9 مارس عيد ... لنا

عبد المنعم بدوى
فى مثل هذا اليوم من عام 1919 ، بعد أن أنتهت فى 11 نوفمبر 1918 ، أكبر حرب عرفها التاريخ فى ذلك الوقت ، بعد أن أستمرت أربع سنوات ، وبلغ مجموع قتلاها حوالى 10 ملايين نسمه ، ووصل عدد الجرحى والمفقودين 12 ملايين .

فور أنتهاء الحرب بيومين أى فى 13 نوفمبر 1918 ، طالب المصريين الحكومه البريطانيه بالأستقلال ، فقد كان الشرط الوحيد لتأييد أنجلترا فى الحرب هو أن مصر مستعده لمناصرة بريطانيا العظمى بشرط أن تعترف بأستقلالها ( حيث أعلنت انجلترا فى سنة 1914 الحمايه على مصر من تلقاء نفسها وبدون طلب من الحكومه المصريه .

فى 8 مارس 1919 ، قام الأنجليز بأعتقال الزعيم الوطنى " سعد زغلول " ورفاقه ، المطالبين بالأستقلال وفقا للأتفاق مع الأنجليز وبعد تجميع التفويض من الشعب ، فى اليوم التالى 9 مارس خرجت الجماهير ــ غداة أعتقال سعد زغلول ورفاقه ـــ معلنه أن مأساة أحمد عرابى لن تتكرر ... وكانت المظاهرات الصاخبه لتأكيد أن ماحدث فى عام 1882 لن يتكرر فى 1919 .

خرجت المظاهرات تحت شعار الأستقلال التام ، وشعار وحدة الأمه تحت راية " عاش الهلال مع الصليب " ، أشترك الشعب لأول مره بكل فئاته وطبقاته بصوره لافته من عمال وفلاحين وطلبه ومثقفين وسيدات ، كانت المظاهرات تضم عشرات الألوف من طوائف الشعب المختلفه .

هذا ماجرى فى يوم 9 مارس 1919 ... كان فتحه من النور الوهاج ، مشى عليه الأمل البراق السعيد ... هذا اليوم هو العيد الحقيقى بل هو العيد الكبير الذى توجت به أيامنا فى تاريخنا النضالى الطويل ... هو ميلاد جديد لمصر ، فجر كوامن العبقريه المصريه ، أنه يوم بعث الروح فى الهويه المصريه وأنتعاش الذاكره الوطنيه .

أنه عيد ... لنا ، نحن المصريين أبناء وأحفاد ثوار ثورة 1919 " عاشت مصر حره بأيد أبناءها ....