الخادمه
عبد المنعم بدوي
٣٠:
٠٣
م +02:00 EET
السبت ٢ مارس ٢٠١٩
عبد المنعم بدوى
أيام النظام الملكى ... كانت الفتاه التى تعمل فى البيوت يطلق عليها لقب خادمه ، وبعد ثورة يوليو1952 أصبحت تحمل لقب ــ شغاله ــ وبعد الأنفتاح أعطيت لقبا جديدا هو ــ الداده ــ ، ومع زيادة عدد المصانع والشركات والمشروعات الصغيره ، قل المعروض من هذه المهنه ، بل كادت تختفى وظهرت موضه جديده وهى الأستعانه بالأجنبيات ، وسمعنا أرقاما ماليه ومبالغ تدفع بالعمله الصعبه .
المناسبه
فى داخل سوبر ماركت شهير بالمعادى .. أقتربت مننا أحدى الفتيات ، هيئتها وشكلها وملابسها يدلان على أنها من الطبقات الميسوره المتعلمه ... همست بصوت منكسر فى أذن زوجتى " أذا كانت فى حاجه الى من ينظف لها البيت وأيضا غسيل السجاجيد " ، وأضافت ... أنها محتاجه للشغل قوى !!!
شعرت بدوار كما لو أن مطرقه نزلت على نافوخى ... اسعار السلع نار على الأرفف وترتفع أرتفاع جنونى كل أسبوع من جهه ، ومن الجهه الأخرى حالة البؤس والتردى المجتمعى والبطاله بين الفتيات والشباب ، " صحيح الشغل مش عيب مهما كان " ، لكن حتى الذى يعمل منهم فأن مرتباتهم ودخولهم غير كافيه أمام الغلاء وأرتفاع الأسعار المستمر .
البؤس والأحباط على وجوه الناس من الغلاء والكوارث والأخبار المفجعه ، فى مناخ تراجعت فيه السياسه الى الخلف ، وتصدر الأمن والقبضه الحديديه المشهد ، أن هذا الضغط سواء كان مادى أو معنوى هو أهم سبل ظهور الأرهاب والتطرف والآنفلات ، وأخيرا " ألأنفجار ... الذى لايبقى ولا يذر " .