أستاذ فلسفة إسلامية: اختطاف الإسلام من الحركات الدينية سبب الإلحاد والهلالي: يلحد بس في سره
أماني موسى
الثلاثاء ١٢ فبراير ٢٠١٩
كتبت – أماني موسى
تناول الإعلامي عمرو أديب قضية انتشار ظاهرة الإلحاد، خاصة بعد أحداث يناير 2011، وحذر الآباء والأمهات مما يتعرض له أبنائهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي، متساءلاً: هل القانون في مصر يجرم الإلحاد أم لا؟
أستاذ فلسفة إسلامية: بعض الملحدين ناقمين على حالة الخطاب الديني وطريقة تقديم الإسلام بشكل يتنافى مع الرحمة
قال الدكتور أحمد سالم، أستاذ الفلسفة الإسلامية بجامعة طنطا، إن ظاهرة الإلحاد موجودة منذ القدم في التاريخ البشري وكانت مصاحبة للإيمان.
لافتًا إلى أن لديه عدد من الطلاب الملحدين داخل الجامعة، وبأنهم نبهاء والبعض منهم عقله لامع جدًا، والبعض منهم لديه مشكلات مع المجتمع، والبعض الآخر ناقم على حالة الخطاب الديني السائد، وطريقة تقديم الإسلام بشكل معين يتنافى مع الرحمة وأن الله غفور رحيم، واستبدالها بأن الله هو القاهر الغاضب، وأنه هيعذب الناس في جهنم.
لا بد من تقديم الله كمحبة وقوة إيمانية في مواجهة المرض والضعف والشر
مشددًا على ضرورة احتواءهم علميًا، وأنه يتناقش مع الطلبة الملحدين لديه، ويحتويهم ويقيم معهم حوار، وضرورة تقديم الله كمحبة وقوة إيمانية وروحية في مواجهة الشر والمرض والضعف.
اختطاف الإسلام من الحركات الدينية مسؤول عن انتشار الإلحاد
واستطرد، أن اختطاف الإسلام من الحركات الدينية مسؤول على حالة التمرد لدى الشباب.
الدين دخل في كل أمور الحياة وأصبح مكبل للروح الإنسانية بدلاً من تحريرها
لافتًا إلى أن الطلاب الملحدين يعانون في كثير من الأحيان من العزلة، بسبب استبعادهم من قبل دائرة الأصدقاء بعد معرفة انتماءاتهم الدينية، مشددًا، أن الدين بدلاً من أن يصبح محرر للروح الإنسانية أصبح مكبل للروح الإنسانية، حيث تم إقحامه بكل تفاصيل البشر بدءًا من الصحو من النوم لدخول الحمام، فأصبحت الصورة التي يقدمها الدين هي سجن للروح الإنسانية.
الإلحاد احتجاج على حالة الخطاب الديني السائد
والطلبة النابهين يرفضوا الصورة السائدة للخطاب الديني، وحالة انتشار الإلحاد هي حالة عدم قناعة واحتجاج على صورة الخطاب الديني الحالي.
وأكد أن لديهم القدرة على التعبير عن أنفسهم، والحديث عن إلحادهم، ولكنهم يعانون الوحدة بعد فترة نتيجة لهجر أصدقائهم لهم.
أستاذ طب نفسي: لا يمكن أن نصف الملحدين بالمرضى النفسيين
من جانبه قال الدكتور عبد الناصر عمر، أستاذ الطب النفسي بجامعة عين شمس، لا يمكن أن نصف الملحدين بالمرضى النفسيين، فهناك أيضًا مؤمنين مرضى نفسيين.
الإنسان يولد ولديه فكرة سوبر باور وأن هناك من يحميه
وأن الإنسان يولد ولديه فكرة "سوبر باور"، وأنه يؤمن أن هناك من يحميه، مشددًا على أن هناك أبحاث علمية أثبتت ذلك.
بعض الشخصيات أكثر عرضة للإلحاد كالشخصية الحدية
وهناك بعض الشخصيات عرضى للإلحاد أكثر من شخصيات أخرى، من يذهبون من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار، كأن يكون متدين حد التطرف أو يلحد حد التطرف، وتسمى الشخصية الحدية.
