الأقباط متحدون | الدوله القبطيه بين الحلم والخيال
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٥:٢٤ | الجمعة ٢٣ سبتمبر ٢٠١١ | ١٢ توت ١٧٢٨ ش | العدد ٢٥٢٥ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

الدوله القبطيه بين الحلم والخيال

الجمعة ٢٣ سبتمبر ٢٠١١ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

 
بقلم: عبدالسيد مليك
 
رداً على ما نشر بجريدة (صوت الأمة) تحت عنوان: عصمت زقلمة. أعلنا الدولة القبطية لأن المسيحيين يموتون كل يوم
فور قراءة هذا الحوار الصحفي قمت بالاتصال بالعديد من زعماء الأقباط ونشطائهم حول العالم ومن بينهم على وجه التحديد المستشار موريس صادق حيث أن اسمه ورد في الحوار بوصفه سكرتيراً تنفيذاً لهذه الدولة والذي جاء رده كالتالي: ده تقسيم للسلطة وليس تقسيم للوطن خاصة بعد إعلان وثيقة الأزهر والمبادئ فوق الدستورية التي تضمنت المادة التانية والشريعة الإسلامية ونحن نرفض المادة التانية تماماً فإذا كانوا مصممون عليها فليكن الحكم الذاتي.
ولا أدري من أين تكون البداية للرد على هذه الأفكار النظرية البحتة التي لم يكن لها أي تطبيق عملي أو علمي في أي مكان أو زمان منذ تكوين الخليقة إلا في فكر أفلاطون في المدينة الفاضلة وفكر الدكتور عصمت زقلمة وال300  الذين انتخبوه رئيساً.
 
فما الفرق بين هذه الدولة التي تاسست على خمس كلمات من آية من الإنجيل على حد تعبيركم وبين فكر التيارات الإسلامية التي تدعوا إلى دولة دينية وتطبيق الشريعة أليس معي يا دكتور أن هذا نوع من المغالطة أو الازدواجية في المعايير وأن هذا الفكر يخلق صراع طائفي أكثر عدوانية وأسوأ مما نحن عليه بين الدولتين المزعومتين المسيحية والإسلامية وهذا ما تجنبه شرفاء المثقفين والسياسيين من المصريين مسيحيين كانوا أو مسلمين لترسيخ قواعد الدولة المدنية القائمة على المساواة والعدالة الاجتماعية. ثانياً لقد عاش المسيح على الأرض فترة ثلاثة وثلاثين سنة لم يدعوا ولم يترك لنا نص يجعلنا نطالب بقيام دولة قائمة على أساس ديني وقد يكون هذا واحد من أهم الأسباب التي جعلت اليهود يرفضون دعوته لأنه لم يتجاوب مع فكرهم لتمثيلهم سياسياً وعسكرياً ضد الرومان وكانت الرسالة واضحة عندما طُلبت الضريبة عن المسيح وبعض تلاميذه في العبارة (اعط ما لقيصر لقيصر وما لله لله) وهي ما تؤكد فكر الدين بفصلة عن السياسة فالأولى تهتم بحياة الإنسان الروحية وخلاص نفسه والسياسة تهتم باهتمامات الفرد الأرضية وتحديد معاملاته مع الآخرين سواء أفراد أو مجتمعات من خلال

القوانين المحلية والدولية وبغض النظر عن وجهة نظر المحاور عن تصوره في مثل هذه الظواهر التي تؤدي إلى تفتيت الوطن إلى دويلات وهي أجندة تسعى إلى تحقيقها العديد من دول الغرب وعلى وجه التحديد كما يعتقد إلى أمريكا وإن كنت أرفض نسب أخطائنا إلى الآخرين فكل الشدائد تأتينا من الغرب وأمريكا وإسرائيل وهذه تشبيه يصورنا كشعوب لا إرادة لنا أو كعصافة تذريها الريح لكني اتفق تماماً مع سؤاله الذي يحمل بعض من السخرية للدكتور عصمت عن إدارته لدولته المزعومة هل ستكون عن طريق الإنترنت؟ فمن غير المنطقي ألا يكون رئيس الدولة المنتخب غير معروف من شعبه وغير متواجد معهم في الساحة السياسية ومن غير المعقول أن ثلا ث مائة فرد الفضل الوحيد في تجمعهم فقط الحدود الجغرافية أن يلزموا سبعة عشر مليون قبطي برغبتهم وبنفس المنطق يكون لكل تيار ديني أو حزبي أن يعلن دولة داخل الدولة وفي نهاية الأمر نلق باللوم على الغرب.
كيف تجاهلتم يا دكتور الحدود الجغرافية لهذه الدولة فمن غير المنطقي تكوين دولة بدون مؤسسات وتخوم وإلا فإن الفكرة مجرد لفت الأنظار إعلامياً لحادث مستحيل الحدوث.
 
لقد تابعت الفكرة بانزعاج شديد فبالإضافة إلى الطرح السابق فإن الحلول المستحيلة تبعدنا عن أصل المشكلة بل ويضعفها.
فهذه الأفكار تقلل من مجهود عشرات الشرفاء الذين يعملون في هدوء وصمت يتجنبون الإعلام والظهور والتصريحات المثيرة ويعتمدون على المنطق والمعقول لأنهم يعملون بروح الفريق أما أفكاركم يا دكتور عصمت عندما يستثمرها المنتفعين من إثارة الفتنة يكون الوضع أردأ*
وربما عن عمد أو غير معرفة بطبائع البلاد التي ذكرتها في الحوار مثل صربيا و السودان من ناحية الحرب الأهلية في تلك هذه البلاد التي وصلت إلى حد المجازر كذلك الأكراد فالجميع مختلف من حيث الطبيعة الجغرافية أو شكل الحياة السياسية ولكي لا يعتقد البعض أني أرسم صورة من نسج خيالي مستشهداً بعشرات الأمثلة الزائفة على الوحدة الوطنية فأنا أول من سئم صورة الرياء ممثلة في الشيخ والقس وتلاحم لحاهم الذي لم يؤد إلى علاج بل تفاقم وازداد الموقف سوءاً فأنا ايضا ضد اللا معقولية واستبعاد المنطق من التفكير وقد يكون الأمر أيسر لو قدمت لنا نفسك وأجندة سياسية ورؤية واضحة على غرار الراحل المهندس عدلي أبادير وقمت بالترشح رئيساً لكل المصريين (مسلمين ومسيحيين) . 
 
لقد فشل في فكرة التقسيم هذه من قبل بعض التيارات الدينية من خلال حركة كفاية عندما رسموا رؤية لصورة البلاد بعد تطبيق الشريعة بعزل الأقباط أو نفيهم إلى شبه جزيرة سيناء وتطبق الحدود في كل مصر عدا هذه المنطقة والمسلم أو المسيحي الذي يرتكب مخالفة يعاقب بالشريعة أو القانون المدني بحسب مكان ارتكاب المخالفة يا دكتور نحن طبيعة جغرافية مختلفة وسيكولوجية أكثر اختلافاً حتى وإن كنا نعاني من الاحتقان الطائفي فهذا يجعلنا كمفكرين وسياسيين نسعى إلى تقارب الأفكار والعمل على تطبيق أرشد الحلول التي تجمعنا تحت راية واحدة لأننا ببساطة جميعاً مصريين وهذا لا يقبل القسمة على اثنين حتى وإن كره الكارهون.
 




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :