قصة الراهبين اشعيا وفلتاؤوس من جنبات الدير لحبل المشنقة.. محاولات سابقة للقتل نجحت في المرة الثالثة!
أماني موسى
السبت ٢٣ فبراير ٢٠١٩
كتبت – أماني موسى
بعد مرور نحو 7 أشهر على واقعة مقتل الأنبا أبيفانيوس، أسقف ورئيس دير أبو مقار، قضت محكمة جنايات دمنهور، المنعقدة بمحكمة إيتاي البارود الابتدائية، اليوم السبت، بإحالة أوراق كل من وائل سعد تواضروس، المعروف باسم أشعياء المقاري سابقًا، والراهب فلتاؤس المقاري، إلى فضيلة المفتي للنظر في الحكم عليهما بالإعدام شنقًا، في قضية قتل الأنبا "أبيفانيوس".
جلسة 24 أبريل للنطق بالحكم
وتم تحديد جلسة 24 أبريل المقبل للنطق بالحكم... نورد بالسطور المقبلة أبرز ما دار في هذه الواقعة من اعترافات للرهبان بداية من مقتل الأسقف وصولاً لحبل المشنقة.
النيابة تفحص أداة الجريمة والهواتف المحمولة الخاصة بالراهبين
وكانت هيئة المحكمة نظرت القضية على مدار عدة جلسات سابقة، استمعت خلالها لشهادة شهود الإثبات والنفي، من ضباط المباحث والرهبان، بالإضافة إلى أقوال المتهمين في القضية، والطبيبين الشرعيين.
تحقيقات النيابة تكشف قيام الراهب إشعياء بقتل الأنبا أبيفانيوس
وتم فحص أداة الجريمة والهواتف المحمولة الخاصة بالراهبين، وطالبت النيابة توقيع أقصى عقوبة على المتهمين لقيامها بمقتل الأسقف مع سبق الإصرار والترصد.
وقد كشفت تحقيقات النيابة عن ارتكاب الراهب إشعياء جريمة قتل رئيس دير الأنبا مقار، الذي عثر على جثته داخل الدير أمام قلايته، مسجى في دمه، بمساعدة صديقه الراهب فلتاؤس المقارى.
مقتل رئيس الدير
في صباح يوم 29 يوليو 2018، وبينما يتجه الرهبان في منتصف الليل للتسبحة والصلاة في الكنيسة، وجد أحد الرهبان أثناء سيره في هذا الممر المظلم اصطدم بقدم أحد الأشخاص، فاستعان بعدد من الرهبان المقيمين بالدير.
الكنيسة تعلن تجريد الراهب أشعيا المقاري
عقب مقتل الأنبا أبيفانيوس، انعقد المجمع المقدس وأتخذ عدة قرارات أبرزها تجريد الراهب أشعيا المقاري وإعادته إلى كونه مدنيًا باسمه وائل سعد تواضروس.
اتهامات لأشعيا المقاري وتصرفات لا تليق بالسلوك الرهباني
وجاء فى نص بيان الكنيسة آنذاك: "بعد التحقيق الرهبانى بواسطة لجنة خاصة مشكلة من اللجنة المجمعية لشئون الرهبنة والأديرة، مع الراهب أشعياء المقارى بخصوص الاتهامات والتصرفات التى صدرت عنه والتى لا تليق بالسلوك الرهبانى والحياة الديرية والالتزام بمبادئ ونذور الرهبنة من الفقر الاختيارى والطاعة والعفة، تقرر الآتى:
- تجريد الراهب المذكور وطرده من مجمع دير القديس العظيم مكاريوس الكبير بوادى النطرون.
- عودته إلى اسمه العلمانى وائل سعد تاوضروس وعدم انتسابه إلى الرهبنة
- حثه على التوبة وإصلاح حياته من أجل خلاصه وأبديته.
وتابع البيان: "إذ ندعو جموع الأقباط إلى الحفاظ على نقاوة الرهبنة القبطية بتاريخها المجيد، وحياة الأباء الرهبان التى اختاروها بأنفسهم، وتركوا العالم طلباً للهدوء والتوبة وخلاص النفس، لذا نرجو من الجميع عدم تعدى الحدود الواجبة فى المعاملات والعلاقات، والالتزام بالتعليمات التى تصدرها الأديرة فى الزيارات والخلوات، وعلى ابن الطاعة تحل البركة".
الراهب فلتاؤوس المقاري يحاول الانتحار
عقب تصاعد الأحداث واتخاذ إجراءات قضائية بشأن الراهب أشعيا المقاري، حاول الراهب "فلتاؤس المقاري"، الانتحار بقطع شريان يده، وإلقاء نفسه من أعلى مبنى مرتفع بالدير، لكنه نجا من محاولة الانتحار.
الأنبا أبيفانيوس مسجى في دمه والمخ خارج الرأس
وبعدها تبين أن هذا الشخص هو الأنبا أبيفانيوس، مسجى على جهه غارقًا في دمائه وبحسب التحقيقات وفيديو الجريمة، خروج المخ من الرأس، ما يعكس أنه ضُرب أسفل رأسه بألة حادة.
قام الراهب بسرعة إخطار الشرطة، الذين انتقلوا برفقة رجال المباحث والنيابة العامة لمكان الواقعة لمعاينة مسرح الجريمة!
تفريغ الكاميرات تحت إشراف مكتب النائب العام تبين وقوع الجريمة بعد 100 متر من قلاية رئيس الدير
عقب وصول رجال الشرطة، أخطر اللواء علاء عبدالفتاح مدير أمن البحيرة، المستشار أحمد حامد المحامي العام الأول لنيابات جنوب البحيرة، وتم التحفظ على كاميرات الكنيسة والدير لفحصها.