لا بد الفصل بين الدين ورجل الدين وصدمة البعض في رجال الدين تسبب إلحادهم
وحذر من الخلط بين الدين وبين رجل الدين، موضحًا أن الشباب ينظروا لرجل الدين بعين الفضيلة والكمال، وأنه حينما يخطئ تحدث صدمة لهم، ويخلطوا بين الدين ورجال الدين ويتسبب ذلك في إلحادهم.
كثير من الملحدين أذكياء ويحتاجون لمواجهتهم فكريًا على نفس المستوى
وأن بعض الشخصيات تلحد مثلاً بعد التعرض لحادث فقد شديد أو مرض شديد، وأن كثير من الملحدين أذكياء ويحتاجون أن يتم بمواجهتهم فكريًا على نفس المستوى.
لا يجب مواجهة الملحدين بالقانون أو القهر بل بالحوار
كما حذر من مواجهة الإلحاد بالقهر أو بالقانون، الفكر يواجه بالفكر، مستطردًا: أن الشك شيئ عادي وأن من يشك ويؤمن يصبح إيمانه أقوى وأكثر ثباتًا.
موقف حدث بالعيادة!
وروى موقف حدث معه بالعيادة، حيث جاءه والدين يطلبون منه علاج ابنهم لإصابته بخلل نفسي على حد قولهم، لأنه لا يعتقد بوجود إله، وحين وقع الكشف الطبي عليه وجده شديد الذكاء، ولا يوجد لديه أي أمراض نفسية وأخبر والده بذلك.
الهلالي: الإلحاد تنظيم يهدف لإحداث فراغ تشريعي
بينما علق د. سعد الدين الهلالي، أستاذ الفقه بجامعة الأزهر، أنه أثناء حديثه مع أحد الملحدين عام 2010، قال له: أنت عارف إحنا عددنا كم دلوقتي؟ إحنا أكتر من 300 ألف، فأجبته: "دة أنتم تنظيم بقى، مش مجرد ناس صاحبة فكر، وكون أنت عارف التنظيم وعارف العدد يبقوا أنتم أصحاب رسالة مش صاحب فكر"، ليرد عليه الشاب بدعوة الهلالي للإلحاد "أنا عايزك تبقى زيي وتدخل في الفلك بتاعنا لأن ممكن بعد الموت تلاقي مفيش ربنا ومفيش جنة ولا نار وصلاتك وصيامك يبقى راحوا عليك".
وعلق الهلالي هناك تنظيمات تلعب بعقول شبابنا، مثلما لعب به تنظيم الجمعية الشرعية، وتنظيم أنصار السنة، وتنظيم الإخوان.
مشيرًا إلى تقرير صادر عن أحد المنظمات الأمريكية، أن مصر بها أعلى نسبة إلحاد بعد ثورتي يناير 2011 ويونيه 2013، وأن عدد الملحدين في مصر تجاوز 2 مليون شخص.
وأضاف، كما فعلوا فينا سلفية وإخوان وتنظيمات، فالآن يريدون تنظيم للملحدين ورئيس ومجلس وأعضاء.
محذرًا من أن الإلحاد يهدف لإحداث فراغ تشريعي، وأن كل شيء محلل وأنه لا يوجد للكون حاكم وبالتالي ينتشر الظلم.
وأوضح الهلالي، أن الإلحاد يؤدي إلى الانتحار وإنهاء الحياة نظرًا لعدم وجود الحق المطلق، وأن من سيموت مظلوم، لن يجد من يرد له حقه، وأن من سيموت ظالم لن يجد من يحاسبه.
الله أعطى الإنسان العقل وحق استخدامه
وعلق د. الدكتور أحمد سالم، أستاذ الفلسفة الإسلامية بجامعة طنطا، أن الله أعطى الإنسان العقل لاستخدامه، عايز تروح يمين روح يمين، عايز تمشي شمال أمشي شمال، مستشهدًا بالآية القرآنية التي تقول { أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين}، لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ ۖ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ، من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر، وشدد أن الإسلام قائم على العقل.
وتابع، أن الملحدين شرائح ومستويات، فبعضهم متشكك، والبعض متحير، والبعض قارئ ولديه تساؤلات، لكن متقدرش تجمع الإلحاد على أنه مؤامرة كونية.
مدللاً بما حدث للنبي إبراهيم، فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغًا قَالَ هَٰذَا رَبِّي ۖ فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِن لَّمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ.
وشدد على ضرورة الحوار ثم الحوار، وليس القهر والسجن.
لمشاهدة الفيديو كامل اضغط هنا