على أنغام «خلّي السلاح صاحي... لو نامت الدنيا، صاحي مع سلاحي»، انطلقت بعد ظهر الأحد الماضي فعاليات معرض تذكاري يعيد القاهرة إلى زمن عبد الحليم حافظ. المعرض استضافته مؤسسة «دار التحرير» المصرية للنشر، ونظمته مجلة «شاشتي» التابعة للدار، ويقام بالتعاون مع جمعية محبي الفنان عبد الحليم حافظ، بمناسبة ذكرى ميلاده الثمانين.
ضم المعرض مجموعة من مقتنيات «العندليب الأسمر» الخاصة من بينها عدد من القمصان والبدل والأحذية التي ارتداها في أفلامه وأغانيه، وجميعها في حالة جيدة، كان من بينها قميصه الأسود المخطط الذي ارتداه في فيلم «أبي فوق الشجرة» وبدلة من فيلم «ليالي الحب» وقميص من فيلم «شارع الحب» وبدلة سوداء من فيلم «معبودة الجماهير» والجاكت الذي غنى به رائعته «نعم يا حبيبي نعم». كما يضم المعرض مجموعة من البورتريهات رسمها فنانون لعبد الحليم حافظ. حول المعرض تقول منى نشأت رئيس تحرير مجلة «شاشتي» إن المعرض يواكب عيد ميلاد المجلة العاشر، ولهذا تفتح المجلة أبوابها لعشاق المطرب المصري الراحل ليقلبوا معها صفحات من حياته الحافلة برائحة مصر، عائدين بالزمن إلى الوراء للإطلال على ذكريات جميلة».
وقال عبد العليم عون مؤسس جمعية محبي الفنان عبد الحليم حافظ، لـ«الشرق الأوسط» إن هذه المقتنيات هي إهداء من أسرة العندليب إلى محبيه، بناء على وصيته، حصل عليها في ذكرى رحيله الثانية عشرة. وأضاف: «استدعاني محمد وعلية شبانة شقيقا عبد الحليم في منزله بالزمالك، وأعطياني إحدى بدله».
وبعد أن جمع العديد من أعضاء الجمعية مقتنيات للعندليب للاحتفاظ بها كذكرى، فكروا في جمع هذه المقتنيات والمحافظة عليها لتنظيم معارض خاصة للعندليب لإحياء ذكراه. وأشار عون إلى أن الجمعية نظمت معارض سابقة بهذه المقتنيات جميعها كانت مجانية للجمهور، لافتا إلى أنه كان من أوائل المطالبين بإحياء ذكرى ميلاد العندليب.
وأشاد عون بالدعم الكبير الذي كانت تقدمه علية شبانة، شقيقة العندليب، للجمعية قبل رحيلها، لافتا إلى أنه يظل على اتصال بابنتها زينب ومحمد ابن شقيق عبد الحليم حافظ.
وقال معتز، أحد زوار المعرض، وهو في الثلاثينات من العمر، إنه يحب سماع عبد الحليم وفريد الأطرش وأم كلثوم ولا يسمع أيا من المغنيين الجدد، معربا عن معارضته لغناء أي مطرب آخر لأغاني العندليب، وقال: «لا أحد يقارن به».
وقالت فردوس ابنة خال عبد الحليم لـ«الشرق الأوسط» إنها لا تزال تحمل ذكريات جميلة للعندليب واحتفالات عيد ميلاده. وأضافت: «لم يكن يحب الاحتفال بهذا اليوم، كانت الأسرة توقظه من النوم ويأتي ليجلس معنا، لكنه لم يبدُ سعيدا بهذا اليوم. كل ما كان يحبه هو الزهور التي كانت تملأ غرفته في هذا اليوم الخاص، فيستيقظ لينسقها».
يشار إلى أن عبد الحليم حافظ، واسمه الحقيقي عبد الحليم شبانة، وُلد بقرية الحلوات بمحافظة الشرقية (83 كم شمال شرق القاهرة) في 21 يونيو (حزيران) 1929، وحصل على بكالوريوس المعهد العالي للموسيقى العربية قسم التلحين عام 1948، ثم عمل 4 سنوات مدرسا للموسيقى في مدينة طنطا ثم الزقازيق (شمال القاهرة)، وأخيرا في القاهرة، ليقدم استقالته من التدريس عام 1950.
وتُعتبر بدايات عبد الحليم الفنية الحقيقية عندما تحرر من قيد الوظيفة والتحق بفرقة الإذاعة الموسيقية عازفا لآلة الأبوا. والتقى حافظ عبد الوهاب مدير البرامج الإذاعية، الذي كان أول من اقتنع بصوته وقدمه للملحن محمد الموجي، الذي أعطاه اسم حافظ بدلا من شبانة للتفريق بينه وبين أخيه إسماعيل شبانة، الذي كان وقتها مطربا معتمدا في الإذاعة.
وكانت أول أغنية قدمها للإذاعة «لقاء» وأول فيلم سينمائي له «لحن الوفاء»، وخاض مجال الإنتاج السينمائي بعدما كوّن مع الموسيقار محمد عبد الوهاب ومدير التصوير وحيد فريد شركة «صوت الفن»، وقدم أغنيات في جميع البلاد العربية وبعض دول أوروبا، تصل إلى نحو 300 أغنية ونشيد وطني وقصيدة.
وتوفي العندليب في الثلاثين من مارس (آذار) عام 1977 بعد صراع طويل مع مرض |