لسنا بخير..
مقالات مختارة | بقلم : دينا عبدالكريم
١٦:
١٠
م +02:00 EET
الأحد ٣ مارس ٢٠١٩
تستقر الأمور قليلاً.. ويبدأ الناس فى التأقلم على أوضاعهم الاقتصادية الجديدة وتجرى عجلة الحياة بمعدلاتها الطبيعية.. ثم يستكثر علينا أعداء الحياة حتى أن نكون بخير.. فنغرق فى مصيبة جديدة وهَمّ عام جديد.
لسنا بخير.. ورغم سنوات طويلة من الحرب الباردة مع الإرهاب بكل صوره.. إلا أننا لم نفقد إنسانيتنا.. مازلنا نتألم فى كل حادثة وكأنها المرة الأولى، وكيف لا؟ هناك فى كل مرة بيوت مكلومة جديدة وقلوب حزينة تفقد أحباءها.
لسنا بخير.. ويبدو أن حادثة القطار حرقت قلوبنا جميعاً حتى بدا لنا على مدار الأيام الـ4 الماضية وكأننا جميعاً فى حلم، أو قل كابوس، نتمنى لو نستيقظ لنكتشف أنه لم يحدث!! لكنه للأسف قد حدث.. وتركنا جميعاً بالآلاف من الأسئلة.. والحقيقة أن الأسئلة ليست كما يروج لها الموتورون والشامتون، هى ليست أسئلة من نوع محاسبة الحكومة وعقوبة الإهمال والفساد والجهل، فهى أمور رغم أهميتها سيأتى وقتها.. وسيُحاسَب كل مقصر وكل متهاون أو متواطئ أو خسيس تسبب أو سهل هذه الكارثة.. لكننا فى ثقافتنا الشعبية أولاد أصول نعرف أن نصطف فى كتف بعضنا إذا ما أصابتنا مصيبة أو فاجعة مهما كان اختلافنا أو خلافنا، الذى يبقى دائماً فى المرتبة الثانية بعد دفع الأذى.
أحب تلك الحكمة التى تقول: «اختر صديقك بعناية، واختر عدوك بعناية أكبر!!»، وأتساءل فى كل مصيبة تحل بمصر: ماذا فعلنا حتى يكون أعداؤنا بهذه الخسة؟!! أعداؤنا الذين تظهر وضاعتهم فى كل محنة ويخرج لنا وجههم القبيح فاعلاً أو مشاركاً أو شامتاً!!
نحن فى الحقيقة نواجه أكثر الأعداء خسة.. عدو فشل فى معركته الفكرية، ثم معركته السياسية، ثم التفت ليثأر دون أدنى درجة من الشرف.. معركتنا صعبة وطويلة ولا قواعد لها ولا خطوط حمراء.
لسنا بخير ولا بأس أن نشعر بهذا.. وأن نعترف به.. لسنا بخير لكننا نمارس حياتنا بصورة طبيعية قدر الإمكان.. وتنتصر فينا إرادة الحياة فنزرع زرعة جديدة ونشترى كتاباً ونبتسم.
فلنساعد بعضنا على تجاوز المحنة.. اجعلوا الحياة أسهل قليلاً على غريب لا تعرفونه.
لا تستكثروا ابتسامة على شخص لا تعرفون ماذا يواجه وبماذا يشعر.
لسنا بخير اليوم تماماً لأننا مجروحون بجراحات مختلفة.. لكن سهِّلوا المهمة على بعضكم.. فجميعنا نعرف تماماً أن الحياة قصيرة!.. جداً.
نقلا عن المصرى اليوم