ماذا لو كانت لك سلطة تعديل مواد الدستور ؟ " مؤمن سلام " يجيب
إيهاب رشدي
٤٤:
٠١
م +02:00 EET
الخميس ٢٨ فبراير ٢٠١٩
حوار أجراه ايهاب رشدى
سؤال عبثي وجهته لـ مؤمن سلام الكاتب الصحفي ومدير موقع مصر المدنية ، لو أعطيت له سلطة تعديل الدستور المصرى فما هى المواد التى سوف تلغيها ؟
قال : حجم الدستور المصرى مقارنة بالدساتير العالمية كبير جدا ، فليس هناك دستور بهذا الكم من المواد التى تتخطى الـ 200 مادة ، وتجد فيه مواد للصيادين والفلاحين ، وتقريبا مادة لكل فئة ، والمعروف ان الدستور يرسم شكل الدولة ، ثم توضع القوانين لتطبيق مواد الدستور وطالما انه ليس هناك تمييز بين المصريين كما يقول الدستور المصرى ، فمن الطبيعى ان يشمل ذلك كل فئات المصريين دون الدخول فى تفاصيل حول كل فئة وكل مهنة .
ما هى اشكاليات الدستور الحالى من وجهة نظرك
كانت هناك اشكالية فى الدساتير السابقة حول المادة الثانية الخاصة بالشريعة الاسلامية ، ثم جاء دستور 2014 ووجدنا ان المادة الثانية ولدت واستحدثت مادتين أخريتين هما الثالثة والسابعة ، حيث اختصت الثالثة بشرائع المسيحيين واليهود ، والسابعة جعلت من الازهر الشريف هيئة مستقلة وأصبح شيخ الازهر مستقل و غير قابل للعزل .
هل الدولة لها دين
بالطبع لا
ولكن فى بعض الدول " روسيا " مثلا ، رأينا الرئيس بوتين و بصفته مسيحى الديانة ، يمارس طقوس الاحتفال بعيد الغطاس وينزل فى المغطس ، وكذلك الرئيس " ترامب " يتكلم عن الكتاب المقدس وعن عيد الميلاد المجيد
" ترامب بيقول كلام ، فهو يخطاب مؤيديه من المحافظين خاصة أن شعبيته تنخفض ، ولكن فى الواقع هل يستطيع رئيس أمريكا أن يشرع قانون فى الدستور الامريكى يضع فيه هذا الكلام ؟ بالتأكيد لا ، وبالنسبة لبوتين ، فهو كرئيس دولة من حقه أن يمارس طقوسه ولكن بعيدا عن الكاميرات ، فهو حينما يصلى مع أسرته ، ما هو هدفه من تصوير ذلك ، فالدين المفترض انه بينك وبين الله ، فما هى نظريته لاعلان ذلك ، لا شك ان هذا لون من الدعاية لرئيس يريد ان يبدو متدين ، وهو بذلك يضرب فى مدنية الدولة ، والمفترض ان يكون الرئيس رئيسا لكل المواطنين بمختلف عقائدهم ولا ينبغى ان يعلن انحيازه لفئة فى المجتمع ضد باقى الفئات ، لأن ذلك يدمر دولة المواطنة .
هل تعتبر المادة الثانية والثالثة مواد دينية
طبعا ، ويضاف اليهما جزء من المادة 64 ، لأن اول جزء فيها جميل جدا وينص على ان حرية الاعتقاد مطلقة ، ولكنها تكمل فتقول أن ممارسة الشعائر الدينية يكون للاديان السماوية وهذا تمييز واضح وانحياز للاديان الابراهيمية ، ففى الامم المتحدة ليس هناك تعريف لدين بأنه سماوى وآخر غير سماوى ، لأن اتباع اى دين يعتبرونه سماوى ، وهناك بهائيين وشيعة فى مصر وانت حين تمنعهم من ممارسة شعائرهم فقد ضربت المواطنة .
وهل هناك احصائية بعدد المنتمين للشيعة فى مصر
لا أحد فى مصر يعرف الأعداد ، حتى الاقباط عددهم غير معروف رغم أنه يمكن بالضغط على زر واحد فى السجل المدنى ، معرفة عدد المسلمين وعدد المسيحيين ، فكل شخص مكتوب ديانته فى شهادة الميلاد ، والتعداد الاخير مثلا أعلن عن عدد المتزوجين والمطلقين والرجال والنساء ولكنه لم يفصح عن عدد الاقباط .
وعموما القصة ليست فى العدد ، فاليهود فى مصر مثلا خمسة أو ستة افراد ومن حقهم ممارسة شعائرهم طبقا للدستور .
ولكن السؤال ... هو الشيعة ايه ؟ مسلمين أم غير مسلمين ، فاذا كانوا مسلمين يكون من حقهم أن يمارسوا شعائرهم ، وإلا كانت المادة قد حددت وقالت " المسلمين السنة "
وكذلك نصت هذه المادة على حرية اقامة دور العبادة ولكن فعليا هل المسيحيين احرار فى بناء دور العبادة الخاصة بهم ؟ ورغم اصدار قانون بناء الكنائس لازالت هناك مشاكل كثيرة فى تطبيقه .
ولكن ألا ترى أن هناك الكثير من مواد دستور 2014 ، ايجابية
المواد المتعلقة بالحريات ؛ حرية التعبير والرأى مواد تُحترم جدا ولكن لا يتم تطبيقها ، وكذلك مواد الصحة والتعليم ، فتجد مثلا فى المادة 54 أن الشخص الذى يتم القبض عليه من حقه ان يعرف أسباب ذلك ويُمكنه الاتصال بذويه وبمحاميه فورا .
وماذا عن عودة مجلس الشورى فى التعديلات الدستورية الحالية والمطروحة امام مجلس النواب
السؤال هو هل ستعطى مجلس الشورى أو مجلس الشيوخ صلاحيات تشريعية أم انه سيكون مجرد مكلمة ، ثم ان مجلس النواب الحالى من حقه ان يستدعى استشاريين ويأخذ أرائهم فى كل المجالات ، ألسنا دولة فقيرة فلماذا ننفق على مجلس آخر ؟
الكلمات المتعلقة