"تشرشل".. الفنان الأرستقراطي الذي وعد البريطانين بـ"الدم والدموع" (بروفايل)
نعيم يوسف
٥٤:
٠٩
م +02:00 EET
الاثنين ١١ فبراير ٢٠١٩
استطاع هزيمة هتلر.. وعمل فنانا وكاتبا ومراسلًا حربيًا
كتب - نعيم يوسف
"التاريخ سيكون لطيفاً معي، فأنا أنوي كتابته".. هذه الجملة التي قالها وينستون تشرشل في حياته لم تكن مجرد قولًا مأثورًا، أو كلمة في خطبة سياسية تناقلها محبوه ومؤيدوه فقط، بل كانت أسلوب حياة نفذها صاحبها، فهو لم يكتب التاريخ فقط، بل صنعه أيضا.
من عائلة أرستقراطية
من سلالة عائلات أرستقراطية، وقبل موعد ولادته بشهرين، جاء وينستون تشرشل إلى الحياة في 30 نوفمبر عام 1874، وقضى سنوات حياته الأولى في "دبلن"، وتعلم هناك القراءة والكتابة والحساب، ولكنه كان متلعثمًا في الكلام، وظل هكذا باقي حياته، وقد درس في ثلاث مدارس مختلفة: مدرسة سانت جورج، باسكوت، بيركشاير بإنجلترا؛ ومدرسة برونزويك في مدينة هوف، بالقرب من مدينة برايتون؛ ومدرسة هارو بداية، وانضم لـ"سلاح بندقية هارو".
عسكري.. كاتب.. فنان
بعد ثلاثة محاولات، اجتاز تشرشل اختبارات القبول للالتحاق بأكاديمية ساندهيرست العسكرية الملكية، بعدها تقدم بطلب للالتحاق بسلاح الفرسان بدلًا من المشاة، ولم يكن يرغب اتباع الطريقة التقليدية في الترقي إلى المناصب الأعلى من خلال الرتب العسكرية، بل إنه صب جام اهتمامه إلى استغلال أية فرصة تمكنه القيام بعمل عسكري. ومن خلال نفوذ أمه وعائلته في أوساط المجتمعات الراقية، استطاع تشرشل أن ينشر ما قام به من حملات من خلال مقالات نشرها في العديد من الصحف، وجنى من ذلك دخلا إضافيا كبيرا؛ فعمل مراسلًا حربيًا لدى العديد من الصحف اللندنية، وأصدر العديد من الكتب التي تدور حول حملاته وتجاربه العسكرية، وكان ومؤرخًا، وكاتبًا، بل وفنانًا.
مناصب وسياسات
شارك تشرشل في مهام الجيش بمستعمرات الهند، والسودان، وحرب "البوير" الثانية، والتي ذاع فيها صيته كأشهر مراسل حربي، وانخرط في العمل السياسي، وتقلد العديد من المناصب، منها وزارة الصناعة والتجارة، ووزارة الداخلية، وأصبح أميرًا للبحرية البريطانية عن حزب الأحرار الأسكويثي، ووزير للخزانة البريطانية في ظل فترة حكم حكومة المحافظين، ووقتها ربط سعر الجنيه الإسترليني عام 1925 بالغطاء الذهبي، كما الحال قبل الحرب، لقي هذا الأمر جدلًا واسعًا، إذ عدها البعض خطوة لخلق ضغوط انكماشية على اقتصاد المملكة المتحدة تسهم في رفع نسبة التضخم، ومن أشهر أقوله: "لا أعدكم إلا بالدم و بالدموع والبكاء والألم".
غريم هتلر
تولى "تشرشل" رئاسة الوزراء لمدتين كل منهما حوالي خمس سنوات، في الفترة من 1940، حتى 1945، وفي عام 1951 تولى تشرشل المنصب ذاته إلى عام 1955، وقاد بريطانيا إلى الانتصار على غريمه الألماني "هتلر"، في الحرب العالمية الثانية، والذي قال عنه "لو ساعدني الشيطان ضد هتلر، لذكرته بالخير امام مجلس الأمة".
السيجار.. والخمور.. والعائلة
كان تشرشل من كبار المحتسين للخمور على أنواعها، ولم يكن السيجار يفارق فمه منذ دخنه لأول مرة وهو بعمر 22 سنة حين كان في كوبا ضمن فرقة عسكرية بريطانية، وكان يدخن 10 سيجار متنوع الأحجام يوميا كمعدل، أي 3650 سنويا، وتزوج من "كليمنتن تشرشل"، وأنجب كل من: ديانا، راندلوف، سارة، ماري جولد، ماري سواميز.
نهاية وأمجاد
توفى في 24 يناير عام 1965، وترك ورائه تراث كبير من الأمجاد، وظهرت شخصيته في 16 فيلما، ومسلسلا، وحصل على 7 دكتوراه فخرية، وفاز بجائزة نوبل في الأدب عن أعمال عدة، أهمها مجموعة ألفها من 6 مجلدات عن الحرب العالمية الثانية. كما اختاروه الأول بين "أعظم 100 بريطاني" في استطلاع شمل أكثر من مليون أدلوا بأصواتهم. وفي 1963 منحته الولايات المتحدة المواطنة الفخرية، وسمت إحدى مدمراتها باسمه، وصكت بريطانيا قبل عملة نقدية باسمه ورسمه.
الكلمات المتعلقة