بيّنت الكاميرات أثناء تفريغها تحت إشراف مكتب النائب العام، أن الأنبا أبيفانيوس، المجني عليه تحرك من المكان الذي يقيم فيه داخل الدير، والمكون من 4 طوابق، في تمام الرابعة فجرًا، وعقب تحركه بقرابة 100 متر وقعت الجريمة، والصدفة هي التي كشفت عنها، حيث اصطدم أحد الرهبان بالجثة في أثناء سيره، ولم يكن يعلم أن المجني عليه هو الأنبا أبيفانيوس.
تقرير الطب الشرعي: استخدام ألة حادة هشمت الرأس وأخرجت جزء من المخ
بدورها قامت النيابة باتخاذ قرار بعرض الجثة على الطب الشرعي لتشريحها وتبين أسباب الوفاة، وجاء التقرير المبدئي أن سبب الوفاة التعدي على الضحية بآلة حادة، أحدثت تهشمًا في مؤخرة الرأس وخروج أجزاء من المخ على الأرض.
فيما تم استجواب عدة شهود من الرهبان والعمال، الذين أدلوا بشهاداتهم أمام المحكمة.
الراهب المشلوح يعترف بارتكاب الجريمة ويكشف عن أداة القتل
في منتصف أغسطس، قررت نيابة استئناف الإسكندرية، حبس الراهب المشلوح أشعياء المقاري، 4 أيام على ذمة التحقيقات، ووجهت النيابة العامة لوائل سعد تهم قتل الأنبا إبيفانيوس، واعترف المتهم أمام فريق البحث الجنائي برئاسة اللواء خالد عبد الحميد وكيل مباحث الوزارة بجريمته، وأرشد عن أداة الجريمة، وهي آلة حادة عثر عليها بمخزن للخردة بالدير.
محامي الراهب المشلوح يؤكد وجود خلافات بين المتهم والأنبا أبيفانيوس
ثم تراجع الراهب عن اعترافاته، وقال أنه اعترف تحت ضغط.
من جانبه قال إيهاب سدرة، أن الاتهام بقتل رئيس الدير، طال 5 أشخاص بالدير، لديهم مشاكل مع رئيس الدير، جرى توجيه الاتهام لاثنين فقط منهم، ما يؤكد حقيقة ما أثير حول خلافات سابقة للمتهم مع الأنبا أبيفانيوس، وقد حذره رئيس الدير طالبًا إياه أن يتراجع عن سلوكياته الخاطئة بحق الرهبنة والدير، وفق شهادة الشهود.
أشعيا يعترف على فلتاؤوس بمشاركته الجريمة والأخير: حاولت الانتحار خوفًا
جدير بالذكر أن الراهب أشعيا اعترف عقب وقوع الجريمة، أنه ارتكبها بمساعدة الراهب فلتاؤس المقارى، واسمه العلمانى ريمون رسمى منصور (33 سنة)، وبتوجه النيابة لمعرفة أقواله عقب اعتراف الراهب المشلوح بأنه شاركه بالجريمة، قال ريمون أنه شارك سعد تواضروس في الجريمة، وحاول الانتحار مرتين خوفًا من افتضاح أمره.
النيابة تؤكد استحالة دخول أغراب إلى الدير
البعض يميل لترويج أن قاتل الأسقف من خارج الدير، لكن النيابة أكدت استحالة هذه الفرضية، ودخول أغراب إلى الدير.
حيث قال المستشار محمد مصطفى، رئيس نيابة استئناف الإسكندرية، والذى كان يحقق في قضية مقتل الأنبا إبيفانيوس، باستحالة دخول غرباء من خارج الدير إلى مكان الجريمة، إذ يبلغ إرتفاع السور الخارجى الذي يصل إلى 9 أمتار، بالإضافة إلى وجود 3 أسوار حتى الوصول إلى سكن الرهبان الذي يبعد 4 كيلو متر عن السور الخارجى!
الراهب في إحدى الجلسات: "أنا بتاع ستات لكن مقتلش"
في مشهد لا ينساه كثيرون، بكى الراهب المشلوح أشعيا، قائلاً: أنه تعرض لضغوط وإكراه نفسى لإجباره على الإعتراف بالقتل، وتابع في حديثه الباكي: "قلت للضابط أنا بتاع ستات، ولكن ما اقتلش".
أوراق القضية تحوي ما نعف عن ذكره
وقال المستشار محمد مصطفى، رئيس نيابة استئناف الإسكندرية، الذى كان يحقق في قضية مقتل الأنبا إبيفانيوس، إن أوراق الدعوى تحوى بين جنباتها ما تعف النيابة عن ذكره علنًا.
محاولتين سابقتين للقتل
وأضاف أن المتهمين توجها فجرًا مرتين لإنتظار المجنى عليه لقتله، لكنهما لم يتمكنا لأسباب لا دخل لهما بها وهى أن المجنى عليه استيقظ مبكرًا في المرة الأولى، ولم يذهب في المرة الثانية، ولكنهما كررا المحاولة للمرة الثالثة، وانهال عليه ضربًا حتى سقط مدرجًا في دمائه.
وأضاف رئيس النيابة، لم يشفع للمجنى عليه عند المتهم كبر سنه ووهن عظمه وطيبته، كما لم يقم المتهم الثانى بمنع صديقه من إرتكاب الجريمة، ووافقه على جميع أفعاله، وهو ما أدى إلى تهشم جمجمة المجنى عليه وقطع فروة الرأس وخروج أجزاء من المخ، وساهم في ذلك ثقل أداة الجريمة والقوة الجسمانية للمتهم الأول، وتحققا من موته بلا شفقة ولا رحمة وفاضت الروح إلى بارئها شاكية له ما حدث.