قصة حفر قناة السويس
مقالات مختارة | وسيم السيسي
السبت ٢٣ فبراير ٢٠١٩
وسيم السيسي
بدعوة كريمة من الدكتورة إيناس عبدالدايم، وزيرة الثقافة، للذهاب لباريس لإلقاء محاضرة بعنوان story of the suez canal، أى قصة قناة السويس، ومقر المحاضرة فى المركز الثقافى المصرى بباريس بمناسبة مرور مائة وخمسين عاماً على حفر قناة السويس.
استقبلتنى الدكتورة الرائعة نيفين خالد فى مطار شارل ديجول وصحبتنى فى سيارة السفارة المصرية حتى المركز الثقافى المصرى، سألتها عن السائق عم محمد النوبى: هل يعمل معك؟!، ضحكت وقالت: بل نحن الذين نعمل معه!، إنه يعمل فى سفارتنا منذ 1984!!. كان جمهور المحاضرة غفيراً، معظمهم من الفرنسيين، كانت المحاضرة بالإنجليزية، ولكن كان هناك من يترجم لهم بالفرنسية. حدثتهم عن سنوسرت الثالث وكيف أنه أول من قام بحفر هذه القناة، وسميت بقناة سيزوستريس، وفيها أوصل البحر الأبيض بالأحمر بالنيل «فرع البيلوزيم». وكان ذلك 1869 ق.م! وبعد 60 عاماً، أعاد سيتى الأول حفرها، جدير بالذكر أن سيتى الأول والد الملك العظيم رمسيس الثانى الأسرة 19.
ومرت الأيام وجاء نكاو الثانى «الأسرة 26» وأراد إعادة حفرها بعد أن غطتها الرمال، ولكن قارئة المستقبل ميليت حذرته من مطامع الدول الأخرى فيها.. فتوقف عن استكمال حفرها.
جاء الإسكندر الأكبر وأمر بإعادة حفرها ولكنه مات صغيراً، وجاء بطليموس الثانى فأتم حفرها. وفى 117م أمر الإمبراطور الرومانى تراجان بحفرها، ولكنه مات! فأتم حفرها هادريان 122م. ثم جاء الخليفة عمر بن الخطاب وأمر بحفرها، فكانت قناة أمير المؤمنين.
وأخيراً جاء ديليسبس وكان صديقاً لسعيد باشا، وبدأ حفر قناة السويس، وسميت بقناة السويس لأن الحفر بدأ عند السويس. مات سعيد باشا، فتولى من بعده الخديو إسماعيل، الذى تم الافتتاح الأسطورى فى عصره.
كان من أهم المدعوين الإمبراطورة أوجينى، وقصة حبهما معروفة، وكانت سببا من أسباب إفلاس الخزانة المصرية، فقد جاءت وعاشت معه شهراً تكلف مليون جنيه ذهباً، وغرفة نوم من الذهب، وكان الافتتاح الأسطورى فى 17 نوفمبر 1869.
كان من أعظم ثمار الحملة الفرنسية- بالرغم من أنها كانت حملة احتلالية، وقد كان مع نابليون بونابرت 160 مائة وستون عالماً، وأول مطبعة دخلت مصر- كتاب وصف مصر.
ليس هذا فقط، بل غيرت الحملة مفهوم المواطنة إلى: «حادثة الميلاد» فى بلدك.. لك كل الحقوق وعليك نفس الواجبات كأى إنسان آخر بغض النظر عن العرق أو الدين أو القرب من الحاكم، أو القوة المالية.
وأخيراً- شامبليون الذى فك رموز كتابتنا الهيروغليفية، فعرفنا أننا نملك أعظم تاريخ وأعظم حضارة.
ختمت محاضرتى بكلمات شامبليون الرائعة:
يتداعى الخيال ويسقط بلا حراك تحت أقدام الحضارة المصرية القديمة.
نقلا عن المصرى اليوم