الأقباط متحدون - نوال السعداوى القيمة والقامة
  • ١٣:٢١
  • الثلاثاء , ١٩ فبراير ٢٠١٩
English version

نوال السعداوى القيمة والقامة

مقالات مختارة | عزة كامل

٥٥: ١١ ص +02:00 EET

الثلاثاء ١٩ فبراير ٢٠١٩

نوال السعداوى
نوال السعداوى

عزة كامل
«لم نقرأ كلمة واحدة عن مى زيادة فى المدرسة الابتدائية ولا الثانوية، ولا بعد ذلك فى الجامعات، حين حصلت على الشهادة الثانوية وتأهبت لدخول الجامعة نصحنى أبى وأمى بدخول كلية الطب لأصبح طبيبة وليس أديبة، قال أبى: «الأدباء يا ابنتى يدخلون السجون ويموتون فقراء، والأديبات النساء تشوه سمعتهن مثل مى زيادة لا ينلن أى تكريم من أحد، يغدر بهن الوطن والزوج والعائلة والأصدقاء والأحباء والصديقات، يعشن وحيدات ويمتن وحيدات، تعود إلى هذه الذكريات اليوم ١١ فبراير ٢٠١٩ فى عيد ميلاد الأديبة العظيمة مى زيادة»، هكذا عبّرت نوال السعداوى عن مخاوفها فى آخر مقال كتبته فى جريدة «المصرى اليوم» تحت عنوان «مأساة المفكرة المبدعة فى عالم دينى ذكورى»، وأضافت: «وأتوقع أن أموت مثلها وحيدة دون تكريم من أحد، لكنى لن أكون أبدا حزينة أو نادمة، بل فخورة وسعيدة، فالسعادة تنبع من داخلى وأعماقى، ومن أعمالى الإبداعية والفكرية، وليست من الخارج» وبعد هذه المقالة خضعت السعداوى لعملية جراحية فى عينها، وأصبحت مهددة بمزيد من التدهور فى الإبصار، يختزل الجميع نوال السعداوى فى كونها ناشطة نسوية، ذات أفكار جريئة وغريبة، مما عرّضها للاتهام بالكفر وازدراء الأديان، ويتجاهل الجميع أنها مُفَكِرة وأديبة عالمية، لها رصيد فكرى وأدبى متنوع، بين حقول الرواية والمسرحية والقصة القصيرة وأدب الرحلة وأدب السيرة الذاتية وأدب المقالة، ووصلت مؤلفاتها إلى ستين كتابا، وتم ترجمة كثيرِ منها إلى أكثر من أربعين لغة، تُوَزَع فى جميع أنحاء العالم، ربما لأنها تقتحم كل ما هو فى نظر المتشددين محرم ومقدس، تم قولبتها فى هذا الإطار مما جعلها تقول: «جريمتى الكبرى.. أننى امرأة حرّة فى زمن لا يريدون فيه إلا الجوارى والعبيد، ولدت بعقل يفكر فى زمن يحاولون فيه إلغاء العقل». يقولون: «أنت امرأة وحشية وخطيرة.. أنا أتكلم الحقيقة، والحقيقة هى وحشية وخطيرة».

لقد حصلت نوال على العديد من الجوائز الأدبية العالمية والدكتوراة الفخرية من جامعات أوروبا، وأمريكا وآسيا، ورُشِحَت لجائزة نوبل للأدب ثلاث مرات، بالإضافة إلى العديد من الجوائز والأوسمة الشرفية، تقديراً لمجهوداتها وريادتِها ونضالِها من أجل الحرية والعدالة والمساواة وحقوق المرأة، لكن يظل تكريمها فى وطنها شىء واجب، ويفتخر به الوطن، فهى قامة كبيرة شامخة، لنا أن نفخر ونحتفى بها مثلما يفعل العالم كله، ندعو لك نوال بدوام الصحة والعافية لم ولن تكونى وحيدة أبدا.
نقلا عن المصرى اليوم

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع