مميزاته العديدة لن تمكنه من منافسة هواتف «أبل» و«أندرويد»
كشفت شركة «ريسيرش إن موشن» النقاب عن هاتف ذكي جديد هو «بلاك بيري بولد 9900» BlackBerry Bold 9900. ولكن السؤال هو: هل هناك من يهتم به؟
* هواتف متنافسة
* يبدو مشهد التنافس على سوق الهواتف الذكية في غاية التوحش. فهناك هاتف «آي فون»، الذي يمثل 29 في المائة من منتجات شركة «أبل» في سوق الهاتف، نتيجة لازدياد مستخدمي الهاتف المولعين به الذين يصل عددهم إلى 110 ملايين، ونتيجة أيضا لمخزون «أبل» الذي لا نهاية له من هذه الهواتف. وتتردد الأنباء بأن شركة «أبل» تستعد لإصدار النسخة الجديدة من «آي فون» في هذا الخريف. وفي هذه الحالة لن يكون هناك من يتساءل «هل هناك من يهتم؟».
وبالإضافة إلى ذلك هناك أيضا منتجات شركة «غوغل». حيث يسيطر نظامها لتشغيل الهواتف «أندرويد» على 52 في المائة من السوق في الوقت الحالي.
إذن، هل شركة «ريسيرش إن موشن» قادرة على خوض المعركة؟
يبدو الوضع غير مبشر، فحصة الشركة في السوق تتناقص لأنها تتخلي عن عملائها لشركتي «أبل» و«غوغل». كما أن الشركة ستستغني عن 11 في المائة من قوة العمل لديها (2000 موظف). وتراجعت أسهمها إلى أدنى مستوى لها في الآونة الأخيرة منذ عام 2006. وأدت سلسلة من الرسائل المجهولة التي نشرت على موقع bgr.com إلى انتشار الفوضى وضعف الروح المعنوية بين صفوف العاملين بها. كما تتأخر منتجات الشركة في الظهور واحدا تلو الآخر. وفي أبريل (نيسان) الماضي انسحب أحد المديرين التنفيذيين الرئيسيين لشركة «ريسيرش إن موشن» من مقابلة تلفزيونية كان يجريها مع «هيئة الإذاعة البريطانية»، حيث كان واضحا تماما مدى الإرهاق والضغط العصبي الذي يعانيه.
وكان هذا هو نفس الوقت تقريبا الذي أصدرت فيه شركة «ريسيرش إن موشن» نسختها من الجهاز اللوحي (مثل «آي باد»)، والذي حمل اسم «بلاي بوك»، والذي كان مليئا بالعيوب والمشكلات ويفتقد الكثير من التطبيقات (فهو لا يحتوي على سبيل المثال على تقويم أو برنامج بريد إلكتروني).
* مميزات الهاتف
* ولكن دعونا نتظاهر بأن أحدا لم يكن يعرف أيا مما سبق. ودعونا نتظاهر أيضا بأن هاتف «بلاك بيري بولد 9900» الجديد قد طرح في الأسواق دون منافسة.
ترى كيف كان سيكون الوضع؟ من المؤكد أن الوضع كان سيكون رائعا، وذلك بسبب أمر في غاية الأهمية: فللمرة الأولى يتم إنتاج «بلاك بيري» بغلاف من الفولاذ المقاوم للصدأ، ذي حافة أنيقة حول الجانبين، مما يجعل تكملة لطيفة للواجهة اللامعة ونقوش الظهر الثلاثية الأبعاد. كما أن المفاتيح والأزرار ولوحة التتبع الصغيرة كلها تتوهج باللون الأبيض، مما يجعلها مفيدة في الإضاءة الخافتة والقوية على حد سواء.
كما يعد هذا الطراز الجديد أنحف أنواع «بلاك بيري». وعلى الرغم من كونه أعرض بكثير من «آي فون»، فإن سمكه الذي يصل إلى 0.41 بوصة، لا يختلف كثيرا عن سمك «آي فون» (0.37 بوصة تقريبا). ويتميز بأنه سريع، وذلك بفضل معالج داخلي «عالي التناغم». ومع ذلك فبطاريته لديها القدرة على الاستمرار لمدة يوم أو حتى يومين، بعد شحنها لمرة واحدة فقط.
ولدى هذا الـ«9900» لوحة مفاتيح مريحة بشكل مذهل، توفر القدر الملائم من عدد مرات النقر. ويعد نهج «آي فون» - القائم على الكتابة على الزجاج - أكثر فعالية لكتابة علامات التشكيل أو تغيير اللغة المستخدمة. ولكن لا شك في أن لوحة مفاتيح «بلاك بيري» تتفوق عليها بقية الوقت. وخاصة هذه اللوحة بالتحديد.
إلا أنه للمرة الأولى يتم تركيب شاشة جميلة تعمل باللمس في جهاز «بلاك بيري» يعمل بلوحة مفاتيح. وعلى الرغم من أن ارتفاعها لا يتجاوز النصف فقط، مثل «بلاك بيري بولد» القديم، مما يجعل المساحة خانقة عند استخدام نظام GPS أو متصفح الويب، فإنها حادة ومتوهجة وسلسة.
وينتج نوعان آخران من «بلاك بيري»، أحدهما يعمل بشاشة لمس، والآخر يعمل بلوحة مفاتيح تنزلق للخارج. ويعتبر هذان النوعان إلى جانب الـ«9900»، أول طرز من الهواتف التي تعمل بنظام تشغيل «بلاك بيري 7».
* خدمات سريعة
* وعلى الرغم من كونه لا يعد قفزة هائلة إلى الأمام من نظام التشغيل «بلاك بيري 6»، أو الإصلاح الشامل (المبني على أساس ما يسمى QNX) الذي وعدت الشركة بالقيام به في الهواتف الجديدة في العام المقبل، فإنه جميل جدا، وحديث وفعال. وبعيدا عن شاشة التطبيقات المحيرة (التي تعرض فقط أيقونات للتطبيقات دون عبارات موضحة)، فإنه من السهل التوصل إلى وظيفة كل أيقونة.
شريط التمرير لأيقونات التطبيق فوق لوحة المفاتيح فقط مفيد على نحو خاص. فمع كل مسحة من إبهامك، تجلب مجموعة أخرى من ست أيقونات إلى الشاشة وهي على سبيل المثال المتكرر والمفضلة والتحميل والميديا والتي تخفض إلى حد بعيد عدد الخطوات التي تحتاجها للحصول على الأغراض التي قد ترغب في الحصول عليها.
نقرة في أعلى الشاشة تمنحك دخولا فوريا إلى إعدادات الجوال والواي - فاي والبلوتوث والمنبه، وكذلك فإن نقرة على الشريط في الأسفل تفتح ملخص التنويهات مثل رسائل البريد الإلكتروني والرسائل النصية.
ويقدم بلاك بيري7 أيضا تصفح إنترنت سريعا (يمكنك تصغير وتكبير الصفحة بإصبعين فقط كما هو الحال في «آي فون») وبوصلة رقمية.
هناك مصراع كاميرا مخصص لكاميرا 5 ميغابيكسل، والقادرة على تصوير فيديو بدقة عالية. كما يحتوي أيضا على فلاش، لكن دون تركيز إلكتروني. وتبدو الصور والفيديو جيدة جدا، يسهل إرسالها إلى الأصدقاء، لكن هناك مشكلة أخرى حيث تبدو الشاشة التي تحتل نصف واجهة الجهاز فقط بالنسبة للمعتادين على استخدام الشاشات الكاملة في أجهزة آي فون أو أندرويد محدودة بعض الشيء.
الهاتف مزودة بسعة بذاكرة مدمجة سعة 8 غيغابايت وبطاقة ذاكرة يمكن زيادتها إلى أكثر من 32 غيغابايت.
