"روبرت ستيفنسون".. أول من أنشأ خط سكك حديد في مصر وأعظم مهندسي القرن الـ19 (بروفايل)

عقب حادث محطة مصر، الذي وقع الأربعاء الماضي، وأسفر أسفر عن مقتل 22 شخصا، وإصابة 41 آخرين وفق أحدث بيانات لوزارة الصحة، أصبح الحديث متداولا بكثرة عن تطوير هذا المرفق الهام، حيث استغل البعض الحادث للهجوم الشديد على الدولة التي حاولت مرارا وتكرارا توضيح خطتها التي تقوم بها لتطوير السكك الحديدية وفق خطة زمنية تنتهي مرحلتها الأولى في 2020.

تعد السكك الحديدية المصرية التي عانت لعشرات السنوات من الإهمال هي ثاني شبكة سكك حديدية في العالم، وعندما يُذكر ذلك لابد من ذكر اسم "روبرت ستيفنسون"، الذي تولى مد أول خط سكك حديدية في مصر، والذي يلقب بـ"أعظم مهندس في القرن الـ19".

ولد "روبرت" في 16 أكتوبر عام 1803، في منطقة بساحل نورثمبرلاند، ووالده هو "جورج ستيفنسون"، الذي طور أول قاطرة سكك حديدية (الجرار)، والذي يلقب بـ"أبو السكك الحديدية"، وقد انتقلت العائلة في طفولته إلى منطقة "كيلينجوورث"، حيث بدأ "روبرت" دراسته في المدرسة المحلية بالقرية، وبعدها انضم لأكاديمية لأبناء الطبقة المتوسطة وهي أكاديمية "بيرسي ستريت"، وتعلم هندسة التعدين، ولكنه قبل أن يكمل ثلاثة سنوات في الدراسة تركها لكي يساعد والده، ودرس بعدها 6 أشهر في جامعة أدنبرة، ثم عمل مهندسًا للتعدين في كولومبيا.

عاد إلى والده مرة أخرى للعمل معه في مشروع سكك حديد ليفربول ومانشستر، وحينها طور قاطرة بخارية، وبعدها -في عام 1833- عمل كبيرًا لمهندسي سكك حديد لندن وبرمنجهام، براتب قدره 1500 جنيه إسترليني في السنة.

بحلول عام 1850 كان "روبرت" قد شارك في بناء ثلث شبكة السكك الحديدية في إنجلترا، كما صمم جسر "هاي ليفيل"، وجسر "رويال بوردر"، وطور جسر أنبونبي من الحديد يشابه جسر "بريتانيا" في ويلرز"، وهو التصميم الذي استخدمه فيما بعد لجسر فيكتوريا في مونتريال.

بالنسبة لمصر، فإن مشروع السكك الحديدية بدأ إنشاؤه فعليًا في عهد محمد علي باشا، سنة 1834، حيث تم مد القضبان في خط السويس - الإسكندرية، إلا أن فرنسا تدخلت وأوقفت المشروع لأسباب سياسية، وبعد نحو 17 عامًا، تعاقد عباس حلمي الأول، مع روبرت سيتيفنسون، لمد خط سكك حديد بين القاهرة والإسكندرية ، وتم البدء فيه في 12 يوليو عام 1851، وتم افتتاحه في 1854، وبذلك يكون مصر لديها أول خط سكك حديد في أفريقيا والشرق الأوسط، وثاني أقدم سكك حديدية في العالم بعد بريطانيا.

عمل "روبرت" طوال حياته على حوالي 160 مشروعا، وبنى سكك حديدية في بلدان أخرى غير بلده، مثل مصر وفرنسا والنرويج، وبلجيكا، وشغل منصب عضوا في البرلمان حتى وفاته، وشغل منصب رئيس مؤسسة المهندسين الميكانيكيين ومهندسي المهندسين المدنيين، ورغم رفضه الحصول على لقب "فارس" في بريطانيا، إلا أنه حصل على ألقاب مشابهة في فرنسا، وبلجيكا.

على الصعيد الشخصي، تزوج مرة واحدة، ولم يرزق بأبناء، وبعد وفاتها عام 1842، لم يتزوج مرة أخرى، وتوفي في 12 أكتوبر عام 1859، عن عمر يناهز الـ55 عامًا، وحصلت جنازته على إذن من الملكة فيكتوريا بالمرور عبر "هايد بارك"، وهو شرف لم يكن يناله في السابق سوى الملوك فقط.