"فيرنر فون براون".. مجرم حرب.. صنع أول صاروخ ينقل أول رائد فضاء إلى القمر.. وكرمه النازيين والأمريكان

"أبو تكنولوجيا الصواريخ الفضائية في الولايات المتحدة".. هو "النازي" الذي لم يعاقبه الحلفاء بعد الحرب العالمية الثانية بسبب علمه.. إنه "فيرنر فون براون"، الذي عمل على برنامج الصواريخ في جبهتين كل منهما عدو للأخر، أولهما ألمانيا النازية في عصر أدولف هتلر، وثانيهما، الولايات المتحدة الأمريكية، وقاد الطرفان حربًا عالمية ضروس، كانت هي "الحرب العالمية الثانية"، إلا أنهما تعاونا مع "فون براون".

 

ولد "فيرنر فون براون"، في 23 مارس، عام 1912، في بلدة ويرزيسك البولندية، من أسرة أرستقراطية، وكان لديه شقيقين آخرين، ووالده موظفًا تحول للعمل في الزراعة، وبعد عامين فقط من مولده اندلعت الحرب العالمية الأولى، والتي انتهت في طفولته أيضا عندما كان لديه ست سنوات.

عندما بلغ عامه الـ13 التحق بالمدرسة الداخلية في مدينة "ايترسبرج"، واستمر فيها لمدة ثلاثة سنوات، ثم انتقل عام 1928 إلى مدرسة هيرمن ليتز الداخلية، وبعد تخرجه وفي بداية شبابه عمل في إصلاح السيارات، وفي عام 1936 انضم إلى الجيش الألماني.

خلال فترة عمله في الجيش الألماني، برع في العمل على المحركات النفاثة لينتقل بعدها بعام واحد إلى مشروع "v-2" وهي اختصار لكلمة ألمانية تعني "سلاح الانتقام"، وهو أول صاروخ باليستي وأول جهاز من صنع البشر يصل إلى مدار كوكب الأرض، ويعتبر أساس كل الصواريخ الحديثة، وتم إطلاق أكثر من 3 آلاف صاروخ منه على قوات الحلفاء ما تسبب في مقتل 7250 شخص، وقد أصبح مدير المشروع عام 1940، واستمر في هذا المنصب طوال فترة الحرب حتى نهايتها، ليس هذا فحسب بل عمل مع "هانز كلينر"، المعروف بحرق جثث الموتى.

بعد انتهاء الحرب، قام دول الحلفاء بمعاقبة رموز النازية ومن عملوا معهم، ولكنهم غضوا الطرف عن "فون براون" حيث شفع له علمه لديهم، وانتقل بعد انتهاء الحرب إلى الولايات المتحدة الأمريكية ليستكمل مشروعه في تطوير مركبات الفضاء، ولكن هذه المرة، مركبات الفضاء الأمريكية.

على الرغم من أن صاروخه النازي الذي قتل الآلاف لم يحقق نجاحًا بالشكل الكافي، إلا أنه أجرى عليه تعديلات عندما سافر للولايات المتحدة، وأصبح أول صاروخ ينقل أول رائد فضاء إلى القمر، وكما عمل مع النازيين والحلفاء، كرمه أيضا الطرفين، حيث حصل على صليب الاستحقاق الحربي من ألمانيا النازية، عام 1944، وحصل على قلادة العلوم الوطنية الأمريكية، عام 1975.

على المستوى الشخصي، تزوج مرة واحدة، وأنجب ولدين وبنت، وتوفي عام 1977، متأثرًا بورم في البنكرياس، وقد وصفوه بأنه أحد أهم شخصيات القرن العشرين ورمزاً لملاحة الفضاء في الغرب، في حين اعتبره أخرون مجرم حرب