يفترض أن يحتوي الجهاز على جهاز اتصال قريب المدى أيضا. وهو ما يعني إمكانية دفع النقود مقابل الأغراض التي اشتريتها عبر تمرير الجهاز على علامة السعر في آلة تسجيل النقد أو عبر التلويح بهاتفك فوقها.
يتميز الجهاز بصوت رائع. ولسوء الحظ، فإن الاتصال قريب المدى كان واحدا من التكنولوجيات المستقبلية التي كانت تنتظر دورها لسنوات. إذ لا يوجد متجر واحد في الولايات المتحدة يعتمد على هذه التقنية.
يتوافر الهاتف بنسختين هما النموذج 9900 من «تي موبايل» (والذي ستطرحه شركة «تي أند تي» قريبا) والنموذج 9930 والذي تنتجه «سبرينت أند فيريزون».
ويطرح هاتف «تي موبايل» بسعر باهظ، 350 دولارا، بفترة ضمان لمدة سنتين، وهو ما يتجاوز سعر «آي فون» الأكثر مبيعا. ويفترض أن يكون الجيل الرابع أسرع في تصفح الإنترنت الفائق السرعة في المدن حيث قامت شركة «تي موبايل» بتركيب أبراج الجيل الرابع. ولسوء الحظ فإنه لا يوجد سوى 194 مدينة فقط من هذه المدن حتى الوقت الراهن.
ويصل سعر جهاز 9930 دون إمكانات الجيل الرابع إلى 250 دولارا من «فيريزون» و200 دولار فقط من «سبرينت».
الاتصال يبدو جيدا بالنسبة للمتصل والمتصل عليه، وربما يكون من المستحيل بالنسبة للطرف الآخر من الاتصال معرفة ما إذا كان الاتصال صادرا عن جهاز «بلاك بيري» أو «آي فون». وإن كانت سماعة «بلاك بيري» أعلى والصوت مكتوما بعض الشيء.
* صعوبة التنافس
* وعلى الرغم من مزاياه، فإن «بلاك بيري 9900» لا يستطيع مجاراة آي فون وأندرويد. كما لا توجد كاميرا في المقدمة لذا لا يمكنك إجراء محادثة فيديو، كما لا يمكنك تحويل الهاتف إلى «نقطة ساخنة» تسمح للحاسبات المحمولة بالاتصال بالجوال.
يذكر أن شركة «هوليت باكارد» توقفت خلال الأسبوعين الماضيين عن إنتاج الحاسبات اللوحية وهواتف «بالم بري». ثم اشترت «غوغل» قسم الهواتف الجوالة في «موتورولا» - الذي ابتكر هواتف رازر ودرويد وآتريكس - مقابل 12.5 مليار دولار. صحيح أن الابتكار جيد لكن المنافسة أفضل. وعالم بلا شيء سوى هواتف «غوغل» و«أبل» سيكون عالما أقل متعة.
ومن المحزن أن نرى شركة «ريسيرش إن موشن» تناضل من أجل المستقبل. صحيح أن الشركة ارتكبت بعض الأخطاء الكبيرة، فقد تعالت الشركة على عملها في مجال الهواتف الجوالة وتجاهلت حب الجمهور الواضح للمسة والوسائط المتعددة والتصميم الجميل، وقضت الكثير من الوقت وحولت الكثير من الموارد المالية لابتكار الحاسب اللوحي الكارثي «بلاي بوك».
لكن جوال 9900 يظهر قدرة «ريم» على إنتاج هواتف قادرة على تصدر سباقات الهواتف الجوالة. ويعتبر هذا الهاتف أفضل هاتف جوال أنتجته «ريم» على الإطلاق لكنه مقارنة بالقوى التكنولوجية والتسويقية العملاقة لآي فون وأندرويد، يعتبر همسة في ريح صاخب.
* خدمة «نيويورك تايمز»