الأقباط متحدون - ثلاثة قرون مظلمة حكم فيها المماليك
  • ٠٨:٤٩
  • الخميس , ٢٨ فبراير ٢٠١٩
English version

ثلاثة قرون مظلمة حكم فيها المماليك

محمد حسين يونس

مساحة رأي

٢٦: ٠٨ م +02:00 EET

الخميس ٢٨ فبراير ٢٠١٩

تعبيرية
تعبيرية

 محمد حسين يونس

 
ثلاثة قرون مظلمة حكم فيها المماليك
المقريزى فى كتابه السلوك قدم لنا شرحا لكيف أن المماليك تسببوا فى خراب إقليم مصر اقتصاديا بسياستهم القاصرة .
 
(( وارتفعت أسعار المبيعات حتى بلغت أضعاف قيمتها المعتبرة بالفضة.. فصار من كان معلومه ( أجره ) مثلا مائة درهم فى الشهر ... يشترى بهذه المائة ما كان قبل هذا يشتريه بأقل من عشرين بكثير .
 
أما الأجراء و أصحاب الصنايع فان أجرهم تزايدت فكل من كانت أجرته درهما لا يأخذ الآن إلا خمسة دراهم فما فوقها
 
كذلك التجار ضاعفوا ربحهم فى بضائعهم و أما أرباب الاقطاعات فإنهم جعلوا كل فدان بستة أمثال ما كان ....
 
بهذا الاعتبار صار لا يرجى الرخاء بمصر .. فان الغلة ( المحصول ) تقوم على صاحبها بقيمة زائدة من أجل غلاء أجره الطين وثمن البذر و أجرة الحصادين ونحوهم وكل ذلك من سوء نظر ولاة الأمر )) .
 
أسباب ذلك عند المقريزى
(( إفساد أهل الدولة للدرهم ... فانه حملهم على ذلك كثرة ما عليهم من جوامك ( أجور وطعام وخلافه ) المماليك السلطانية وتبلغ فى كل شهر ألف ألف ومائتى ألف درهم .. فأكثروا من ضرب الفلوس فرخصت الفلوس واستمرت نفقة المماليك على ذلك وهم لا يشعرون بحقيقة الحال فعم الفساد وخص الفقهاء ونحوهم من ذلك أعظم البلوى )) .
 
(( مؤسس هذا الفساد بديار مصر رجلان هما سعد الدين إبراهيم بن غراب وجمال الدين يوسف الاستادار ، وذلك أن ابن غراب منذ ولى ناظر الخاصة ... لم يزل لكثرة ما ظفر به من الذهب يزيد من سعره حتى بلغ هذا القدر ....
 
أما جمال الدين فانه يزيد أجرة الأراضى ... حتى عم ذلك كل أحد وصار باعتبار غلاء سعر الذهب كل شىء يباع بأضعاف ثمنه وباعتبار غلاء الأطيان لا يرجى رخاء)) .
((وهذان الفاسدان سبب عظيم فى خراب إقليم مصر وزوال نعم أهله سريعا إلا أن يشاء ربى شيئا )) .
 
درس فى الاقتصاد قدمه لنا بكفاءة تقى الدين المقريزى( 1364م - 1442م) .
 
كتابات المدونين في زمن المماليك تمتليء بمثل تلك (العبر) ..و لكنها تحتاج لجهد طويل لدراستها و تلخيصها .. و إستخراج الدروس التي كلفت أهل مصر الكثير من الدماء و الأموال و الراحة و أبعدتهم عن درب التقدم طويلا.. تجارب إهدرت و تناثرت مع الزمن .. لتتكرر المأساة مرات و مرات ..دون أن نتعلم منها .
 
قد أقوم بهذا الجهد( اى الدراسة و التلخيص ) معتمدا علي كتب ( بدائع الزهور في وقائع الدهور لإبن إياس ) و (مروج الذهب و معادن الجوهر في التاريخ لإبن الحسن المسعودى ) و( فتوح مصر و أخبارها لعبداللة بن عبد الحكم) و ( أخرة المماليك لإبن زنبل الشيخ أحمد الرمال ) لو أن عددا مناسبا من ال15000 صديق ومتابع لصفحتي وجدوه مفيدا و تفاعلوا مع ما سأقدمة يوميا خلال شهرى مارس و إبريل .. من سرد لوقائع و أحداث زمن حكم المماليك الذى إستمر لثلاثة قرون مظلمة من 1200م إلي 1500 م....فماذا ترون !! (متردد ).
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع