الأقباط متحدون - سعيد الشحات يكتب ..مولد «فاروق» ومنح الموظفين إجازة وتعطيل البنوك وإطلاق 21 مدفعا فى السلطنة المصرية..
  • ٠٠:١٨
  • الثلاثاء , ١٢ فبراير ٢٠١٩
English version

سعيد الشحات يكتب ..مولد «فاروق» ومنح الموظفين إجازة وتعطيل البنوك وإطلاق 21 مدفعا فى السلطنة المصرية..

سامح جميل

في مثل هذا اليوم

٤٩: ٠٩ ص +02:00 EET

الثلاثاء ١٢ فبراير ٢٠١٩

الملك فاروق - ميلاده الآول
الملك فاروق - ميلاده الآول
سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 11 فبراير 1920م.. 
سامح جميل
كان الملك فؤاد تواقا إلى ابن يرث عرشه ويحكم مصر بعده، ولم يتحقق له ذلك من زوجته الأولى «شويكار» التى تزوجها عام 1895، وأنجب منها ولدا هو الأمير إسماعيل، لكنه مات قبل أن يبلغ من العمر سنة واحدة، وبنتا هى الأميرة فوقية.
 
أقدم «فؤاد» على طلاق «شويكار» عام 1898 بعد أن حاول شقيقها «البرنس» قتله بسبب سوء معاملته لها، ثم تزوج للمرة الثانية من نازلى يوم 24 مايو سنة 1919 بعد أقل من عامين من حكمه «سلطنة مصر»، وفيما كانت البلاد ماتزال تعيش فى ظل أحداث ثورة 1919، التى انطلقت شرارتها فى 9 مارس أى قبل زواج فؤاد بشهرين وتواصل نشاطها لشهور طويلة، انشغل «فؤاد» بمولوده المقبل، وتذكر الدكتورة لطيفة سالم فى كتابها «فاروق وسقوط الملكية فى مصر» عن «مكتبة مدبولى- القاهرة»: «نظرا للأهمية التى كان يعقدها فؤاد على هذا الابن، فقد أعد الترتيبات قبل ولادته، واختار له اسم فاروق من بين أسماء سجلت فى قائمة تبدأ بحرف الفاء نظرا لأن والدته «فؤاد» تدعى فريال، وقيل إنه أقدم على هذا الاسم تفاؤلا باسم «عمر بن الخطاب» ولما يحتويه من معنى فى اللغة العربية.
 
تم إعلان البشرى من قصر عابدين، ويؤكد «أحمد شفيق باشا» فى الجزء الأول من «حوليات مصر السياسية» عن «الهيئة المصرية العامة للكتاب-القاهرة»، أنه بينما كانت الأمة تتناقش فى أمورها المهمة التى شغلت كل الرؤوس المفكرة فيها، وبخاصة لجنة اللورد ملنر، إذ طلع عليها مجلس الوزراء بالأمر السلطانى الكريم الذى يبشر بميلاد الأمير فاروق ولى عهد الأريكة المصرية بقصر عابدين».
 
نص الأمر السلطانى الذى بعث به فؤاد إلى رئيس مجلس الوزراء على: «المنة لله وحده، بما أنه فى الساعة العاشرة والنصف من مساء أمس الأربعاء المبارك 21 جماد الأولى سنة 1238 الموافق 11 فبراير سنة 1920 قد من الله علينا بولد ذكر أسميناه «فاروق»، فقد استصوب لدينا إصدار أمرنا هذا لدولتكم إحاطة لعلم هيئة حكومتنا بهذا النبأ السعيد لإثباته بسجل خاص يحفظ برياسة مجلس وزرائنا، وتعميم نشره فى جميع أرجاء القطر مع تبليغه لم يرَ تبليغه إليه بصفة رسمية، وإجراء ما يقتضى إجراؤه بهذه المناسبة المباركة، وإنى أسأل الله القدير المنان أن يجعل هذا الميلاد مقرونا باليمن والإسعاد للبلاد والعباد من فضله وكرمه».
 
فور أن تلقى مجلس الوزراء هذا الأمر، اجتمع بوزارة المالية وأصدر قرارات بهذه المناسبة، وكانت وفقا لـ«شفيق باشا»: «إبلاغ هذا النبأ إلى جميع المديرين والمحافظين بواسطة وزارة الداخلية، وإبلاغه إلى فخامة المندوب السامى وإلى وزارة الخارجية، وتم إطلاق 21 مدفعا فى القاهرة والإسكندرية احتفالا بهذا الحادث العظيم فى تاريخ السلطنة المصرية، ومنح الموظفون التابعون للحكومة إجازة فى ذلك اليوم، وأقفلت المصارف «البنوك» احتفالا بذلك، ووزعت الصدقات والمبرات السلطانية على الفقراء والمحتاجين وصدر العفو عن بعض المساجين».
 
يؤكد محمد عودة فى كتابه «فاروق- بداية ونهاية» عن «دار الهلال-القاهرة»، أن اهتمام الملك فؤاد انصب اهتمامه على إبلاغ المندوب السامى البريطانى، قائلا: «لم تقف سعادته بمولد ولى العهد حائلا أو مانعا دون أن يوظفه فى تثبيت دعائم العرش وتوطيد كرسى السلطنة، وكانت الثورة «1919» قد فاجأته، كما فاجأت الجميع، وبدا القلق يساوره ويقض مضجعه حول ماقد تكون العواقب، ولم يكن زعيمها وقادتها وجماهيرها تكن له ودا أو تقديرا».
 
يؤكد عودة، أن المندوب السامى بعث إلى لندن يقترح فيها أن يبعث جلالة الملك تهنئة إلى السلطان، وحينما وصلت وذهب لتسليمها إليه، استبقاه ليبثه حديثا طويلا بما يشغل باله، وكتب المندوب السامى إلى وزير الخارجية تقريرا طويلا عما دار جاء فيه:
 
«سيدى اللورد: قابلت السلطان هذا الصباح وآثار معى مسألة يرى أنها على قدر أكبر من الأهمية بالنسبة له ولنا وهى مسألة وراثة عرش السلطنة، وقال إن ولادة وريث تجعل من المناسب لحكومة صاحب الجلالة أن تعيد النظر فى موقفها من المشكلة»، واقترح المندوب السامى، أن تحسم حكومة جلالة الملكة هذه القضية بأن تعترف بالوريث الجديد للسلطان الحالى «الأمير فاروق»، وحسب لطيفة سالم: «فى 15 إبريل أبلغت دار الحماية، قصر عابدين أن الحكومة البريطانية نظرت فى نظام السلطة المصرية، واعترفت بالأمير فاروق ونسله من الذكور على قاعدة الأكبر من الأولاد فالأكبر من أولاده كأولياء للعهد»...!!