فى مثل هذا اليوم.. المملكة المتحدة تنهي حمايتها التي فرضتها على مصر عام 1914
سامح جميل
الخميس ٢١ فبراير ٢٠١٩
فى مثل هذا اليوم 21 فبراير1922م..
فى أعقاب اندلاع الحرب العالمية الأولى، قامت بريطانيا بخلع الخديوى عباس حلمى الثانى (ابن الخديوى توفيق)، والذى كان يحكم مصر بدءًا من 8 يناير 1892، ونصبت بدلًا منه عمه حسين كامل (ابن الخديوى إسماعيل المولود عام 1853)، ثم أعلنت وضع مصر تحت حمايتها، وإنهاء السيادة العثمانية عليها، فى مثل هذا اليوم من عام 1914، وأصبح اللقب الرسمى لحاكم مصر "السلطان" كتأكيد لخروجها من السيادة العثمانية.
وعندما اندلعت ثورة 1919 بدأت بريطانيا تشعر بكراهية المصريين لسيادتها وفكرت في علاج الموقف بإرسال لجنة إلى مصر للتهدئة برئاسة اللورد ملنر وزير المستعمرات.
اندلعت المظاهرات في مصر للاحتجاج على اللجنة، وأعلن المصريون مقاطعتها وساندهم الأزهر في ذلك.
وصلت اللجنة إلى مصر وقضت فيها ثلاثة أشهر تدرس الأحوال وأسباب الثورة إلا أنها واجهت معارضة شديدة من طبقات الأمة وقامت الصحف الوطنية بإثارة عواطف الناس ضدها، واتفق معظم كتاب مصر على تفويض سعد زغلول بالحديث نيابة عن الشعب بباريس في المطالبة بالاستقلال كما طالبوا اللجنة بمفاوضته.
لكن عادت اللجنة إلى لندن دون أن تصل إلى شيء، واقترح ملنر على الخارجية البريطانية استمالة المصريين بإعطائهم نوعا من الحكم الذاتي والاستقلال الداخلي، وبِناء عليه أرسل ملنر إلى الوفد المصري الموجود في باريس الحضور إلى لندن للتفاوض واستجاب الوفد الذي حاول المواءمة بين الاستقلال ورعاية المصالح البريطانية، وظهرت نية الإنجليز في البحث عن أن يستبدلوا بالحماية الصريحة حماية مقنعة تحت اسم التحالف بين البلدين.
تقدم ملنر بمشروع معاهدة إلى الوفد المصري لم يتضمن الاعتراف باستقلال مصر، فطالب الوفد بإلغاء الحماية، وأبلغت بريطانيا الملك فؤاد في 26 فبراير 1922 بتفويض وفد رسمي للمفاوضات فاختار عدلي يكن لتأليف وزارة جديدة ورئاسة الوفد المصري إلى لندن وفشلت معه المفاوضات أيضا وانتهى الأمر بصدور تصريح 28 فبراير1922..
ينص التصريح على إنهاء الحماية وتصبح مصر ذات سيادة على أن تحتفظ بريطانيا بتولي أربعة أمور هي تأمين مواصلات امبراطوريتها في مصر والدفاع عن مصر ضد أي تدخل أجنبي وحماية الأقليات وإدارة السودان..!!