الداعية.. والإرهاب!
مقالات مختارة | نيوتن
الاربعاء ٢٠ فبراير ٢٠١٩
لا نستطيع اعتبار يوسف القرضاوى داعية. فهو يعيد تدوير الماضى. لا نستطيع أن نقول على الشيخ الشعراوى داعية. خواطره تضمنت تفسيرات جاءت من قبله. حتى لو أعاد صياغتها بطريقته الجذابة.
الداعية هو من يدعو إلى جديد. بمفهوم جديد. يتقبله العقل. لا مجرد أن يتلقنه حتى لو خاصم المنطق أو جافاه.
أما إذا كان المتلقى مستسلما لما يمليه عليه الآخرون. فقد عطّل نعمة كبرى من نعم الله. وهى إعمال عقله بالتفكير فيما يسمعه وفيما يُطرح عليه.
حتى القرآنىُّ الذى لا يعترف بالحديث أو السنة. لا يمكن أن نعتبره داعية. لأنه يأخذ بالأحوط، ويتمسك بنص القرآن كما يفسره هو. ويتشكك فى الروايات غير المؤكدة. التى عادة ما تحمل معانٍ تخالف الفطرة.
الداعية قد نراه فى شخص، مثل جمال البنا بكل ما جاء به. بكل الخلفية العلمية والفقهية التى لديه. جاء بجديد فى كل تفسير. مع ذلك لقى فى حياته تجاهلًا كاملًا جاءه من الجاهلين.
الداعية فى شكله الحديث قد يتحقق فى مجتهدين، مثل إبراهيم عيسى أو خالد منتصر.
محاولات التفسير القديمة، التى لم يطلْها العقل بالتطوير تلقفتها بؤر تابعة ومستسلمة لما أتى به الآخرون، دون اجتهاد أو تفكير. فأراحوا، واستراحوا.
مَن تطرف مِن هؤلاء هو المؤهل لِأن يكون إرهابيًا. مثلما نرى كل يوم.
الإرهاب لن نجده فقط فى فوهة مدفع أو حزام ناسف. بل سنجده متجذرا فى عقول تيبست عند تفسير بدائى لآيات الذكر الحكيم.
توقفوا عند تفسيرهم «وليضربن بخمرهن على جيوبهن» (من الآية 31 من سورة النور) فساروا وراء تفسيرٍ جاء من اجتهاد الآحاد.
حتى جاء يوم طال التفسير سورةَ الفاتحة نفسها. حين توقفوا عند تفسير كلمتى «المغضوب عليهم» و«الضالين»، ولم تلفت نظرهم آية مثل «ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى». «المائدة ٨٢».
لا نتحدث هنا عن مجموعة إرهابيين احتلتهم أفكار شاذة ومنحرفة. نتحدث عن السبب. نحاول أن نصل للمقدمات التى أدت إلى ما نرى من ضحايا وشهداء يسقطون من حولنا كل يوم.
نقلا عن المصرى اليوم