يوتوبيا
عبد المنعم بدوي
١٢:
٠٣
م +02:00 EET
الخميس ٢١ فبراير ٢٠١٩
عبد المنعم بدوى
يوتوبيا
أهدانى صديقى المهندس / عزت بولس رئيس تحرير موقع ألأقباط متحدون نسخه من رواية الكاتب المبدع " أحمد خالد توفيق " ــ يوتوبيا ــ ، ولأنه كثيرا من الحب ما قتل ، فالروايه شبيه بقنبلة يدويه ، ضربنى كلامها فى وجهى بشده ... الكلام مشحون بالكهرباء ... لم أستطع تركها دون أن أصل الى أخر كلمة منها ، وفى أعصابى خور وتوتر عميق .
يوتوبيا ــ مكان تخيلى وكذلك الشخصيات التى تعيش فيها ــ لكن المؤلف يدرك يقينا أن هذا المكان سيكون موجودا بالتأكيد عما قريب ، كتبت هذه الروايه وطرحت فى السوق عام 2008 ، وكأن المؤلف " رحمه الله " مثل زرقاء اليمامه توقع أحداثها وأستشرف المستقبل .
يوتوبيا ــ هى الكامبوند أو المستعمره أو المنتجع أو المدينه الأداريه الجديده ــ المنعزله التى كونها وأنشأها الأثرياء ليحموا أنفسهم من بحر الفقر الغاضب بالخارج ، وأصبحت تحتوى على كل شيىء يريدونه ، بواباتها وأسوارها عملاقه ، السلك مكهرب ، أحيانا يحاول أحد الفقراء التسلل للداخل من دون تصريح ، فتلاحقه طائره هليكوبتر تقتله ... فيها منطقة حدائق ، ومنطقة مدارس ، ومنطقة دور العباده ( مسجد وكنيسه ) ، ومنطقة المولات ، ومنطقة القصور ، ثم المطار الداخلى ... هناك مطار داخل أسوار المدينه حتى لايضطر سكان يوتوبيا للخروج منها عند السفر للخارج .
وخارج المدينه لايوجد ألا الفقر والوجوه الشاحبه التى تطل منها عيون جاحظه جوعى متوحشه ، الناس فقدت القدره على الغضب ... هم كالخراف يهتاجون أحيانا بلا سبب ، رائحة ثيابهم كريهه ، تشتم فى شوارعهم روائح غريبه من المأكولات والوحل والفضلات البشريه ... منذ ثلاثون عاما كان هؤلاء ينالون بعض الحقوق ، أما اليوم فهم منسيون تماما حتى الماء والكهرباء أصبح الحصول عليها أما عن طريق مولد أو حفر بئر ... أكلهم أصبح أرجل الدجاج والرؤوس والأجنحه ، حتى عربات المترو أصبحت خربه كوحوش جامده حيث لم تعد هناك صيانه ، ولم تعد هناك كهرباء .
يختتم المؤلف الروايه بقصيدة الشاعر عبد الرحمن الأبنودى :
أحنا شعبين ... شعبين ... شعبين
شوف الأول فين ، والتانى فين ؟
وأدى الخط مابين الأتنين
أنتم بعتم الأرض بناسها .. بفاسها
فى ميدان الدنبا فكيتوا لباسها
أحنا ولاد الكلب الشعب
والمضروب ببوز الجزمه وبسن الكعب
منك لله ياعزت بك ... وجعتلى بطنى ... أنا عملتلك أيه ؟؟؟