احمد ماهر باشا .. من أوائل من تصدوا لأفكار حسن البنا .. ليغتاله محمود العيسوى في البهو الفرعوني لمجلس النواب (بروفيل)
رومانى صبري
الأحد ٢٤ فبراير ٢٠١٩
كتب – روماني صبري
احمد ماهر باشا الوفدي العريق
ولد احمد ماهر باشا عام 1988 ، وكان رجلا سياسيا جريئا ينتمي لحزب الوفد ، اعتبره حسن البنا مؤسس جماعة الإخوان المسلمين ، يمثل تهديد لجماعته ، وصفه الشيخ الباقوري بالرجل الوطني الذي وهب حياته لمصر . عينه الملك فاروق رئيسا للوزراء بعد إقالة مصطفى النحاس باشا .. وكان عضوا في حزب الدستوريين السعديين .
رئيس وزراء مصر لفترتين
تولى احمد ماهر باشا ، رئاسة وزراء مصر لفترتين كانت الأولى عام 1944 وانتهت في آلـ 15 من يناير عام 1945 ، والثانية من 15 يناير عام 1945 ، حتى 24 فبراير عام 1945 .
ابن وكيل وزارة الحربية
كان والده ، محمد ماهر باشا من أعيان شراكسة مصر ، ووكيل وزارة الحربية ، ومحافظ القاهرة ، وكان شقيقه السياسي الشهير على ماهر باشا .
التصدي لأفكار الإخوان المسلمين
عرف عنه معارضته الشديدة لأفكار جماعة الإخوان المسلمين ، وبعد توليه الوزارة دعا إلى إجراء انتخابات جديدة يستبعد منها جماعة الإخوان ، بعد إصداره فتوى ضدهم ، وفي النهاية اسقط جميع أعضاء الجماعة في الانتخابات الجديدة ، وأعلن الحرب على أفكارهم التي لا تعترف بالمواطنة والوطنية والموت والتضحية في سبيل الوطن .
الهدف من دخول مصر الحرب العالمية الثانية
في الساعة السابعة و 55 دقيقة مساء يوم السبت الموافق 24 من فبراير عام 1945 ، كان احمد ماهر باشا ، داخل مجلس النواب في مبنى البرلمان ، وكان قد نجح في إقناع أعضاء البرلمان بدخول مصر الحرب العالمية الثانية بجوار الإنجليز ، حيث كان يرى أن مثل تلك الخطوة ستكسب الجيش المصري خبرة عسكرية كبيرة ، فهو الجيش الذي لم يدخل حربا منذ حقبة محمد على باشا ، واعتقد أن مشاركته في الحرب العالمية الثانية ستجعله قادرا على حماية مصر ، وحماية قناة السويس .
لحظة الاغتيال
وعندما كان احمد ماهر باشا ، على وشك الخروب من باب مجلس النواب للوصول إلى باب مجلس الشيوخ من خلال الممر المؤدي إلى بوفيه المجلسين من البهو ، هجم عليه الشاب محمود العيسوى ، وأطلق عليه النيران ، انتقاما لسقوط حسن ألبنا مؤسس جماعة الإخوان ، في انتخابات الدائرة بالإسماعيلية .
اعتقال قيادات الجماعة
بعد اغتيال احمد ماهر باشا ، اعتقلت السلطات المصرية كل من حسن البنا وأحمد السكرى وعبد الحكيم عابدين وعدد من قيادات وشباب الجماعة الإرهابية ، بعد وجود دلائل تؤكد إن العيسوي عضوا في الجماعة ، لكن بعد أيام قليلة ، أفرج عن قيادات الجماعة وشبابها ، حيث اعترف العيسوي بأنه ينتمي للحزب الوطني ولم يعترف على أي عضو في الجماعة في اغتيال احمد ماهر باشا .
شهادة الشيخ احمد حسن الباقوري
وقال الشيخ احمد حسن الباقوري من علماء الأزهر في مذاكراته والتي عنونها باسم " بقايا ذكريات " :" وأما النظام الخاص فلم يكن المنتسبون إليه معروفين إلا في دائرة ضيقة وقد كان لهؤلاء اجتماعاتهم الخاصة بهم، وربما كانوا يعملون في جهات مختلفة يجهل بعضها بعضا جهلا شديدا ومن سوء حظ الدعوة أن هذا النظام الخاص رأى أن ينتقم لإسقاط المرشد في الانتخابات بدائرة الإسماعيلية وكان من أشد المتحمسين لفك لفكرة الانتقام محام شاب يتمرن على المحاماة في مكتب الأستاذ عبد المقصود متولى، الذي كان علما من أعلام الحزب الوطني وهذا المحامى الشاب هو محمود العيسوي فما أعلنت حكومة الدكتور أحمد ماهر باشا الحرب على دول المحور لكي تتمكن مصر، بهذا الإعلان، من أن تمثل في مؤتمر الصلح إذا انتصرت الديمقراطية على النازية والفاشية رأى النظام الخاص أن هذه فرصة سنحت للانتقام من رئيس الحكومة، ووجه محمود العيسوي إلى الاعتداء على المرحوم أحمد ماهر باشا، فاعتدى عليه في البرلمان بطلقات سلبته حياته التي وهبها لمصر منذ عرف الوطنية رحمه الله رحمة واسعة .
إعدام العيسوي
عندما سئل الحراس محمود العيسوي عما يطلبه قبل إعدامه عام 1945 قال :" أريد أن أتوضأ واصلي الصبح ، وقبل وضع الطاقية السوداء على وجهه قال :" لا يهمني إلا حكم التاريخ .