لا تتدخل في شؤونها، مؤكدا أن الجزائريين فقط هم عليهم اتخاذ القرارات بشأن مستقبلهم. وكان وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان قد صرح أمام البرلمان في وقت سابق أن بلاده تتابع عن كثب الاحتجاجات المناهضة للحكومة في الجزائر، جاء ذلك بعد ساعات من تصريحات لوزير الخارجية الفرنسي لودريان أن باريس تراقب عن كثب الاستحقاق الرئاسي الجزائري ، المقرر في 18 أبريل المقبل، وأضاف فيليب في مقابلة مع قناة بي إف إم الإخبارية أن باريس مرتبطة بمستعمرتها السابقة برابط تاريخي قوي ومعقد وعاطفي لا يمكن إنكاره"، لكن "الجزائر بلد ذو سيادة، ومن ثم فإن الجزائريين والجزائريين وحدهم يعود لهم أمر اتخاذ القرارات بشأن مستقبلهم.
وفي تناقض وقبل تصريح رئيس الوزراء بساعات نجد وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان إن بلاده تتابع عن كثب الاحتجاجات المناهضة للحكومة في الجزائر، لكن الأمر يرجع للجزائريين في تحديد مستقبلهم، وأضاف لو دريان مخاطبا المشرعين "علينا أن ندع العملية الانتخابية تتقدم، وفرنسا... تتابع الأمر باهتمام، نظرا للروابط التاريخية بيننا
من المعروف انة يقيم في فرنسا أكثر من أربعة ملايين شخص من أصل جزائري وسيكون لأي اضطراب في البلد الواقع في شمال أفريقيا تداعيات في فرنسا الامر الذي دعا لو دريان بالقول : "لذلك فإن الاستقرار والأمن والتنمية في الجزائر أمور ضرورية للغاية"، داعيا المحتجين إلى الحفاظ على سلمية المظاهرات.
في أول رد فعل للولايات المتحدة حيال الاحتجاجات التي تشهدها الجزائر مؤخرا رفضا لترشح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لولاية خامسة، دعت الولايات المتحدة الثلاثاء الجزائر إلى احترام حق التظاهر، في الوقت الذي يتظاهر فيه آلاف الجزائريين منذ أيام عديدة ضد ترشح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لولاية خامسة. وصرح المتحدث باسم الخارجية الأمريكية روبرت بالادينو للصحافيين قائلا "نحن نراقب هذه التظاهرات في الجزائر وسنواصل فعل ذلك"، مشددا على أن "الولايات المتحدة تدعم الشعب الجزائري وحقه في التظاهر السلمي".
كما دعت المفوضية الأوروبية الثلاثاء إلى احترام "حرية التعبير والتجمع" في الجزائر، وقالت مايا كوشيانتشيتش المتحدثة باسم المفوضية الأوروبية خلال مؤتمر صحفي في بروكسل "عندما نتكلم عن التظاهر، نذكر بأن حرية التعبير والتجمع مدرجة في الدستور الجزائري". وأضافت "ننتظر التحقق من ممارسة هذه الحقوق سلميا وأن تضمن في إطار دولة القانون"