الكوارث
عبد المنعم بدوي
الجمعة ١ مارس ٢٠١٩
عبد المنعم بدوى
الكوارث التى تترى على دماغنا ، ونحتار ولا نختار كيف نصدها ، أبتداء كما لاينبغى التهوين مما يجرى ... أيضا لاينبغى التهويل والمبالغه .
اقد قرأنا وسمعنا المشايخ يقولون أنه غضب من الله لأننا أبتعدنا عن طاعته ، ورجال الأداره يقولون أنه الجنرال ــ أهمال ــ وعدم الأكتراث واللامبالاه والتسيب ، فلا أحد يحاسب أحدا ، ورجال السياسسه يقولون أنه غياب الديمقراطيه وتداول السلطه ، والأنفراد بالقرار والرأى الواحد والأستبداد .
أن كارثة القطار ومن حذا حذوها ، تعد كارثه كبرى ، ومازلنا نقرأ ونسمع عن مسلسل الكوارث الذى أصبح سخيفا وفجا ... وللأسف تحت شعار " مصر بتتقدم " .
نعود الى موضوعنا
الكوارث التى تحصل لنا ليست عجبا ، بل أمور عاديه يمكن أن تحدث فى أى بلد راق متحضر ... لكن الملحوظه فى هذه الكارثه هى أن يترك السائق القطار دون أن يوقفه ، ليتشاجر مع سائق قطار أخر ... فيتحرك القطار بدون سائق لمسافة ثلاثة كيلو مترات ، دون أن يوقفه أحد ... أنها كارثه فريده من نوعها ، توضح مدى التدهور الذى وصلت اليه أحوال مرافقنا .
المناسبه
زمان كنت أفرح بركوب القطار عندما كنا نذهب الى الأسكندريه للتصييف ، كانت رحله طويله وممتعه ، كنت أحفظ المحطات التى تتوالى ، وأستمتع برؤية الريف والخضره شديدة النضاره التى تحيط بنا حيثما نظرنا طوال الرحله حتى يصل بنا القطار الى الأسكندريه أو بالأحرى محطة سيدى جابر ، وهى محطه صغيره نظيفه ، لاتبارى من قريب ولا من بعيد بمحطة باب الحديد ولا محطة مصر بالأسكندريه .
كان مرفق السكه الحديد من أنظف وأضبط مرافقنا ، وكانت أرباح هذا المرفق من أهم موارد الدخل للخزانه المصريه قبل ثوره يوليو 1952 .... ماذا حدث وكيف وصلنا الى مانحن فيه الأن ؟ للأسف ، الكل يعرف الأسباب ، والعلاج ايضا معروف ، لكن لا أحد يسمع ولا أحد يرى ، الجميع لايسمع الا صوته ولا يرى ألا بعينه فقط ، لذلك التدهور مستمر والكوارث مستمره .