الأقباط متحدون | ألطف الكائنات
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠٨:٥٦ | الخميس ٢٢ سبتمبر ٢٠١١ | ١١ توت ١٧٢٨ ش | العدد ٢٥٢٤ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

ألطف الكائنات

الخميس ٢٢ سبتمبر ٢٠١١ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم: مينا ملاك عازر 
 
ليس صحيحًا أن البنات هن ألطف الكائنات، وإنما الشعب المصري هو ألطف الكائنات وأهداهم.. حاتقول لي: "طب إزاي ثار"؟؟. حاقول لك: إنه ينطبق عليه المثل القائل "إتق شر الحليم إذا غضب"، وثورة الغضوب بعد الحلم ثورة لا تصد ولا ترد، ولكن الحليم قد يضحكون عليه ويفهمونه أنه حصلت ثورة، وإنما في الحقيقة ما جرى لا يزيد عن كونه حلم ثوري رأى النور لأيام، وظل يعاني من المخاض لشهور..
 
والمخاض لا تعرف ألمه إلا المرأة مهما وصفته، والأمة إذا حكمها عسكر في فترة انتقالية لينقلونها للحلم الديمقراطي. ويزيد من حدة المخاض وألمه أن الشعب المصري شعب من ألطف الكائنات، بل هو ألطف الكائنات.. ليس حادًا ولا حاميًا.. هادئ.. فما إن ثار حتى هدأ.. ويبقى هادئًا فترة قد تطول أو تقصر، وإنما يبقى هادئًا مهما رأى من أمور تثير!!.
 
وما جرى على أعتاب السفارة الإسرائيلية ليس ثورة.. وما جرى في الجُمعات المليونية ليس ثورة.. وإنما هو صراخ الجنين الذي يريد الخروج، قل خبطاته في ظهر الوطن، ولكن الطلق ما جاشي. وكل هذا لا يقلقني، لكن ما يقلقني حقًا أمران: إما إجهاض الحمل، أو أن يكون الحمل كاذب. وتبقى دي المصيبة الكبيرة. فتبقى "مصر" في حالة مخاضها الثوري، وهي لا حامل ولا يحزنون، وبالتالي تبقى الثورة في طي الكتمان، ولا نرى منها إلا تغيير الرؤوس، وتبقى الذيول تلعب!!.
 
وحينها يكون ما جرى لا يزيد عن كونه "كمادات" لمريض حرارته عالية، فخفضناها بكمادات أو مسكنات، والمرض الأساسي المتسبب في رفع درجة الحرارة قائم كما هو. المصيبة الكبيرة أن يكون ما يجري هو استبدال مرض بمرض.. استبدال نظام ديكتاتوري بآخر أكثر ديكتاتورية وإقصائية واستبدادية، من باب العقاب لذلك الشعب الذي قرَّر فجأة التخلي عن لطافته، وقرَّر أن يثور. فاختار القائمون على شئونه أن يقدِّموا له السم في العسل؛ عقابًا له عما اقترفه من ثورة، حتى يبقى أبد الدهر تحت سيطرة النظام المقبل الذي يُحيك ويدبّر كيف ومتى يفز على السطح ويركب هذا الشعب، الذي سيكون قد كلَّ أو ملَّ أو إنهدَّ أو هبط وعاد لطبيعته الهادئة المسالمة الخاضعة، بل سيكون أكثر خضوعًا، فمادمت ستضع له الله في أي جملة مفيدة تقولها له، لن يخالفك ولن يعارضك، ولن يقول لك أنت كذاب أو ارحل.
 
المختصر المفيد، ارحلوا.. 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :