الأقباط متحدون - يكتب: الديمقراطى الأول
  • ١٥:٢٥
  • الخميس , ٢٨ فبراير ٢٠١٩
English version

يكتب: الديمقراطى الأول

مقالات مختارة | سمير عطا الله

٣٣: ٠٩ ص +02:00 EET

الخميس ٢٨ فبراير ٢٠١٩

سمير عطا الله
سمير عطا الله

سمير عطا الله
تتميز تركيا عن دول العالم بانتمائها جغرافياً إلى قارتين: آسيا وأوروبا. وقد غاب الرئيس التركى رجب طيب أردوغان عن قمة شرم الشيخ؛ أحد اللقاءات العالمية النادرة، التى تجمع بين أهل القارتين ودولهما. وحجة الرئيس التركى قوية ومفحمة... فالغياب اعتراضٌ على السياسة المصرية وغياب «المنهج الديمقراطى» لديها!.

مفحمٌ السيد أردوغان؛ لكنه غير مقنع على الإطلاق. فالمحطة التركية التى كان يتحدث إليها عن ذريعة المقاطعة يعرف أصحابها أكثر من أى صحفى آخر فى العالم أن الرئيس التركى هو الرجل الذى أمر باعتقال 160 ألف إنسان لمجرد الشكّ فى أنهم يدعمون انقلاباً ضده. ومن أصل هؤلاء بقى 72 ألفاً فى السجون. وأحال السيد أردوغان 35 ألفاً إلى المحاكمة، وطرد 130 ألف تركى من مواطنيه من وظائفهم بموجب قانون الطوارئ الذى يُجدد بالانقطاع. بين المعتقلين كان عشرات الآلاف من الأساتذة، و6 آلاف أكاديمى، و170 جنرالاً، و7 آلاف عسكرى، و143 صحفياً.

وتقول منظمة «هيومان رايتس ووتش» إن الأذى المتفاوت لحِق «بمئات الآلاف من الأتراك فى ظل الطوارئ»، وشمل ذلك الحرمان من حق العمل، والاعتقالات التعسفية، والتعذيب، والمنع من حرية الانتقال والتحرك!. لقد اختار السيد أردوغان ذريعة ليست فى صالحه على الإطلاق. صحيح أن تركيا لم تشتهر فى أى مرحلة بشغفها الديمقراطى؛ بل طغت على ذلك شهرتها فى الإعدامات السياسية، إلا أن حجم العسف السياسى فى ظل أردوغان بلغ حدوداً لم يتصورها أحد. والرئيس التركى الذى يُظهر تعاطفاً معلناً مع الرئيس المصرى الأسبق والمعتقل الدكتور محمد مرسى، هو أكثر من أطاح بالرفاق من حوله، وأكثر من تخلى عنهم بطريقة لا تليق بماضيهم، وأيضاً بما قدموه له من مساعدة فى عملية الوصول السياسى إلى حيث هو اليوم. جميع الأسماء التى كانت تشكل كوكبة الحكم فى المرحلة الإخوانية أبعدها أردوغان دون تردد. والإبعادُ طبعاً خيرٌ من الاعتقال، أو من العقوبات التى ألحقها بخصومه، خصوصاً جماعة جولن التى لايزال يطالب الولايات المتحدة بتسليمه؛ إذ ترفض أمريكا طلب أنقرة الأردوغانية بسبب سمعتها وتاريخها فى الاضطهاد السياسى. والرئيس التركى تحاشى فى أى حال مصافحة الزعماء الأوروبيين الذين لطالما قدموا له اللوائح الطويلة بالارتكابات والمخالفات التى رافقت سمعة حكومته قبل الرئاسة وبعدها.. لقد تحاشى العرب والأوروبيين على السواء. وهو فى ذلك على حق. وتحاشى مصر بصورة عامة لكى لا يشرح لأهلها ولرئيسها لماذا يستضيف فى إسطنبول جوقة كبيرة من الأصوات التى تنعى أمنها وسلامتها كل يوم.
نقلاً عن الشرق الأوسط

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع