بعد حادث "محطة مصر".. الحكومة تنتفض لمحاسبة المقصرين.. والشعب يقدم دمائه تبرعًا للمصابين

اصطدم جرار قطار، صباح الأربعاء بأحد أرصفة محطة سكك حديد مصر بوسط القاهرة، ما أسفر عن مقتل 22 شخصا، وإصابة 41 آخرين، وفقا لأحدث بيانات وزارة الصحة المصرية. 

 

أثار الحادث الأليم ردود فعل غاضبة جدًا ليس فقط بين المواطنين، ولكن في الحكومة نفسها، حيث تفقد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، موقع حادث محطة مصر برمسيس، يرافقه وزراء التضامن الاجتماعي، والنقل، ومحافظ القاهرة، وبدا عليه الانفعال بشكل كبير.

 

 

وطالب رئيس الوزراء بفتح تحقيق فوري في الحادث، لكشف ملابساته بأسرع وقت ممكن، وتحديد المتسبب في وقوعه، مشدداً على أن أي إهمال أو تقصير سيواجه بحساب عسير، فُهناك أرواح لاقت حتفها، وأخرى تعرضت للإصابة، كما استهل مجلس الوزراء اجتماعه بالوقوف دقيقة حداد على أرواح الضحايا.

 

وتقدم الدكتور هشام عرفات، وزير النقل، باستقالته، للدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، الذي قبلها، وكلف الدكتور محمد شاكر، وزير الكهرباء بحقيبة النقل خلفًا له.

 

من جانبها وجهت غادة والي وزير التضامن الاجتماعي مديرية التضامن الاجتماعي بمحافظة القاهرة ولجان الإغاثة المركزية بالوزارة بضرورة الانتهاء من إجراء كافة الأبحاث الاجتماعية للمصابين وأسر ضحايا حادث قطار محطة مصر اليوم تمهيدا لصرف التعويضات التي اقرها مجلس الوزراء اليوم بقيمة ٨٠الف جنية لأسر الضحايا وحالات العجز الكلي و٢٥ ألف جنية للمصابين. 

 

 وتقدم  الرئيس عبد الفتاح السيسى بخالص التعازى لأسر ضحايا حادث قطار محطة مصر، متمنيًا للمصابين الشفاء العاجل، ووجه الحكومة بالتوجه الفورى لموقع الحادث ومحاسبة المتسببين فيه، وذلك بعد إجراء التحقيقات اللازمة، كما أمر بتقديم كافة أوجه الرعاية الطبية للمصابين.

 

 

 

 

 

 

تزامنًا مع الحادث اجتزأت بعض الصفحات، وخاصة صفحات جماعة الإخوان المسلمين على مواقع التواصل الاجتماعي تصريح للسيسي يقول إنه يضع المال في البنك بدلا من تطوير السكك الحديدية، وللمفارقة فقد تم اجتزاء تصريحات السيسي من حديث مطول تحدث فيه عن تطوير للسكك الحديدية يصل إلى مليار جنيها، وكيفيه سداد القروض، وصف وضع السكك الحديدية قائلا: "إحنا لا نقبل أن يكون مستوانا كدة.. لازم ننهض ببلدنا ونقوم بيها". 

 

 

 

 

 

 

عقبت دار الإفتاء المصرية على حالة الشماتة التي انتابت عدد من الإخوان المسلمين بعد حادث محطة قطار مصر، وقالت: "التشفِّيَ والشماتة في المُصاب الذي يصيب الإنسان أيا كان مخالف للأخلاق النبوية الشريفة وللفطرة الإنسانية السليمة، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "لا تظهر الشماتة بأخيك فيعافيه الله ويبتليك". 

 

قال علاء فتحي، سائق الجرار، إنه توقف بالقطار ليتشاجر مع زميله، وبعدها انطلق الجرار "لوحده"، فحاول أن يتصل بالبرج ولكن "مردش عليا"، لافتا إلى أن البرج كان يمكن أن يفتح له سكة ويقف في منطقة آمان". 

 

وأضاف "فتحي"، في لقاء مع برنامج "كل يوم"، المذاع على قناة "ON E" الفضائية، ويقدمه الإعلامي وائل الإبراشي، أن البرج رد عليه في المرة الأولى، معقبا: "لو كنت أقدر أوقفه كنت وقفته"، مؤكدا أنه في هذا الوضع لم يعرف كيف يتصرف. 

 

ولفت إلى أنه عندما اصطدم القطار كان هو مازال في الحوش حيث كان نزل من القطار ليتشاجر مع زميله، موضحا أنه ظل في مكانه ولم يهرب، ولم يرى الحادث الذي وقع، مؤكدا: "مخدتش بالي". 

 

 

 

 

 

على الجانب الشعبي، بالإضافة إلى الغضب الكبير بين المواطنين، فإن المئات من المصريين توافدوا على مراكز التبرع بالدم للتبرع بدمهم لإنقاذ المصابين، رغم إعلان وزارة الصحة أنه لا يوجد نقص في المخزون الاستراتيجي للدم أو المستلزمات الطبية.