فى مثل هذا اليوم.. محكمة العدل الدولية تقر بوقوع إبادة في البوسنة والهرسك
سامح جميل
الثلاثاء ٢٦ فبراير ٢٠١٩
فى مثل هذا اليوم 26 من فبراير 2007م..
محكمة العدل الدولية تعتبر إن قتل ثمانية آلاف مسلم بمذبحة سربرنيتشا في البوسنة والهرسك عام 1995 جريمة إبادة جماعية، لكنها تمتنع عن تحميل صربيا المسؤولية عنها.
مذبحة سربرنيتسا تعرف أيضا باسم الإبادة الجماعية في سربرنيتسا إبادة جماعية شهدتها البوسنة والهرسك في يوليو 1995 وراح ضحيتها حوالي 8 آلاف شخص من المسلمين البوشناق أغلبهم من الرجال والصبيان في مدينة سربرنيتسا خلال حرب البوسنة والهرسك ونزح عشرات الآلاف من المدنيين المسلمين من المنطقة. وقد ارتكب المجزرة وحدات من الجيش الصربي تحت قيادة الجنرال راتكو ملاديتش. وصف الأمين العام للأمم المتحدة هذه المجزرة على أنها أسوأ جريمة على الأراضي الاوروبية منذ الحرب العالمية الثانية. وتوجد وحدة شبه عسكرية صربية معروفة باسم "العقارب" شاركت في المجزرة وكانت رسمياً جزءاً من وزارة الداخلية الصربية حتى عام 1991م.
حماية الامم المتحدة:
في إبريل 1993 أعلنت الأمم المتحدة بلدة سريبرينيتسا الواقعة في وادي درينا في شمال شرق البوسنة "منطقة آمنة" تحت حماية قوات الأمم المتحدة، ممثلة بعناصر الكتيبة الهولندية في قوات الأمم المتحدة والتي يبلغ تعدادها 400 عنصر ، وبناءً على ذلك قام المتطوعون البوسنييون الذين كانوا يدافعون عن المدينة ، بتسليم أسلحتهم .
إلا أن إعلان المدينة كمنطقة آمنة تحت حماية الامم المتحدة ، لم يحل دون وقوع المجزرة ، كما أن عناصر الكتيبة الهولندية لم يتدخلوا لأجل حماية سكان البلدة ذوي الأغلبية المسلمة .
تفاصيل المجزرة:
قامت القوات الصربية وباوامر مباشرة من أعضاء هيئة الأركان الرئيسية لجيش جمهورية صربيا القادة-العسكريين والسياسيين- بالقيام بعمليات تطهير عرقي ممنهجة ضد المسلمين البوسنيين والمعروفين باسم "البوشنياق" ،وقد حدثت على مرأى من الفرقة الهولندية التابعة لقوات حفظ السلام الاممية دون أن تقوم بأي شيء لإنقاذ المدنيين ، علما أنها كانت قد طلبت من المسلمين البوسنيين تسليم أسلحتهم مقابل ضمان أمن البلدة ، الأمر الذي لم يحصل بتاتاً. فبعد دخول القوات الصربية البلدة ذات الاغلبية المسلمة ، قامت بعزل الذكور بين 14 و 50 عاماً عن النساء والشيوخ والأطفال ، ثم تمت تصفية كل الذكور بين 14 و 50 عام ودفنهم في مقابر جماعية ، كما تمت عمليات اغتصاب ممنهجة ضد النساء المسلمات.
دور الولايات المتحدة:
الصورة التي عرضتها مادلين أولبريت في جلسة مغلقة لمجلس الأمن
في اجتماع مغلق لمجلس الامن 10 اغسطس 1995 أي بعد شهر من سقوط البلدة بأيدي القوات الصربية ،عرضت مادلين أولبريت وزيرة الخارجية الأمريكية آنذاك صور ملتقطة بواسطة اقمار صناعية، تظهر فيه مكان دفن ألاف المسلمين من البوسنة من المدنيين ولا سيما الذكور ، الذين تم قتلهم من قبل الجيش الصربي ودفنهم في حقل زراعي قرب بلدة Nova Kasaba على بعد 19 كم من سربرنتسا، في الحقيقة تم العثور على 33 جثة فقط في المكان المذكور ، بينما تمت العثور على أكثر من 400 جثة في 20 موقع على أطراف بلدة سربرنتسا ، مما يبعث الكثير من التساؤلات عن الدور الأمريكي في صرف الانتباه عن المكان الحقيقي للمجزرة.
تذكار ضحايا المجزرة "صخور الألم"
يعتقد جورج بَمفري ان الحكومة الأمريكية ممثلة بوزيرة خارجيتها حاولت صرف انتباه المجتمع الدولي عن مكان وقوع المجزرة ، قامت به الولايات المتحدة أثناء المجزرة..
تبعات المجزرة:
تم تحميل رادوفان كاراديتش الزعيم السياسي لصرب البوسنة والجنرال راتكو ملاديتش الذي قاد المليشيا الصربية بالإضافة للعديد من القادة السياسيين والعسكريين وشبه العسكريين المسؤولية عن تنظيم عمليات قتل المدنيين وتشريدهم. فيما لا يزال معظمهم متواري عن الأنظار وملاحقين من قبل الإنتربول وقوات الأمم المتحدة في البوسنة. كذلك، اتهم أهالي الضحايا القوات الهولندية العاملة في نطاق قوات الأمم المتحدة بعدم الدفاع عن أهالي المدينة وتسليم من التجأ لثكنة هذه القوات لميليشا صرب البوسنة التي قتلتهم جميعاً لاحقاً . في عام 2004 أعلنت المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي الخاصة بيوسغلافيا السابقة فيما سُمّي بقضية كراديتش ، أن ما حصل في سربرنتسا هي عملية تطهير عرقي عن سبق الإصرار والترصُّد ، وذلك وفقا للقوانين الدولية ، باعتبار توفر ادلة قطعية تدين القادة الصرب الذين خططوا للمجزرة.
و في عام 2005، أشار الأمين العام للأمم المتحدة آنذاك السيد كوفي عنان في رسالة الاحتفال بالذكرى السنوية العاشرة للإبادة الجماعية،إلى أن اللوم يقع بالدرجة الأولى على أولئك الذين خططوا ونفذوا المذبحة والذين ساعدوهم ،ولكنه يقع أيضا على الدول الكبرى والامم المتحدة كون الاولى فشلت في إتخاذ إجراءات كافية ، والثانية - أي الأمم المتحدة- ارتكبت أخطاء جسيمة قبل وأثناء وقوع المجزرة ، ولذلك ستبقى مأساة سربرنيتشا نقطة سوداء في تاريخ الأمم المتحدة إلى الأبد"
في26فبراير 2007، أكدت محكمة العدل الدولية ما أصدرته محكمة جرائم الحرب في يوغسلافيا السابقة بأن ماجرى في سريبرينيتسا كان إبادة جماعية .
في 8يوليو 2015، استخدمت روسيا حق الفيتو ضد قرار لمجلس الأمن يصف مذبحة سربرنيتسا بالإبادة الجماعية.!!