بقلم: عزة صبحي
على اعتبار أنه مواطن عادى مثله مثل غيره من حقه أن يفكر ويكتب ويعبر ، من حقه أن يرتب الاوراق ويفتح الابواب ، تصور مايكل أن الثورة قد قامت والحقوق قد ظهرت وبانت والديمقراطية ملأت الدنيا وغرقت الناس فيها وعامت فعبر عن رأيه بكل بساطة والتى من الجائز أن نراها "عباطة" لأنه تناسى من هو وما اسمه وأين يعيش . ولأن الناس درجات ، والمجتمع لا يفرق بين هذا وذاك ، مسلم او مسيحى او غيره من الديانات ، خرج الكثير من سجناء الرأى الذين تمت محاكمتهم عسكريا من السجن بعد مايكل نبيل سند أول سجين للرأى بعد الثورة ، وإن كان هو الاقدم وبالأولى أن يخرج هو اولا ً حتى ولو بالاقدمية على طريقة المصالح الحكومية . مايكل الذى لا زال يعانى آلام السجن ويضرب عن الطعام والماء والدواء وربما يقترب من الموت يتمسكون به داخل السجن تمسكا ً كبيرًا حرصًا على رعايته الرعاية الكاملة حتى الموت حتى لا يتهم أحدا بالتقصير من جانبه .
ربما اعتقد مايكل أن الناس بعد الثورة تغيرت فجأة وحلت عليها جميعا ثقافة جديدة ، " ثقافة اللا تمييز " والحرية الكاملة للتعبير عن الرأى دون خوف أو قيود وقبول الرأى والرأى الآخر والديمقراطية اللا محدودة وكأن وحيا ً إلهيا ً نزل على الناس جميعا ً فتغيروا فجأة بمجرد نزول وحى الثورة عليهم فى نفس الوقت .
ولكن من المؤكد أن مايكل " مخه تعبه " لأنه أرهقه بالتفكير وأتعب حاله وأخذ يبحث ويدون فى مدونة لا أعلم كيف تم العثور عليها فى زحام عالم المدونات والمدونين على الانترنت وإن كنت أحسده على هذا الأمر فأنا شخصيا لدى مدونتى التى أشك ان كان احد يزورها غير اصدقائى المقربين وربما للمجاملة ، ولكنى اعترف انى لا استخدم عقلى كثيرا مثله والحمدلله وما اكتبه من خواطر أو أشعار لا يهم أحد فى شىء . ولأن أصحاب العقول عمرهم ما يبقوا فى راحة أؤمن كل الإيمان ببيت الشعر القائل:
" ذو العقل يشقى فى النعيم بعقله ......... وأخو الجهالة فى الشقاوة ينعم "......صدق المتنبى "الله يرحمه " لأنه بالفعل على الإنسان ألا يستخدم عقله كثيرا ولا يرهقه فى التفكير ، وعليه أن يعيش حمارا ً حتى يموت مستوراً لأن العقل بالتجربة العملية أثبت انه " بيودى فى ستينن داهية " هذه دعوة عامة لعدم التفكير وإرهاق العقل بما لا يفيد إلا فى إدخال السجون والعاقبة عندكم فى المسرات فى مهرجان السجن للجميع .