الأقباط متحدون - الصراع الامريكي الاوربي بين مؤتمري وارسو وميونخ
  • ٢٣:٠٨
  • السبت , ١٦ فبراير ٢٠١٩
English version

الصراع الامريكي الاوربي بين مؤتمري وارسو وميونخ

١٢: ٠٥ م +02:00 EET

السبت ١٦ فبراير ٢٠١٩

مؤتمري وارسو وميونخ
مؤتمري وارسو وميونخ

السيسي في مؤتمر ميونخ يضع رؤية مصرية عصرية للحياد الايجابي
 

سليمان شفيق

في اسبوع واحد انطلقت أعمال مؤتمريين عالميين في وارسو(مقر حلف وارسو القديم ) في اشارة امريكية واضحة للصراع مع روسيا في الحرب الباردة الجديدة ، وكان نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس قد اتهم طهران بالتخطيط لـ"محرقة يهودية جديدة"، بمعارضتها لإسرائيل وأطماعها الإقليمية في سوريا ولبنان والعراق واليمن، وندد اول امس الخميس خلال مؤتمر حول الشرق الأوسط في وارسو بتمسك الأوربيين بالاتفاق النووي، في المؤتمر، دعا وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو إلى عهد جديد من التعاون في الشرق الأوسط وقال إنه لا يمكن لأي دولة أن تظل بمعزل عن التصدي للتحديات الإقليمية مثل إيران وسوريا واليمن والسلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين.


كما دعا نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس الأوروبيين الخميس للانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران المتهمة بزعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط، متوعدا طهران بمزيد من العقوبات، وجاءت هذه التصريحات في كلمة ألقاها في مؤتمر وارسو حول الشرق الأوسط بمشاركة إسرائيل وممثلين لدول عربية،حيث وصف بنس إيران بأنها "الخطر الأكبر" في المنطقة معتبرا أنها تعد "لمحرقة جديدة" بسبب طموحاتها الإقليمية، وفي نفس السياق ندد بنس بمبادرة فرنسا وألمانيا وبريطانيا الهادفة إلى السماح للشركات الأوروبية بمواصلة تعاملها مع إيران على الرغم من العقوبات الأمريكية. وقال "إنه إجراء غير حكيم سيؤدي إلى تعزيز (موقع) إيران وإضعاف الاتحاد الأوروبي وإحداث شرخ أكبر بين أوروبا والولايات المتحدة". وتابع بنس "حان الوقت لينسحب شركاؤنا الأوروبيون من الاتفاق النووي الإيراني"


ونبه إلى أن العقوبات الأمريكية "ستصبح أشد وطأة" إلا إذا "غيرت إيران سلوكها المزعزع للاستقرار".


لكن الاتحاد الأوروبي، وبولندا التي تشارك في تنظيم المؤتمر مع الولايات المتحدة أحد أعضائه، سبق أن رفض الطلب الأمريكي برفض الاتفاق التاريخي مع إيران الذي وقع في فيينا العام 2015، إذ شددت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني التي لم تشارك في مؤتمر وارسو، على أن المسؤولين الأوروبيين يشاطرون الولايات المتحدة قلقها، لكنهم يختلفون معها في ما يخص الاتفاق.


علي الجانب الاخر من المشهد العالمي انطلقت مساء امس الجمعة ، أعمال الدورة الخامسة والخمسين لمؤتمر ميونيخ للأمن، والذى يعد من أهم التجمعات السنوية الدولية ، التى تتناول السياسات الأمنية على مستوى العالم، ويشارك فيها العشرات من القادة والشخصيات البارزة، وفى هذه الدورة يشارك الرئيس عبد الفتاح السيسي ، مع ما يقرب من 35 رئيس دولة وحكومة و80 من وزراء الدفاع والخارجية و600 من خبراء السياسات الأمنية حول العالم، وقد وصف رئيس المؤتمر فولفجانج إشنيجر ، هذه الدورة بأنها الأكبر والأكثر أهمية منذ تأسيس مؤتمر ميونخ.


شملت اعمال المؤتمر ، نقاشات بين قادة الحكومات البارزين ، على رأسهم الرئيس عبد الفتاح السيسى والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ، ونائب الرئيس الأمريكى مايك بنس ، ووزير الخارجية الروسى سيرجى لافروف، ومن المتوقع أن يتم مناقشة عدم الاستقرار المتزايد على المستوى العالمى، وكان مؤتمر ميونيخ للأمن لعام 2019 قد أصدرتقريرا أكد فيه ان العالم فى أزمة، وأن الولايات المتحدة ، تزيد من تدهور الأمور، وأشارت إذاعة صوت ألمانيا ، إلا أن واحدا على الأقل من المصادر الرئيسية لعدم الاستقرار واضح ، فإدارة الرئيس ترامب فى واشنطن لا تبدى اهتماما كبير بالتمسك بالاتفاقيات الدولية كما أن تغريداته تشكك بشكل معلن فى مؤسسات مثل الناتو والأمم المتحدة ، والأسوأ من هذا أن الولايات المتحدة تحت قيادة ترامب تبدو مستعدة للتخلى عن دورها القيادى "بالعالم الحر".


ودعا رئيس مؤتمر ميونيخ للسياسات الأمنية ولفجانج ايشينجر ، الجميع للاستماع إلى صوت العقل لتوفير الإرادة السياسية اللازمة لحل وتسوية النزاعات سواء فى أوروبا أو خارجها ، وأشار ايشينجر ، فى افتتاح الدورة الـ 55 لمؤتمر ميونخ للسياسات الأمنية ، إلى تغيير القوى حيث أن العالم الليبرالى الحر أصبح على حافة الهاوية، داعيا القادة إلى تحمل مسئولية إكبر إزاء تقويض أسس المؤسسات التى بنيت على مدى عقود طويلة، وإزاء النزاعات التى تقود إلى انهيار النظام الحر.


وشهد هذا العام مشاركة أكبر وفد أمريكى على الإطلاق، يضم كل من نائب الرئيس مايك بنس ، ، ووزير الخارجية مايك بومبيو ووزير الدفاع باتريك شانهان ، ورئيسة مجلس النواب نانسى بيلوسى، وهو ما يثير الأمل بأن واشنطن ، تبحث عن طرق تتجاوز بها دبلوماسية تويتر التى دشنها ترامب.

لكن ألمانيا عبرت من خلال وزير خارجيتها هايكو ماس عن رفضها لمناشدة نائب الرئيس الأمريكي الداعية إلى عزل إيران بالانسحاب من الاتفاق النووي مع طهران، وقال الوزير الألماني :


"بدون الاتفاق لن تكون المنطقة أكثر أمنا، بل ستكون أقرب بخطوة من مواجهة مفتوحة"، وكان ماس قد انتقد بشدة تمسك الأوروبيين بالاتفاق،وانتقد ماس اعلان نائب الرئيس الامريكي بنس عن إعلان لم تستجب ألمانيا لمناشدة نائب الرئيس بنس للأوروبيين بالانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران، وقال وزير الخارجية الألماني هايكو ماس "هدفنا يبقى إيران بدون أسلحة نووية، واضاف :


"سويا مع البريطانيين والفرنسيين وكل الاتحاد الأوروبي، وجدنا سبلا لإبقاء إيران في الاتفاق حتى اليوم"، وتابع أنه بدون هذا الاتفاق "لن تكون المنطقة أكثر أمنا بل ستكون أقرب بخطوة من مواجهة مفتوحة"


من جهة اخري دعت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل الجمعة إلى جهود للحد من التسلح تشمل الروس والأميركيين والأوروبيين والصينيين، بعد تعليق المعاهدة الروسية الأميركية لخفض الصواريخ النووية المتوسطة المدي ، واكدت ميركل "الحد من التسلح أمر يعنينا جميعا وسيسرنا ألا تقتصر المفاوضات بشأنه على ا وبدأت الولايات المتحدة هذا الشهر الانسحاب من معاهدة تاريخية من حقبة الحرب الباردة مع روسيا لخفض الصواريخ، هي معاهدة الصواريخ النووية متوسطة المدى، ردا على نشر موسكو صواريخ 9-إم-927 مما دفع روسيا للاعلان بدورها عن انسحابها من المعاهدة.


ووفقا لتقرير جديد نشره معهد الدراسات الاستراتيجية، فإن ما يصل إلى 95 بالمئة من ترسانة الصين من
ومع تلك المعطيات "من الصعب تصور سيناريو تدخل بموجبه الصين في نظام مثل معاهدة الصواريخ النووية المتوسطة المدى"، وفقا للتقرير
وتنظم ألمانيا مؤتمر دوليا في برلين الشهر المقبل لمناقشة سبل إنشاء نظام للحد من التسلح يكون بديلا عن ذلك الذي تم التوصل إليه في فترة الحرب الباردة.
ولازالت المانيا تقود جانب من الاتحاد الاوربي في مواجهة سياسة دبلوماسية تويترالترامبية التي تهدف الي احياء الحرب الباردة ، مع روسيا مستعينة بالخطر الايراني ، والجديد هو ادخال ترامب لاسرائيل ودول المنطقة العربية خاصة الخليج علي اتجاهات ترامب الجديدة ، ومن ثم تشيرحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي لمؤتمر ميونخ الي ارساء مصر رؤية استراتيجية جديدة لموقفها من الحرب الجديدة في المنطقة ، مما يؤكد الموقف الصحيح لمصر في المرحلة القادمة .