الأقباط متحدون - المستقرضات الغضبى قادمة
  • ١٣:٢٤
  • الاربعاء , ٢٧ فبراير ٢٠١٩
English version

المستقرضات الغضبى قادمة

زهير دعيم

مساحة رأي

١٢: ٠٩ ص +02:00 EET

الاربعاء ٢٧ فبراير ٢٠١٩

تعبيرية
تعبيرية
كتب: زهير دعيم
لا ينقضي شتاء بلادنا، عادةً، قبل أن تترك "المستقرضات" بصمتها الخاصة، المتمثلة بشدة البرد وغزارة المطر. وهناك اساطير كثيرة تدور حول الموضوع تقول احداها المتناقَلة جيلًا بعد جيل: " انَّ شُباط شهر مرعب للعجائز، وكلّهم يخافون( ذكورًا وإناثًا) ان يموتوا خلاله نتيجة البرد، وكانوا عندما يبدأ يرسمون علامة الصليب فوق عتبة الباب الرئيسي لإبعاد شبح عزرائيل عنهم". وتضيف الاسطورة فتقول : "ذات مرة وقد انقضى شُباط، راحت إحدى العجائز تغنّي وترقص شامتة: "اجا شباط، وراح شباط، وحطّينا بقفاه مِخباط"، ممّا يعني انها نجت من الموت ووصل الربيع ولم تعد تخشى الصّقيع . 
 
وتقول حكاية اخرى أنّ عجوز خرجت ترعى أغنامها في أحد الأودية خلال الأيام الأخيرة من شهر شباط، حيث لم تهطل خلالها الأمطار وكان الجوُّ صافيًا رائقًا ودافئًا فبدأت تردّد “ فات شباط الخبّاط وما أخذ مني لا نعجة ولا رباط، وضربنا على ظهره بالمخباط”. وفي كلا الحكايتيْن سمع شُباط ما قالته العجوز، وأراد ان ينتقم منها وان يطيل أيامه ليميتها من البرد، فاتصل بابن عمه آذار قائلاً له: "يا آذار يا ابن عمي أربعة منك وثلاثة مني، تَنخلّي العجوز تحرق دولابها" وايضًا : " آذار يا ابن عمي أربعة منك وثلاثة منّي، تنخلّي الصبية تحرق قبقابها، والعجوز تشعل دولابها وتنضب ورا بابها". ما معناه لكي لا تترك هذه العجوز شيئا عندها من دون ان تشعله حتى دولاب النول، طلبًا للدفء واتقاءً من البرد. ودولاب الحياكة (النول) كان قديمًا في كل بيت ومن اهم المقتنيات، وما كان احد يشعله حتى لو لم يبقَ عنده ما يتدفأ به لانه كان مصدر الرزق الوحيد في ذلك الحين".
 
وفي السنة الكبيسة حين يكون شباط 29 يومًا تقول الرواية ان شباط يقول : اربعة منّي وثلاثة منك !
 
والمستقرضات جاءت من الجذر : ق. ر. ض. واسْتَقْرَضْتُ من فلان أَي طلبت منه القَرْضَ فأَقْرَضَني.
 
وهناك اكثر من مستقرضات كما يقول الموروث وكما كانت تقول امّي رحمها الله : 
1- مستقرضات الكاثوليك ( وفي لبنان يدعونها مستقرضات الموارنة) والتي من المفروض ان تبدأ اليوم الثلاثاء 02 26
2- مستقرضات الرّوم ( المقصود بها : الطوائف المسيحيّة الشّرقيّة ) 
3- وهناك من يقول مستقرضات العرب.
على كلّ الاحوال انها معتقدات وكثيرًا ما تصيب الهدف كما نراها اليوم وفي هذه الفترة حيث الغيوم تتلبّد بالسماء وتنذر بأيام عاصفة وزخّات شرسة وماطرة وبرد...سائلين الله ان يحمي عجائزنا من شباط واهله.
الكلمات المتعلقة