الأقباط متحدون - أبناؤنا فى الخارج
  • ١١:٢٤
  • الاثنين , ٤ مارس ٢٠١٩
English version

أبناؤنا فى الخارج

مقالات مختارة | حمدى رزق

٠٨: ٠٩ ص +02:00 EET

الاثنين ٤ مارس ٢٠١٩

حمدى رزق
حمدى رزق

حمدى رزق
العنوان أعلاه عنوان لمسرحية مبهجة تألق فيها ثلاثى أضواء المسرح أيام الأبيض والأسود، أما أبناؤنا فى الخارج فى أيام الملون، فيبعثون على البهجة، اغتبطت بشدة وأنا أطالع أرقام البنك المركزى المصرى وهو يسجل أن إجمالى تحويلات المصريين العاملين بالخارج ارتفعت خلال عام 2018 ‏لتسجل نحو 25.5 مليار دولار، مقابل نحو 24.7 مليار دولار خلال 2017، بزيادة نحو 778.2 مليون دولار.
 
بهذا القدر من التحويلات تحتل مصر المرتبة السادسة عالميا من حيث قيمة تحويلات العاملين لدولهم، بعد الهند والصين والفلبين والمكسيك وفرنسا، وفقًا لبيانات البنك الدولى، مشكورون أبناؤنا فى الخارج، لا ينسون الأم الطيبة، مصر التى فى خاطرى وفى دمى.
 
خبر جد يبعث على السعادة، شبابنا فى الخارج الذى يكد ويعرق ويتعب ويتحمل أهوال الغربة وآلام الفراق، عينه وقلبه على البلد، لم ينس بلاده التى يسكنها أهله وتسكن فؤاده، تحية لهؤلاء القابضين على الجمر فى شتات الغربة، من لم يجرب الغربة قعودا فى وطنه لا يشعر بمعاناة هؤلاء فى بلاد غير البلاد، الغربة وما أدراك ما الغربة.
 
الحمد لله عادت التحويلات إلى سياقها الطبيعى، كم نحن فى أمس الحاجة إلى هذه التحويلات التى تعد مصدرا رئيسا للعملات الأجنبية، وداعما رئيسيا للاحتياطى النقدى فى البنك المركزى، ارتفاع أرقام التحويلات قبل أن تدل على الوفاء من جانب هؤلاء، تؤشر إلى إحباط مؤامرة الجماعة الإرهابية لحجب التحويلات الدولارية من الخارج.
 
المؤامرة وقتئذ كانت خطيرة ومخيفة، سماسرة الإرهابية ووساطائها فى الخارج خاصة فى منطقة الخليج العربى قطعوا الطريق ككلاب السكك العقورة على تحويلات المصريين، كانوا يشترون التحويلات من المنبع بأسعار خرافية فوق أسعار البنك المركزى قبل التعويم.
 
لعبوا على وتر الربح السريع العابر للحدود، فقط لتجفيف موارد النقد الأجنبى من الخارج وتجفيف السيولة فى الداخل، وحرمان الخزانة المصرية من التحويلات المليارية، الإخوان أنفقوا على مخططهم الجهنمى إنفاق من لا يخشى الفقر.
 
واعتمادًا على قاعدة من المؤسسات المالية «شركات الصرافة المعلنة والخفية» سيروا تجارة عملة كادت تخرب الاقتصاد الوطنى، أنفقوا مليارات طائلة لشراء التحويلات من المنبع، فقط حتى لا يصل دولار واحد إلى القاهرة فى حرب اقتصادية مخططة جيدا وأثرت سلبا على التحويلات قبل ضرب خطوط التواصل بين عصابات الخارج والداخل.
 
الحمد لله انزاحت الغمة، وعادت التحويلات سيرتها الأولى دافقة فى عروق الاقتصاد المصرى، ويلزم الاحتفاء والحفاوة بهؤلاء المرابطين على ثغور الوطن فى الخارج، خط الدفاع الأول، ومورد الاقتصاد الأول، والمربوطين بحبل سرى بالوطن، لا يغيب عن ناظريهم لحظة.
 
لا يعرف الفضل لأهل الفضل إلا ذوو فضل، هؤلاء المكافحون المثابرون المخلصون يحدثون فارقا، هؤلاء أولى بالرعاية، والتواصل الحميم، ورسائل الرئيس إليهم تحمل تقديرا وعرفانا، تحملها دوما وزيرة راقية محترمة مخلصة لعملها فاهمة لدورها، نشيطة فى متابعتها، نبيلة مكرم نموذج ومثال، دؤوب فى حل مشاكل المصريين فى الخارج، تقف فى ظهرهم، وتحافظ على كرامتهم، ولا تتقاعس ولا تتهاون فى نصرتهم، ولا تتأخر عنهم، وما جزاء الإخلاص فى نصرة الوطن إلا نصرتهم فى غربتهم، ربنا معاهم.
نقلا عن اليوم السابع

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع