الأقباط متحدون - ماذا يريدون من لبنان؟
  • ١١:٢٧
  • الاثنين , ٤ مارس ٢٠١٩
English version

ماذا يريدون من لبنان؟

مقالات مختارة | بقلم : عماد الدين أديب

٠١: ١١ م +02:00 EET

الاثنين ٤ مارس ٢٠١٩

عماد الدين أديب
عماد الدين أديب

 ما هو موقع لبنان فى الصراع الإقليمى فى المنطقة؟

 
لبنان ليست دولة مواجهة، لكن الجغرافيا فرضت عليها ذلك.
 
لبنان ليست دولة طائفية، ولكن سلوك الطوائف القائم على أن كل طائفة تستقوى بامتداد خارجى جعلها كذلك.
 
لبنان ليست نظاماً شمولياً، لكنها تعانى من استبداد بعض الطوائف.
 
لبنان بلد الحريات، لكن قوى خارجية إقليمية تصدّر لها نماذج حكم الفرد والقمع.
 
لبنان دولة اقتصاد حُر، وحركة مصارف ومال نشطة، لكنها من أكثر دول المنطقة التى تعانى من المال السياسى الفاسد وغسل الأموال من شتى بقاع الأرض.
 
لبنان التى يوجد لديها 12 مليون مغترب مهاجر يبحث عن لقمة العيش، هاجر ونزح ولجأ إليها أكثر من 2٫5 مليون فلسطينى وسورى وعراقى وليبى يعيشون على أرضها، أى ما يساوى ما بين 45 إلى 50٪ من تعداد السكان.
 
لبنان هو الشىء المفترض، وواقعه المعاكس المطبق على الأرض.
 
لبنان الوطن، الحلم، النموذج، الذى تحول إلى كابوس طائفى وساحات صراع إقليمى يمارس على أرضية فساد غير مسبوق من الطبقة السياسية.
 
لبنان رئيس جمهورية، ورئيس برلمان، ورئيس حكومة، كلهم جاءوا بانتخابات -تبدو- حرة، لكن لا حول لهم فى اتخاذ قرارات مصيرية دون رضاء القوى الإقليمية المتحكمة.
 
لبنان شعب صبور وطيب، وشباب وشابات كلهم طاقة وذكاء وإبداع، ومستوى تعليمى مرتفع، وقوى ناعمة مؤثرة، وحركة ثقافية وفنية رائعة، لكن كل هؤلاء لم يمكَّنوا يوماً من الحصول على حقوقهم المهدورة، أو ممارسة حق الإبداع والإنجاز.
 
لبنان أفضل مركز سياحى خدماتى فى المنطقة، لكن كُتب عليه أن يُمنع من السياح والزيارات.
 
إذاً ماذا يريدون -بالضبط- من لبنان؟
 
مطلوب من لبنان ألا يتنفس حتى لا يقوم بتصدير نموذجه، وألا يختنق حتى لا تصل شظاياه إلى جيرانه.
 
مطلوب من لبنان ألا ينطلق، ولكن أن يكون دائماً «تحت السيطرة».
 
مطلوب من لبنان ألا يمارس حكامه فيه سيادتهم على أرضهم وشعبهم وقراراتهم المصيرية.
 
مطلوب من لبنان أن يكون ساحة تنفيس للتوترات الإقليمية والصدامات الأمنية.
 
مطلوب من لبنان أن يكون ملعب الصراعات الإقليمية القبيحة والشريرة.
 
مسكين «أيها اللبنان العظيم».
نقلا عن الوطن
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع