سليمان شفيق
ذات صباح مشرق ، ابتسمت اسارير العمر ، وصعدت درج حزب التجمع في 43 سنة ، كان مؤتمر القاهرة ، وكان تكريمي ، جلست في الخلف في نفس المكان الذي كان يجلس فية عم محمد حسن جاد "برق" ، النجار المناضل الذي وقف بمفردة 1948 ضد مظاهرة لحسن البنا في شارع الازهر، وانضوي في صفوف اليسار حتي اخر العمرجد المثقف الكبير شريف محمد حسن جاد ، في المقعد المجاور كان يجلس ايقونة التجمع محمد سعيد زهرة برية لا يرويها الا النضال، وحينما صعدت نحو المنصة للتكريم تذكرت كيف كانت المنصة فراشنا القلق في انتظار هجوم الامن بعد انتفاضة يناير 1977 ، محمود حامد المحب السرمدي للحزب ، وهناك في القلب كان د غبريال زكي وصابر بسيوني ،واحباء ضحوا في صمت .
لم اعد اتذكر ماحدث ولكني عشت اسطورة 43 سنة لم اندم فيها يوما علي عشقي لهذا الحزب ، المدرسة ، البيت ، الاهل وفيض الخاطر ، جأت الي ذلك الحزب لكي اعيش احيا ، اشعر بأنسانيتي ، فتي حاصل علي الثانوية ومن الحزب تعلم الي اعلي الدرجات مابين العلم والخبرة ، أه كم من الرؤئ والامل ، لم اخاف من موت الاهل قدر ماخفت ان يغلق السادات الحزب 1977 ، كل ذلك مر بذاكرتي في الطريق من نهاية القاعة الي المنصة ، شاهدت حسين عبد ربة ومحمد خليل بجوار مسئول التنظيم ، وخالد محي الدين ود رفعت السعيد ، يجلسون بجواررئيس الحزب وحارس مقام الوطن ، سيد عبد العال ، وبجوار دمحمد رفعت كان أمناء القاهرة الراحلين حسين عبد الرازق ودسمير فياض وحسين اشرف ، كنا جميعا نبحث عن رائحة الاباء حول ستائر المقام ولم اجد احد علي مقاعد الغياب بل كان الاباء يعيشون فينا لم اتذكر كلمات ولكني لمست طريق النضال في كلمة سيد عبد العال، واشتميت رائحة الحلم في دموع زوجات الشهداء ، وسمعت نداء الوطن في وجة محمد رفعت ، ورايت وجوة عبد الحميد الشيخ وسيد عبد الراضي وامناء العمال ، ابتسامة تطل من وجة رجب بدوي امين القاهرة ومستلم عهد الاباء، والشيخ مصطفي عاصي بين سطور روايات ضحا عاصي ، وضحكة د سعد ساويرس في دموع الام والابنة ، ووجوة اخري تطل كزهور البنفسج وسط ضحكات اطفال الجيل الثالث ،ونظرت تلك الوجوة تتعانق مع الحلم وعشت معهم هنا ولم اراهم عن بعد، ولكنهم كانوا علي المنصة وفي القلوب .
أمينة النقاش تجلس علي المنصة ويطل من بين بريق عينيها أبتسامة صلاح عيسي المعلم الاول واول من علمنا كتابة الحلم في الاهالي ، اتذكر رؤساء التحرير ، خالد محي الدين لطفي واكد ومحمد عودة وحسين عبد الرازق ومحمود المراغي وفيليب جلاب وعبد العال الباقوري ونبيل زكي شفاة الله .
لازال الحلم قادر علي العطاء حتي بعد الستين البدري فرغلي ينتصر في معركة المعاشات ويحصل من المحكمة الادارية العليا علي حقوق اصحاب المعاشات في العلاوة الخامسة ، والمحاميان سيد ابو زيد ومحمود عبدللة يؤزران اصحاب المعاشات في صمت ومجانية ، وفي الصف الاول كانت فريدة النقاش تجلس ومعها دمعتين ووردة ، ورائحة الاهالي وحسين عبد الرازق تعطران المكان .
اسماعيل صبري وفؤاد مرسي ومحمد سيد احمد ولطفي الخولي وابوسيف يوسف وعلي نويجي وجلال رجب ، دعلي مختار ، وكتيبة الفكر المصري تجلس هناك في قلب الحزب.
كمال رفعت وعبد المنعم القصاص وامينة شفيق وسعد رحمي والفدائيين في القناة ابان معركة 1956 يطلون علينا في حب وكبرياء .
خالد محي الدين وقباري عبدللة وابو العز الحريري وضهيري ورافت سيف وحسن المهندس والهيئة البرلمانية تؤازر سيد عبد العال تحت القبة .
حكيم يني وانور ابراهيم وفؤاد ناشد ووجية شكري يحضرون التكريم من المنيا ، ويصفقان لكلمة رئيس الحزب ويظللان المقر .
فتحي محمود، شفيق، ماهر بيومي ، وكل قيادات الضاهر يتسامرون عن النضال الحزبي في القسم الذي شرفني قسم الضاهر بالانتماء لة .
هناك من قلب الغيطان كنت اري شاهندا مقلد والشيخ عراقي وعريان نصيف ، وعم عبيد عياد مرجان .
في عمق المستقبل كان يجلس مارك مجدي وشباب اتحاد الشباب ، وزهزر كثيرة علي الطريق .
كل هذا الحزن لي .. كل هذا الفرح لي .. ويا اباء عظماء احنا ولادكم .
شكرا للحزب ولقياداتة ومحمد رفعت ومحمد سعيد ولكل القيادات .
وللحزب ولكل تلك الرائحة ، ابوس ارض تحت نعالكم واقول افديكم .