بقلم: تيتو غبريال
دعيت لحضور ندوة عن "الليبرالية والإنتخابات" لتدعيم المرشحين الأقباط وهى إحدى الندوات التى ستعقدها "جريدة عالم المشاهير" وتنوعت الكلمات حول
مشاكل الأقباط واللقاءات مع المسئولين (أ0 شريف دوس ) وملف الأقباط والأوضاع المعكوسة ( د0 وليم ويصا ) ثم بدأ الأحباء المفكرين المسلمين فى رفضهم لما يتعرض له إخوتهم الأقباط من إضطهاد (أ. فاطمة ناعوت،أ. نبيل شرف الدين)
-ونحن نكن لهم كل حب وتقدير- ثم تأكيد لمشاكل ألأقباط وتعاطف مع الرئيس المخلوع (أ0طلعت السادات) هنا ثار جزء من الحضور ومنهم المرشحين الأقباط
وتم منعهم من الكلام ! رغم أن الندوة خاصة بهم ! ومن هنا هلم نتحاجج فى هذه النقاط : -
1- قد بعدت الندوة عن المسارالمرسوم والمعدة من أجله وهو تدعيم الأقباط بمنع الأقباط المرشحين من عرض مشاكلهم فى الإنتخابات وإيجاد حلول لهذه المشاكل ورأيهم فى اللجان والدوائرالتى تم الإعلان عنها وكيف يوحدون كلمتهم وصفوفهم وهذه عادة الأقباط !0
2- لقد غاب عن الندوة التنظيم والإتحاد حيث أنك لا تستمع لصوتاً واحداً لكن إلى صرخات مبحوحة هنا وهناك فلماذا لم تعقد مؤتمرات فى كل الدوائر أو أكثرهها سواء لدعم الأقباط وإخواتنا المسلمين المعتدلين شركاؤنا فى تكوين دولة مدنية ذات سيادة للقانون دولة تؤمن بحق الإنسان كإنسان وهذا يقودنا إلى التساؤل لماذا لم يحدث إئتلاف بين مرشحى الأقباط ومرشحى المسلمين المعتدلين فى قائمة واحدة ونقوم بتوعية الناخبين لهذه القائمة من خلال الندوات والمؤتمرات 0
3- هنا أحب أن أذكر القارئ بما قرره قداسة البابا شنودة الثالث بعدم ذهابه إلى القدس إلا بصحبة فضيلة الإمام الأكبرالدكتور /أحمد الطيب فلماذا لايصر إخواتنا المسلمين شركاء الوطن والهدف والمصير والفكر بعدم خوض الإنتخابات إلا بمشاركة إخواتهم الأقباط فى قائمة واحدة؟! من هذا المنطلق ستتوحد كلمتهم وستنتظم صفوفهم وسينشئون منظومة مصرية خالصة تعزف لحناً جميلاً سيشجى لسماعه العالم
4- لماذا لم يساهم الجامع والكنيسة فى تدعيم المرشحين الأقباط والمسلمين المؤيدين للدولة المدنية العلمانية القائمة على القانون والعلم والإنسانية وقبل أن يجنح بك التفكير(بأن فى هذا خلط بين السياسة والدين) عليك أن تتذكرماذا كان يحدث فى ثورة 1919حيث أشعلت منابر الكنائس والجوامع أرواح المصريين وكيف ألهبت قلوبهم حينما كان الفكر مصرياً خالصاً ستدرك أنه حينما يكون الهدف والمصير والمشيئة شيئاً واحداًسيكون النجاح والتقدم مضموناً0
5- وأخيراً نأتى إلى التكريم قد قامت الجريدة بتكريم أربع شخصيات (ثلاث شخصيات قبطية وشخصية مسلمة "أكن لها كل إحترام وتقدير" ) لدفاعهم وتبنيهم ملف الأقباط وهنا نوضح ثلاث نقاط :
الأولى لإخواتنا المسلمين على إخواتنا المسلمين المدافعين عن الأقباط أن يدركوا أن يكون دفاعهم عن الإنسان كإنسان وهذا يتماشى مع مفهوم الليبرالية التى تدعو إلى حرية الإنسان أى إنسان مهما كانت عقيدته أو هويته وأنهم فى ذلك يدافعون عن أنفسهم لأن الأخطار التى ستواجه الأقباط ستعصف بهم أيضا 000
ثانياً لإخواتنا الأقباط الذين يسعون بكل فرح لتكريم من يذكرهم ولوبكلمة"وهذا شئ طيب"لكنهم تناسوا المدافع الأعظم عنهم ولم يفكروا فى تكريمه إنه إلهنا العظيم "يسوع المسيح" الذى قيل عنه " أنتم تصمتون والرب يدافع عنكم" دون أن يفكروا ولو للحظة أن يكرموه !!! فهل نكرمه بعودتنا إليه لكى يعود إلينا ؟ وبلغة الليبرالين المنادين بحرية الإنسان عليهم أن يتذكروا أن السيد المسيح قد منحها لعبيده وصنعة يديه حينما قال" إن حرركم الأبن فبالحقيقة تكونون أحراراً " (يو 8– 36 ) - والأمثلة كثيرة- وبلغة العلمانيين ألم يكن دم السيد المسيح المسفوك على الصليب كان لخلاص كل البشرية "لأنه يريد أن جميع الناس يخلصون وإلى معرفة الحق يقبلون" (1 تى2 :3 )0
ثالثاً للمصريين إن مصر ستظل قلقة غير ثابتة تصرخ وتئن منادية على من يجعلها تستقر ولم ولن تستقر إلا بأبنائها الأقباط (المسلمين والمسيحيين)