القديس ميخائيل البحيري.. تلميذ الأنبا إبرآم وصديق الوحوش (بروفايل)
نعيم يوسف
٤٣:
٠٨
م +02:00 EET
السبت ٢٣ فبراير ٢٠١٩
السماء أرسلت له تعزيات بعد وفاة والده.. وتتلمذ على يد آباء روحيين عظام
كتب - نعيم يوسف
ترأس كل من: الأنبا كيرلس أسقف نجع حمادي و الأنبا غبريال أسقف بني سويف والأنبا كاراس أسقف المحلة الكبرى و الأنبا بيجول أسقف ورئيس دير السيدة العذراء المحرق بأسيوط والأنبا ميخائيل الأسقف العام لحدائق القبة، صلاة القداس الإلهي، اليوم السبت، في دير السيدة العذراء بأسيوط، احتفالا بعيد القديس القمص ميخائيل البحيري تلميذ القديس العظيم الأنبا أبرام أسقف الفيوم والجيزة، حيث شارك في الاحتفال عدد كبير من أباء رهبان دير المحرق ومحبي القديس وبحضور المئات من محبي القديس العظيم وتم خلال القداس تطيب جسد القديس ميخائيل البحيري.
البداية من محافظة المنيا
ولد القديس ميخائيل البحيري، في مركز مغاغة بمحافظة المنيا، عام 1848، وتوفى والده عندما كان في سن الـ12 من عمره، وتوفت والدته عندما بلغ سن الـ16.
تجربة .. وتعزية
رغم قسوة تجربة انتقال والده في سن صغير، إلا أن السماء أرسلت له تعزية خاصة، حيث يروي ذلك قائلا: "بعد نياحة والدي أخذني أقاربي إلى أحد البيوت المجاورة خوفًا من أثر البكاء علي صحتي. وبينما أنا جالس في عزلتي علي سطح المنزل إذ بي أري والدي صاعدًا إلى السماء، محاطًا بالملائكة النورانيين، فعرفته وناديته: "يا أبي، يا أبي". فقالت لي الملائكة: أطلب لكي تكون آخرتك كآخرته"، ثم اختفوا عني".
أباء روحيين
تأثر بأحد الرهبان الذي كان يزرو قريتهم باستمرار، وذهب إلى دير السيدة العذراء "المحرق"، عندما بلغ سن 20 سنة، وكان القمص بولس الدلجاوي (الأنبا إبرآم، أسقف الفيوم فيما بعد)، رئيسا لدير، فتعلم على يده، وعاش بمنهجه، وخلال هذه الفترة درب نفسه على تجليد الكتب، فجلد الكتب القديمة بمكتبة الدير لصيانتها، وقد دفعه تجليد الكتب إلى قراءتها، كما تتلمذ أيضا على يدي القمص صليب العلواني، وبعدها تمت سيامته قسًا علي يدي الأنبا أثناسيوس أسقف صنبو وديروط.
أزمة الأنبا إبرآم
في الأزمة الشديدة التي تعرض لها القمص بولس الدلجاوي، وتم طرده من الدير، وعزله من منصبه، طلبوا من القمص ميخائيل مرافقته، ولكن "الدلجاوي"، رفض وقال لهم "لا تحرموا المجمع من وجود رجال الله، لئلا يكون محاطًا بالغضب الإلهي"، فحزن "البحيري" كثيرًا بسبب مفارقتهم، ولاقى مضايقات كثيرة ولكنه تحمل، ورغم كل ذلك لم يفقد هذا القديس سلامه ولا فرحه الداخلي وسط كل المتاعب، بل هذه كلها كانت تدفعه للجهاد الروحي ليسند الكثيرين.
صديق الوحوش
اشتهر القديس بمؤانسة الوحوش، ويروى عنه أنه في سن الـ15 كان يعمل في إنشاء الطرق والجسور، وأثناء عودته إلى بلده ليلًا، ظهرت ضبعتان فجأة فخاف زميله الذي كان معه، فقال له: "لا تخف، فإنهما كلبان أليفان"، وفوجئ الزميل بالضبعين يقتربان من القديس، وكان يداعبهما كما لو كانا كلبين إليفين، وإذ اقترب من القرية اشتمت الكلاب رائحة الضبعين فصارت تنبح مما أزعج القرية وظن أهل القرية أن لصوصًا قد اقتربوا من القرية، فخرجوا من منازلهم حاملين أسلحة، وفوجئوا بهذا المنظر، كما اشتهر القديس أيضا بجملة: "اذهب يا مبارك" كلما دخل أحد الرهبان إلى قلايته. ولم يعرف أحد سرّ هذه العبارة حتى أصر أحد أولاده الروحيين أن يعرف السًر، فبكي القديس، ونادي قائلا: "تعال يا مبارك"؛ عليك ألا تخف يا ابني. وإذ بثعبان ضخم يبلغ طوله ما يقرب من مترين، خرج من وراء "النملية" (دولاب الطعام). وقال له القديس: "هذا هو صديقي، يشاركني طعامي، واستلذ النوم فوق طيات جسمه إذ أضع رأسي عليه.
نهاية رحلة
هذا، وتوفى القديس بعد حياة مليئة بالجهاد الروحي، في 23 فبراير عام 1922، ويقال إن الثعبان ترك القلاية وخرج حزينًا يتلوى حتى مات.
الكلمات المتعلقة