باشوات الجزم
عبد المنعم بدوي
الخميس ٢٨ فبراير ٢٠١٩
عبد المنعم بدوى
فى جلسه عائليه ، أستغرب أحد شباب العائله الذى خدع من المعلومات المضلله ، والتى صورت له أن مصر كانت أيام النظام الملكى جنة الله فى أرضه ... أندهش عندما علم أن النظام الملكى الذى يتحسر عليه كان يرفع شعار " مقاومة الحفاء " ، الذى كان موجودا لافى الريف فحسب ، بل فى القاهره والأسكندريه ، حيث نسبه كبيره من الشعب المصرى تمشى فى الشوارع حافيه الأقدام ، وكان هذا الحفاء واقعا محسوسا وملموسا ، ولا يثير أى انتباه لدى الغير .
وكان من المعتاد فى خطبة العرش التى يلقيها الملك كل عام ... أن يعلن أن " مقاومة الحفاء " أحد أهم المشروعات التى تهتم بها الحكومه ، وكان يدعو الأغنياء والأثرياء بالتبرع والمساهمه فى مقاومة الحفاء ، ويعطيهم فى مقابل ذلك شهادات وبراءات بالألقاب ، وهى البكويه أو الباشويه لكل حسب قيمة تبرعه ... وكانت حاشية الملك تخصم من المنبع لجيبها الخاص جزء من مبلغ التبرع .
كان الشعب يطلق على هؤلاء " باشوات الجزم "
ويذكر أنه كان هناك طالب فى كلية الحقوق ، وأحد أبناء الأغنياء ، قد ساهم فى هذا المشروع ، ومنحه الملك لقب بيك ... كان هذا الطالب " موريس دوس " حدث هذا فى الوقت الذى كان عميد الكليه لم يحملها بعد .
وأنا أتأمل ما سبق ، أرى أن جمال عبد الناصر نجح فى القضاء على الحفاء ، لكنه أوجد حفاء أخر لافى الأقدام ولكن فى العقول والأفكار والثقافه ... وأقارن تلك الأيام ( أيام النظام الملكى ) ، بأيامنا هذة ، أرى أنه لم يتغير شيىء ، حيث يتعهد الرئيس السيسى بمقاومة " الفقر والعوز " ويطالب الأغنياء بالتبرع والمساهمه فى "صندوق تحيا مصر " ، وكأننا لم نتقدم ولم نبرح أماكننا ونحن نعيش فى القرن الواحد والعشرين ، مع الفارق وهو أن كل الناس الأن " باشوات ...... " .