بالفيديو.. إسلام بحيري مهاجمًا "الإجماع": "أخطاء أساسية حولت معنى الدين خالص"

تناول الإعلامي والباحث إسلام بحيري، قضية حجية الإجماع، وعرض الأدلة القطعية التي تثبت عدم حجيته، بالإضافة إلى تقدمه لنقد استدلالات المفسرين الأوائل في هذه القضية، مثل الطبري، والقرطبي، والشافعي.

 

ويُعرف "الإجماع" بأنه "أحد مصادر التشريع الإسلامي وهو المصدر الثالث من المصادر الشرعية للأحكام عموماً بعد الكتاب والسنة، وكان ظهوره بسبب القضايا المستجدة التي طرأت بعد وفاة الرسول فصار كونه مصدر ضرورة لابد منها، ولكون النبي حذر من الفرقة والاختلاف وحثّ على الاجتماع في أحاديث كثيرة. ولا بد في الإجماع أن يستند إلى أصل من الكتاب والسنة، اللذان هما الوحيان والمصدران الأولان الأساسيان للتشريع" -كما جاء تعريفه في موسوعة ويكيبيديا على شبكة الانترنت-.

 

وقال بحيري، إن الصلاة والصوم ليست من الإجماع الذي يتحدث عنه الفقهاء، لأنها من ثوابت الدين التي نقلت بالسنة الفعلية، وهناك نص قرآني عليها، وبالتالي فهي لا تدخل فيما يسمى بـ"الإجماع".

 

وأضاف الباحث، في برنامجه "البوصلة"، المذاع على قناة "تين" الفضائية، أن هناك الكثير من الآيات التي تتحدث في الأصل عن الكافرين، ولكن يتم ترويجها على أنها للجميع، مثل الآية التي تقول: "أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ (1) فَذَٰلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ (2) وَلَا يَحُضُّ عَلَىٰ طَعَامِ الْمِسْكِينِ (3) فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ"، مؤكدًا أنها تخص الكافرين الذين يزعمون أنهم يصلون، ولكن تم تفسيرها للناس على أنهم إذا تعرضوا للسهو أثناء الصلاة فسوف يذهبون في مكان مخصص لهم بالنار، معقبا: "هتروح حتة اسمها الويل... ده تفسير مضحك جدًا".

 

وكشف أن الآية التي تقول: "وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَىٰ وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّىٰ وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ ۖ وَسَاءَتْ مَصِيرًا"، هي أيضًا عن الكفار، والطبري نفسه قال ذلك، ولكن فيما بعد جاء "ابن كثير" وقال إن المخالفة قد تكون لما أجمعت عليه الأمة المحمدية، مؤكدا: "الكلام ده يا جماعة دينكم .. وتم التلاعب بينا.. الآية دي بتتكلم عن الكفار.. وبعد وفاة الرسول جاء البعض وقالوا إن من يخالف إجماع الفقهاء فهو يشاقق الرسول.. كما قال الشافعي". 

 

وشدد على أن هناك "أخطاء أساسية حولت معنى الدين خالص"، لافتا إلى الإجماع الذي أقره الفقهاء في زواج الصغيرات الذي يتم في الوطن العربي كله بناء على أن الدين يحلله.

 

ولفت إلى أن "القرطبي" فسر هذه الآية، بأنه يوجد فيها مسألتان، الأولى أن هاتان الآيتان نزلتا بسبب شخص مرتد يدعى "ابن أوبيرق"، والمسألة الثانية أنهما يوجد بهما دليل على صحة الإجماع.

 

وأكد بحيري: "تخيل ناس بتخترع حاجة ويقننوه ويعتبروه دليل لمدة 14 قرن"، مشيرًا إلى أنهم يوهمون الناس بأنهم يخرجون عن الدين، مشددًا على أن مأساة التراث الإسلامي هو ما تم تصنيعه من استدلالات للوصول إلى هذه النتائج، مشيرا إلى أن القرآن كان ناصع البياض.