الأقباط متحدون - الأب رفيق جريش يكتب: موبايلات على الطريق
  • ٠٧:٢٨
  • الجمعة , ٨ مارس ٢٠١٩
English version

الأب رفيق جريش يكتب: موبايلات على الطريق

مقالات مختارة | الأب رفيق جريش

٣٦: ١١ ص +02:00 EET

الجمعة ٨ مارس ٢٠١٩

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

أصبح من المألوف أكثر وأكثر أن نشهد زحمة سير السيارات بدون سبب ظاهر مثل حادثة سيارة أو تفتيش مفاجئ على الرخص أو كمين أو أى شىء يسبب الازدحام، وعندما نقترب من البؤرة المزدحمة نجد سيارة تسير ببطء ولكن سائقها مشغول فى إرسال رسالة نصية من موبايله إلى شخص ما، فيهدئ ويسير شمال نهر الطريق المخصص للمستعجلين مثل حالتى فيعوق سير السيارات رغم الكلاكسات واللعانات التى يأخذها هذا السائق من السيارات المجاورة وهو لا يبالى.

ربما هذا السائق عنده من الأسباب التى تجعله يتصرف هكذا، وبعد قليل نجد سيدة فى منتهى الشياكة تركب سيارة فورباى فور تكلم نفسها، أقصد تتكلم فى الموبايل وهى تجرى بأقصى سرعة ربما لاستعجالها فى تنفيذ وصفة طبخة تأخذها لتوها من زميلتها أو مامتها أو أختها فى الموبايل.

ونحن نسير على الدائرى أو الأوتوستراد نجد شاباً متهوراً ينتقل من مكان إلى آخر بأقصى سرعة (ما يسمى بالغرز) وعينه على موبايله وليس على الطريق، هذه الأمثلة وغيرها وغيرها موجودة، وقانون المرور يمنع على السائق التكلم فى الموبايل ولكن لا أحد ينفذ القانون، لا دوريات المرور ولا السائقين ولا أى عسكرى قد يكون متواجداً.

عدم انضباط الشارع المرورى انتقل من مجرد الظاهرة إلى اعتياد، وفيها عدم مبالاة. عدم مبالاة بحياة الناس أولاً والاستهتار بها، عدم مبالاة وعدم احترام للقانون وعدم مبالاة بالسيارات المجاورة وهكذا.

الدول المحترمة هى التى ينفذ فيها المواطنون القانون على أنفسهم قبل أى مراقب، وانضباط الشارع هو مرآة لطبيعة الشعب، فإذا كان الشارع غير منضبط فالشعب يكون عشوائياً فى تصرفاته، وإذا كان الشارع منضبطاً يكون الشعب منضبطاً ومنهجياً.

الاستهتار من السائقين لا يتفق مع الطرق الجديدة خاصة مع ازدياد حارات المرور بها، والسماح بالسرعة لتصل إلى 120 كم فى الساعة فى بعض الطرق.

لذا أطلب أن تواكب هذه التجديدات فى الطرق تطبيقاً صارماً للقانون وحملات مستمرة للتوعية حتى نكتسب من جديد ما فقدناه وهو آداب الطريق.
نقلا عن المصري اليوم

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع