الأقباط متحدون - نقلة نوعية في علاج الأورام السرطانية
  • ٢١:٠٢
  • الخميس , ١٤ فبراير ٢٠١٩
English version

نقلة نوعية في علاج الأورام السرطانية

صحة | إيلاف

٢٠: ١٢ م +02:00 EET

الخميس ١٤ فبراير ٢٠١٩

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

بروتين انصهاري تمت تجربته على مئات المرضى
"م7824" عقار جديد سيُحدث نقلة نوعية في العلاج المناعي للأورام من خلال تحفيز الخلايا المناعية في الجسم لمحاربة الخلايا السرطانية.

تحدث بيلين غاريو، من إدارة شركة ميرك الألمانية لصناعة الأدوية، عن "نقلة نوعية" في العلاج المناعي للسرطان بفضل عقار "م7824" المناعي الذي يتم تطويره بالتعاون مع شركة جي اس كي البريطانية. وذكر غاريو لصحيفة "دي فيلت" الألمانية أنه يعول على العقار ليس في علاج الأمراض السرطانية البسيطة فحسب، وإنما في علاج الأمراض السرطانية الخطرة مثل سرطان الرئة والامعاء والكلية.

أفاد الباحث بأن العقار يمر في مرحلة التطوير في مختبرات شركة ميرك في مدينة درامشتادت الألمانية، وأن العلماء بحاجة إلى سنوات أخرى قبل طرحه في السوق، لكنهم متفائلون بتأثيره الذي يحفز الخلايا المناعية في الجسم على مقارعة الخلايا السرطانية. واشار إلى أن العقار تمت تجربته حتى الآن على مئات المرضى المعانين من الأمراض السرطانية.

بروتينات محددة
يعود الفضل في تطوير هذا النوع من العلاج إلى الأميركي جيمس ب. أليسون الذي نال جائزة نوبل للطب في عام 2018 بفضل إنجازاته في هذا المجال. ويعتبر أليسون "والد" العلاج المناعي، إلى جانب شريكه في الفوز بجائزة نوبل العالم الياباني تاسوكو هاينو؛ إذ اكتشف هذان العالمان السر وراء عجز الجهاز المناعي في الجسم عن قتل الخلية السرطانية من جهة، وفاعليته في قتل الجراثيم التقليدية، من جهة أخرى.

وتوصلا إلى أن الخلية السرطانية تصنع بروتينات محددة وتزرعها على غلافها الخارجي. تعمل هذه البروتينات على شل الجهاز المناعي وجعله عاجزًا عن إحداث أي ضرر لهذه الخلية.

نجح العالمان في السنوات العشر الماضية في تطوير علاجات تستهدف هذه البروتينات وتجعلها غير فاعلة. وبذلك، فهي تحرر الجهاز المناعي من السلاسل التي تكبله وتطلق قدرته على التعرف على الخلية السرطانية كخلية غريبة وعدوة فيهاجمها ويقتلها. ويعتبر العلاج المناعي اليوم أمل البشرية في الحرب الطويلة على الأورام السرطانية.

بروتين انصهاري
جاء في تقرير لمجلة "الطبيب الألماني" أن عقار "م7824" بروتين انصهاري ثنائي الوظيفة يقطع إشارات عاملي كبح جماح الجهاز المناعي، وهما PD-L1 وTGF-beta-Trap.

تجري التجارب في مختبرات ميرك حاليًا في المرحلة الأولى من تطوير عقار ضد الأورام السرطانية المستعصية، وفي المرحلة الثانية في العلاج الأساسي لسرطان الرئة المسمى "سرطان الخلايا الصغيرة".

تم حتى الآن، في المرحلة الأولى من التجارب، تجربة عقار "م7824" المناعي على 700 مريض يعانون أمراضًا سرطانية مستعصية. ويفترض أن العقار يهاجم البروتينات التي تزرعها الخلايا السرطانية على الخلايا المناعية، ومن ثم يعاود تحفيزها لقتل الخلايا السرطانية.

في الوقت ذاته، "يصطاد" عقار "م7824" المناعي مادة TGF-beta التي تكبح جماح نظام المناعة الجسدي بدورها، وتساعد الخلايا السرطانية على النمو وبناء أذرعها. وهذا هو سر تسميته بالبروتين الانصهاري ثنائي الوظيفة.

كما تواصل شركة ميرك تجاربها على أنواع عدة من الأمراض السرطانية الأخرى، بينها سرطان الرئة (القصبات)، وسرطان الكلية والخصيتين والمعدة.

يدر المليارات
ذكرت صحيفة "دي فيلت" أن عقار "م7824" سيدر المليارات على ميرك وشريكته البريطانية GlaxoSmithKline (GSK) حال نزوله إلى السوق، ونيله إجازة السلطات الصحية الألمانية والبريطانية.

وسبق للشركتين أن أعلنتا في الأسبوع الماضي عن اتحادهما في الحرب على السرطان بواسطة العقار المناعي المذكور. وينبغي على الشريك الإنكليزي دفع مبلغ 3,7 مليارات يورو إلى شركة ميرك جراء مشاركته في الإنتاج والبحث، مع الاتفاق على المناصفة في الأرباح.

قال غاريو إن عقار "م7824" يفتح آفاقًا جديدة وأملًا لمرضى الأمراض السرطانية المستعصية على العلاج. وعبر عن ثقته في أن يلعب الشريكان، الألماني والبريطاني، دورًا رائدًا في علاج السرطان المناعي مستقبلًا. ويعود الاتفاق بين الطرفين إلى ارتفاع كلفة البحث العلاج، خصوصًا أن شركة GlaxoSmithKline (GSK) تعادل ضعف شركة ميرك إنتاجًا ورأسمالًا.

الجدير بالذكر أن فرع ميرك الأميركي طرح عقار "كيترودا" المناعي في السوق لمكافحة أنواع الأمراض السرطانية البسيطة، وحقق أرباحًا قدرها 6 مليارات دولار، بحسب تقرير "دي فيلت".