الأقباط متحدون - الإذاعيون الكبار: المهنة تراجعت من «الثقافة» لـ«الخِفّة»
  • ١٩:٣١
  • الاربعاء , ١٣ فبراير ٢٠١٩
English version

الإذاعيون الكبار: المهنة تراجعت من «الثقافة» لـ«الخِفّة»

فن | الوطن

٠٧: ٠٩ م +02:00 EET

الاربعاء ١٣ فبراير ٢٠١٩

حمدى الكنيسى
حمدى الكنيسى

 أن تُمسك بمؤشر الراديو، وتحركه يميناً ويساراً، حتى تستقر على الإذاعة المطلوبة، فتسبح معها بخيالك دون قيود، وتطرب أذنك بأصوات عذبة، ويتغذى عقلك بمضامين راقية، متعة يفتقدها قطاع كبير من الشباب، الذين لم يعاصروا العصر الذهبى للإذاعة، ويفتقرون لثقافة الاستماع. وتزامناً مع الاحتفال باليوم العالمى للإذاعة اليوم، استمعت «الوطن» إلى كبار الإذاعيين عن أبرز التحديات التى تواجه الإذاعة المصرية، وماذا تغير فى العمل أمام الميكروفون بين الماضى والحاضر.

نشر ثقافة التسامح هو الموضوع المحورى الآن، ليس للإذاعة فقط، إنما لوسائل الاتصال المختلفة، لمواجهة أفكار التطرف والإرهاب، التى تهدد مختلف دول العالم، وفقاً لعبدالرحمن رشاد، الإذاعة المصرية'>رئيس الإذاعة المصرية الأسبق، لأن الإذاعة وسيلة اتصال مهمة لنشر الثقافة، ولعبت دوراً فى التعريف بكل أنواع الأدب الرفيع.
 
أبرز التحديات التى تواجهها الإذاعة الآن، بحسب «رشاد»، تتمثل فى المنافسة الشرسة مع بقية وسائل الاتصال، فى ظل التقدم التكنولوجى المذهل، فضلاً عن ضعف الإذاعات الموجهة بلغات أجنبية، فالموجات القصيرة تكاد تختفى، والإذاعة عليها أن تبحث عن طرق أخرى للوصول إلى المستمعين، مثل إذاعات الإنترنت. الضعف المهنى للقائمين على العمل الإذاعى، من أكبر التحديات أيضاً التى تواجه الإذاعة، ففى السابق كان مقدم البرامج الإذاعية رفيع الثقافة، متميزاً صوتياً على عكس اليوم: «التحقت بالعمل الإذاعى عام 1979 بعد اجتياز اختبارات تحريرية فى اللغة والترجمة، وشفوية أمام الميكروفون، ثم فترة تدريب إلى أن نطقت: هنا القاهرة».
 
يتذكر حمدى الكنيسى، الإذاعى الكبير، خطواته الأولى فى الإذاعة: «تقدمت لمسابقة ضمن 8 آلاف آخرين، وخضنا اختبارات عديدة فى سرادق بمنطقة العباسية، وتمت تصفية العدد إلى 200 شاب، ثم خضنا امتحاناً أمام كبار أساتذة اللغة والإعلام، فى مخارج الحروف، أفرز عن 6 أشخاص فقط، كنت منهم، وبعد كل ذلك خضنا تدريباً عملياً خارج الهواء لمدة عام، ولأننى كنت الأول مكرراً على المقبولين، تم اختيارى كمذيع تنفيذ، وهو من يقرأ النشرات ويربط الفقرات على الهواء، وبعدها انتقلت إلى إدارة البرامج».
 
تسربت الواسطة بمرور الوقت إلى منظومة العمل الإذاعى، خاصة بعد دخول القطاع الخاص فى الإعلام، وفقاً لـ«الكنيسى»، فلا يلتزم بأى قواعد من يجلس أمام الميكروفون، وتحول الأمر حالياً فى بعض الإذاعات إلى جلسات لمذيعين لتبادل الضحكات، ما أساء إلى العمل الإذاعى، ويجب تغييره لأن الإذاعة لن تختفى بدليل أن «راديو مصر» تحقق إيرادات وإعلانات تفوق بعض القنوات، إلى جانب إقبال عدد من رجال الأعمال على شراء إذاعات خاصة، بما يدل على أنها عملية راجحة.
 
«المذيع الآن عشان ينجح ويشتهر لازم يضحك وينكت»، حقيقة أكدتها نادية مبروك، الإذاعة المصرية'>رئيس الإذاعة المصرية، وتأسف لحال بعض الإذاعات التى تفتح الباب لأشخاص عديمى الخبرة، على عكس السابق: «كان لازم المذيع يمتلك خلفيات ثقافية، حتى وإن قدم مضامين خفيفة، احتراماً لعقلية المستمع وتلبيةً لاحتياجاته».
 
ورغم ذلك ترى «مبروك» أن الإذاعة فى الوقت الحالى لها مستمعوها وعادت لها مكانتها، كوسيلة إعلامية عريقة، بعد فترة تأثرت فيها نسب الاستماع، بسبب القنوات الخاصة، ويشعر المواطن أنها وسيلة تقدم له الأخبار بشكل سريع، ولا تتعارض المضامين التى تقدمها الترددات الخاصة مع الإذاعة المصرية، بل تكمل بعضها.