الأقباط متحدون - البابا: احرص على أعمال الرحمة.. كل المقتنيات في يوم هنسيبها وستصير إلى تراب
  • ١٨:٥٢
  • الخميس , ٧ مارس ٢٠١٩
English version

البابا: احرص على أعمال الرحمة.. "كل المقتنيات في يوم هنسيبها وستصير إلى تراب"

٤٨: ٠٩ ص +02:00 EET

الخميس ٧ مارس ٢٠١٩

 البابا تواضروس الثاني
البابا تواضروس الثاني

كتبت – أماني موسى
ألقى البابا تواضروس الثاني، عظته الأسبوعية أمس الأربعاء، عن أسئلة الله للإنسان، قائلاً: أن أيام حياة الإنسان إما أيام ذهب أو أيام لبان أو أيام مُر بحسب الهدايا التي قدمها المجوس للسيد المسيح.

أيام الذهب: أيام النجاح والصحة والقوة والانجاز والسمو الروحي فى حياة الإنسان.
أيام اللبان: أيام الجهاد أيام التعب والعمل والبحث عن لقمة العيش.

أيام المر: أيام الضيقات وأيام الأزمات اللي ممكن تصيب الإنسان وأيام فقد الأحباء وأيام الفشل في بعض المشروعات.
الصوم يعتبر بمفهومنا الروحي من الأيام اللي زى الذهب، الأيام الغالية لذلك نهتم بهذه الأيام، والكنيسة بتعمل منهج محكم ومدقق وتعمله على محطات وتسمى كل أسبوع باسم كأنك بتقيس هذه الأيام بالمسطرة.

وأضاف البابا، سنتكلم اليوم عن "أسئلة الله للإنسان"، فكأن الله كل يوم من أيام الصوم بيسألك سؤال، وبيسأل الله الإنسان من خلال الإنجيل لكي ما يكشف نفسه: السؤال دايمًا وسيلة لكي ما يكشف الله نفسية الإنسان يكشف إيه ضميره، قلبه، أخطائه، نجاحاته، أفكاره، وهكذا
هذه اسئلة دائما موجهة لك شخصيا .. عايز تسمعها وتجاوب عليها وتعدل من نفسك الموضوع لك، مش عايز تسمعها لك وعندك ودنتين تسمع من هنا وعايز تخرج من هنا.. الأمر يعود لك أولا وأخيرا.

لكن الفت نظرك إلى أخر يوم في الصوم ليلة ابو غالمسيس، نسمع فيها العبارة المتكررة الموجودة في سفر الرؤيا "من له أذنان للسمع فليسمع".
يا ترى بعد الفترة دي كلها ودانك بتسمع ولا ما بتسمعش.. وهنا باب الخطورة أيها الأحباء.

وأضاف، لاَ تَكْنِزُوا لَكُمْ كُنُوزًا عَلَى الأَرْضِ. عدد 19
خد بالك إن كلمات المسيح واضحة ليس فيها لبس ولا يقول كلام على سبيل البلاغة أو الكلام الحلو أو النصائح الكويسة، ما يقوله هو لحياتنا لأن هناك خطية أسمها محبة التملك أو حب القنية، خطية لأنها تشغل الإنسان للأرض وتنسيه السماء.. طيب كل المقتنيات فى يوم من الايام هيسبها وستصير إلى تراب، يقول خد بالك "حَيْثُ يَكُونُ كَنْزُكَ هُنَاكَ يَكُونُ قَلْبُكَ أَيْضًا".

وده أحد مبادئ الصوم
ثانى "لا" :
لاَ يَقْدِرُ أَحَدٌ أَنْ يَخْدِمَ سَيِّدَيْنِ، لأَنَّهُ إِمَّا أَنْ يُبْغِضَ الْوَاحِدَ وَيُحِبَّ الآخَرَ، أَوْ يُلاَزِمَ الْوَاحِدَ وَيَحْتَقِرَ الآخَرَ. لاَ تَقْدِرُونَ أَنْ تَخْدِمُوا اللهَ وَالْمَالَ. عدد 24
ومن هو ....يأتى السؤال ..اى سيد تختار.. من هو سيدك.. أمامك اختيارين

ثالث "لا"
لاَ تَهْتَمُّوا لِلْغَدِ، لأَنَّ الْغَدَ يَهْتَمُّ بِمَا لِنَفْسِهِ. يَكْفِي الْيَوْمَ شَرُّهُ. عدد 34
تهتموا مش الاهتمام ولكن بمعنى اخر لا تحملوا هما للغد
وبعد ما يعطى أمثلة كثيرة الطيور لا تفكر فى الاكل واللبس و... ويكلمنا عن عشب الحقل ويقول: أَفَلَيْسَ بِالْحَرِيِّ جِدًّا يُلْبِسُكُمْ أَنْتُمْ يَا قَلِيلِي الإِيمَانِ؟
وده المبدأ الثاني، الموضوع متعلق بإيمان الإنسان.. الغد بتاع ربنا، قرأت مرة عبارة تقول "الغد يوجده الله ويصنعه الإنسان"، يعنى بحسب سلوكك وتصرفاتك يكون شكل الغد.

نرجع للسؤال اللى تقدمه الكنيسة قدامنا وتقول هتختار انهى سيد.. من هو المتحكم فيك.
اوعوا تفكروا ان المسيحية ضد الغنى وضد وجود اموال .. أبدا بالعكس.. ابراهيم ابو الاباء كان من الاغنياء.. الانبا انطونيوس اب جميع الرهبان كانت اسرته من الاسر الغنية.. الغنى نعمة من نعم ربنا.

المال له سحره وبريقه.. وله فوائد عديدة عندما يستغل حسنا.. ويعطى إمكانيات واسعة..اقدر ابني مستشفى.. جامعة.. مدرسة.. حاجات كتير مفيدة.
وعلى المستوى الفردي أكل متوازن وصحة كويسة.. كل ده حلو

لكن المال أيضا له قصوره ومحدوديته فالله يعطينا الصحة والإنسان يشترى الدواء لكن المال لا يمنح صحة الإنسان، المال يشترى سكن لكن لا يشترى السلام جوة البيت، هل المال: سيدك ام عبدك.. هدف ام مجرد وسيلة.. جشع وطمع أم شبع.. استقامة ام اعوجاج.
عندما مات لعازر.. اخوته مرثا ومريم كانوا مستنيين المعلم.. مرثا طالعة ونازلة لكن مريم عند رجليه فقال لها ربنا " مرثا مرثا أنت تهتمين و تضطربين
لأجل امور كثيرة ولكن الحاجة الى واحد" (الى شخص المسيح)

طيب مرثا ما تعملش كده وما تخدمش الناس؟ لا تعمل لكن بعقل واخرين يساعدوها وما تبقاش مشغولة جدا بذلك.
هناك فقراء فى المال ولكنهم فى نفس الوقت اغنياء فى الايمان (مش شرط طبعا) لا نقول ان الفقر مرتبط بالايمان لكن عندنا فى الكتاب المقدس مثال الغنى ولعازر. .. احد مشكلات امتلاك المال عند البعض هو قساوة القلب

وهناك اغنياء فى المال واغبياء فى السلوك مثال الغنى الغبى
فضيلة الشكر.. فضيلة الرضا.. فضيلة القناعة.. فضيلة الرحمة.. فضيلة التدبير الحسن.
كل هذه الفضائل مرتبطة بالمال كوزنة من الله وكيف تستخدمها
وأختتم البابا بقوله، اعلم أيها الحبيب إن لك نفسًا واحدة إذا خسرتها فقد خسرت كل الأشياء.

الكلمات المتعلقة